طالب عدد من الجماهير الروسية استبعاد اللاعبين من غير البشرة البيضاء ومثليي الجنس من أنديتهم الروسية ، في الوقت يبدو هذا الادعاء علامة عنصرية أخرى التي تعاني منها البلاد التي ستستضيف نهائيات كأس العالم 2018. روميو روفائيل – إيلاف: وكان مجموعة من أنصار نادي زينيت سان بطرسبوغ قد طلبت استبعاد اللاعبين ذوي البشرة الداكنة ومثليي الجنس من ناديهم الروسي ، حيث أصدرت "لاندسكرونا"، وهي أكبر مجموعة لأنصار زينيت سان بطرسبرغ بياناً مطلع الأسبوع الحالي طالبت فيه أنه ينبغي أن يكون جميع لاعبي النادي من البشرة البيضاء وليسوا من المثليي الجنس أيضاً. وجاء في البيان: "ان اللاعبين ذوي البشرة الداكنة لم يفعلوا شيئاً الآن سوى أن زينيت بدأ يتراجع مع بروز ردود فعل سلبية"،وذكرت "أن اللاعبين المثليي الجنس غير جديرين بأن يكونوا في مدينتنا العظيمة"، وذلك حسب ما أشارت إليه صحيفة "دايلي ميل" البريطانية. وسعى النادي بسرعة لينأى بنفسه عن الجماهير من دون أن يشير إلى بيانهم، في الوقت الذي ذكر مدرب النادي الإيطالي لوتشيانو سباليتي، على الموقع الالكتروني للنادي: "التسامح والتفاوت بالنسبة إليّ هما الأهم والأكثر قدرة لفهم الاختلافات وقبولها، وعلاوة على ذلك، كونك متسامحاً يعني محاربتك لكل أنواع الغباء". وقال نادي زينيت، الذي تملكه شركة غازبروم العملاقة التي تسيطر عليه الحكومة الروسية، لوكالة أنباء "آر – سبورت" إنه يختار اللاعبين حسب كفاءتهم فقط،ومصراً على أن "سياسة الفريق تهدف إلى التنمية والاندماج في مجتمع عالم كرة القدم، ولا يحمل أي وجهات نظر وأفكار ميتة". وكان زينيت النادي الوحيد في دوري الروسي الممتاز من دون لاعب أسود حتى الصيف، عندما اشترى خدمات المهاجم البرازيلي هالك ولاعب خط الوسط البلجيكي أكسيل فيتسل بمبلغ 80 مليون يورو، فيما رفض الفرنسي الدولي في رين المدافع يان مفيلا الانتقال إلى النادي في آب الماضي بعدما تلقى تهديدات بقتله. وذكر سباليتي: يمكنني أن أؤكد لكم أنني شخصياً سأفعل ما في وسعي لمساعدة أولئك الذين يسعون إلى الشرح للناس ما هو التسامح، وعلى ضرورة احترام الثقافات والتقاليد الأخرى. وأضاف: اعتقد بأن زينيت قد أثبت من خلال عمله على أنه يفهم ما هو التفاوت، وماذا يعني أن يكون هناك سلوكاً متسامحاً،فقد تم تجميع الفريق من لاعبين من مختلف البلدان والمجموعات العرقية الذين يعملون معاً لتحقيق هدف مشترك. وهذا يتم الآن بشكل جيد. أما مجموعة أنصار النادي فقد أصرت على أنها ليست عنصرية: "بالنسبة إلينا عدم وجود لاعبين سود في زينيت هو مجرد تقليدمهم، لأنه يؤكد هوية النادي لا أكثر ولا أقل". وتكافح روسيا للتعامل مع العنصرية والعنف في الملاعب في الوقت الذي تستعد لإستضافة نهائيات كأس العالم 2018. وكثيراً ما يواجه اللاعبون السود صرخات مثل القرود،وألقت الجماهير على بعضهم، بما في ذلك روبرتو كارلوس وكريستوفر سامبا لاعبا أنجي ماخاتشكالا السابقان، الموز خلال المباريات. ولم يتعرض المسؤولون في معظم الأوقات لحماس استهداف العنصرية، وعندما رفع أنصار لوكوموتيف موسكو لافتة في عام 2010 وعليها صورة للموز، يشكرون فيها نادياً انكليزياً لتوقيع صفقة لاعبهم الأسود بيتر أودموينجي، ادعى رئيس لجنة روسيا لإستضافة نهائيات كأس العالم برعونة "كان مرجعهم غريباً"، وهو تعبير قليلاً ما يستخدم في روسيا ومعناه "فشل في الامتحان". وتعتبر جماهير زينيت منذ فترة طويلة الأكثر معضلة في البلاد، إذ اعترف مدرب النادي السابق الهولندي ديك أدفوكارت ذات مرة أن "الجماهير لا تحب اللاعب الأسود "، وأنه سيكون من "المستحيل" لزينيت من أن يوقع على صفقة واحد منهم. وخص عدداً من اللاعبين الآخرين أيضاً على أن أنصار زينيت شديدي العنصرية، إذ قال هداف الدوري الروسي السابق فاغنر لوف لصحيفة برازيلية في نيسان الماضي كان زينيت "الفريق الأكثر عنصرياً في روسيا والوحيد الذي أساء إليّ مشجعوه في السنوات السبع التي قضيتها مع سيسكا موسكو". وقبل خمس سنوات قال سيرج برانكو، الكاميروني الدولي السابق ولاعب كريليا سوفيتوف سامارا، لصحيفة محلية إن إدارة زينيت كانت "عنصرية حقيقية" لأنها لم تكافح هذه المشكلة. مضيفاً انه في "بلد متحضر سيتلقى النادي صفعة قوية بترحيله إلى الدرجة الثالثة بسبب سلوك مشجعيه". وسلطت الأضواء على جماهير زينيت مؤخراً بعدما ألقى مشجع مفرقعة اصيب حارس مرمى دينامو موسكو خلال مباراة جرت في تشرين الثاني. ودعا رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف، الذي يعتبر من عشاق زينيت، إلى منع المتفرجين العنيفين من الحضور للملاعب مدى الحياة، في حين وضع البرلمان الروسي مشروع قانون من شأنه أن يحظر مثيري الشغب لمدة عام.