بمناسبة ذكرى مولده الشريف في 13 رجب.. الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام مدرسة الاسلام وحجته الخالدة ولد أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام في 13 رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة، وكانت ولادته عليه السلام في جوف الكعبة المشرفة يوم الجمعة، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله تعالى سواه، اكراما منه جل اسمه له بذلك، واجلالا لمحله في التعظيم. طهران (فارس) وذلك بعدما أن جاء المخاض لأُمه فاطمة بنت أسد رضوان الله عليها وهي بجانب الكعبة المشرفة، فقامت أُمه بإلصاق نفسها بجدار الكعبة وأخذت تقول: «ربِّ اني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسلٍ وكتب واني مصدقة بكلام جدّي ابراهيم الخليل (عليه السلام) وانه بنى البيت العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت، وبحق المولود الذي في بطني لما يسَّرْت عليَّ ولادتي»، فانفتح لها حائط البيت عن ظهره ودخلت فاطمة فيه، ثم والتزق الحائط، ولما رأى مجموعة من الناس ذلك، حاولوا فتح الباب فلم يستطيعوا، فعلموا ان ذلك أمر من أمر اللّه عز وجل. ثم خرجت بعد الرابع وبيدها امير المؤمنين (عليه السلام). [1] قال الحاكم النيسابوري : وقد تواترت الأخبار انّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة [2]. وبعد خروج فاطمة بنت أسد من جوف الكعبة، ذهب البشير إلى أبي طالب ليبشر بخروج زوجته مع وليدها، فأقبل هو وأهل بيته مسرعين، وتقدّم من بينهم النبي (صلى الله عليه وآله) فضمّه الى صدره، وحمله الى بيت أبي طالب ثم انقدح في ذهن أبي طالب أن يسمّي وليده «عليّاً» وهكذا سمّاه، وأقام أبو طالب وليمةً على شرف الوليد المبارك [3] - تربيته ونشأته لقد نشأ إمامنا عليه السلام في حجر النبي صلى الله عليه وآله، وذلك بعد أن أخذه رسول الله من عمه أبي طالب ليخفف عن عمه ثقل المعيشة، كما ذكر المؤرخّون في أنّه أصابت مكّة أزمة مهلكة وسنة مجدبة منهكة، وكان أبو طالب رضي الله عنه ذا مال يسير وعيال كثير فأصابه ما أصاب قريشاً من العدم والضائقة والجهد والفاقة، فعند ذلك دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عمّه العباس الى أن يتكفّل كل واحد منهما واحداً من أبناء أبي طالب وكان العباس ذا مال وثروة وجدة فوافقه العباس على ذلك، فأخذ النبي صلى الله عليه وآله عليّاً عليه السلام، واخذ العباس جعفراً وتكفّل أمره، وتولّى شؤونه [4]. ومن هنا نعرف أن الإمام عليه السلام تربى على القيم الأخلاقية والقواعد الإنسانية النبيلة، والتي أخذها الإمام عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله ... وقد ذكر الامام علي عليه السلام ما أسداه الرسول الكريم اليه وما قام به تجاهه في تلك الفترة اذ قال : «وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة. وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره، ويكنفني إلى فراشه، ويمسني جسده ويشمني عرفه. وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه. وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل. ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره . ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري. ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله صلى الله عليه وآله وخديجة وأنا ثالثهما. أرى نور الوحي والرسالة، وأشم ريح النبوة ..» [5] . ولقد اختار الله تعالى بيته الحرام ليكون مسقط رأس هذا الوليد المبارك كما اختار لهذا الامام الخالد بيته في مسجد الكوفة ليكون المحطة الاخيرة لحياته الدنيوية بكرامة الشهادة حيث ترك تأثيراته العظيمة على الاسلام والمسلمين الى قيام يوم الدين. وبهذه المناسبة السعيدة تتقدم اسرة وكالة انباء فارس باحر التهاني الى المسلمين في مشارق الارض ومغاربها وتدعو الله تعالى ان يوفق الجميع للسير على نهج الامام علي عليه السلام الذي جسّد نهج الرسول صلى الله عليه وآله بكل أقواله وافعاله. [1]- ينظر : الأنوار البهية - عباس القمي / ص 67 . [2]- المستدرك على الصحيحين – الحاكم النيسابوري / ج3 / ص 550 / 6044 . [3]- ينظر : أعلام الهداية / ج 2 / ص 50 . [4]- ينظر : بحار الأنوار 35 / 44 ، وسيرة ابن هشام 1 / 246. [5]- نهج البلاغة / ص 117 . وكالة انباء فارس