باتت الأنباء والتسريبات حول المفاوضات السياسية السابقة على إعلان النتائج النهائية للانتخابات التشريعية الأخيرة تسيطر على المشهد العراقي العام، فيما بدا، خلال اليومين الماضيين، أنّ أحدث هذه المفاوضات قادها رئيس البرلمان المنتهية ولايته أسامة النجيفي مع رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، وتضمنت ثلاثة ملفات، أبرزها، تشكيل تحالف لمواجهة محاولات رئيس الوزراء نوري المالكي الفوز بولاية ثالثة على رأس الحكومة. بغداد (السفير) واستبق ائتلاف «متحدون»، بزعامة النجيفي، إعلان نتائج الانتخابات، التي أقيمت الأسبوع الماضي، وبدأ بحشد التحالفات لتزعم، وفق مصدر، «الطيف السياسي للمكوّن السني في العراق» بعد انهيار «القائمة العراقية»، التي كان يرأسها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي. وبدأ الائتلاف كذلك، منذ أمس الأول الاربعاء ، وفق ما ذكرت مصادر، عقد اجتماعات في إقليم كردستان تتمحور حول ثلاث مسائل هي: ملامح الحكومة المقبلة، منصب رئاسة الجمهورية وتشكيل تحالف سياسي جديد. وقال مصدر مسؤول في ائتلاف «متحدون» إنه «تم البحث مع البرزاني أن يكون ائتلاف متحدون الممثل الرئيس للعرب السنة عبر تشكيل تحالف يضم قوى المحافظات السنة الست لتقليل الجهات المفاوضة ورصها بجهة واحدة». وأضاف أنّ الاجتماع بحث أيضاً إمكانية تشكيل تحالف يضم «التكتل السني المرتقب مع الأكراد والصدريين والمجلس الأعلى (الذي يتزعمه عمّار الحكيم) لتشكيل حكومة مقبلة تصد طموح رئيس الحكومة نوري المالكي لتولي ولاية ثالثة». ووفقاً للمصدر، فقد تم بحث مسألة منصب رئاسة الجمهورية حيث أعلن «متحدون» صراحة رغبته بترشيح شخص من جانبه لهذا المنصب. وعن موقف رئيس إقليم كردستان من النقاط المشار إليها، قال المصدر إنّ «جولة المباحثات لم تنته»، رافضاً الإسهاب في الموضوع. وفي وقت سابق اعلن "متحدون"عن إمكانية «تسلم العرب السنة» لمنصب رئاسة الجمهورية في العراق وأن يتقدم شخص كردي لرئاسة البرلمان، إلا أن الموقف الكردي مازال قائماً برغبة الإبقاء على رئاسة الجمهورية بيده. ولم يذكر الدستور العراقي صراحة توزيع المناصب وفق المحاصصة، إلا أنّ العرف منذ العام 2006 منح المكوّن الشيعي رئاسة الوزراء و«العرب السنة» رئاسة البرلمان، فيما منح الأكراد منصب رئاسة الجمهورية. في هذا الوقت، وفي ظل غياب النتائج النهائية، تزداد التساؤلات بشأن المرشحين الذين حققوا أعلى نسبة أصوات في مختلف المحافظات. وفي هذا الصدد، قال مصدر مسؤول في «مفوضية الانتخابات»، أن رئيس الحكومة الحالي زعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي هو صاحب أعلى نسبة أصوات حتى الآن، حيث حصد في دائرة ترشحه في بغداد أكثر من 600 ألف صوت، من أصل نحو ثلاثة ملايين وكان المالكي قد حقق الرقم ذاته تقريباً في الانتخابات التشريعية الماضية في العام 2010. وأضاف المصدر أن رئيس «الاتحاد الوطني الكردستاني» في كركوك نجم الدين كريم حقق حتى الآن أكثر من 175 ألف صوت. ونجم الدين كريم هو محافظ كركوك والطبيب الخاص لرئيس الجمهورية جلال الطالباني، وهو من أبرز المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية العراقية. وقال المصدر إن رئيس البرلمان أسامة النجيفي، المرشح في دائرة بغداد، حقق أعلى ثالث نسبة حتى الآن بعدما جمع نحو 120 ألف صوت. /2819/ وكالة الانباء الايرانية