فاجأ جهاز الأمن والمخابرات السوداني، دمن ون سابق إنذار، الرأي العام المحلي والإقليمي أمس، برفعه دعوى جنائية ضد زعيم حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي، بتهمة الانتقاص من هيبة الدولة، وتشويه سمعة القوات النظامية، وتهديد السلام العام، وتأليب المجتمع الدولي ضد البلاد، وتغذية الفتنة، فيما أكد الحزب امتلاكه أدلة تدين قوات الدعم السريع. وتأتي الدعوى ضد زعيم أكبر الأحزاب السودانية المعارضة، على خلفية الهجوم الذي شنه المهدي أخيراً على قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن السوداني، واتهامها بارتكاب جرائم قتل ونهب وحرق في مناطق النزاع كردفان ودارفور، فضلاً عن العمل خارج نطاق القوات النظامية. وأوردت الصحف الصادرة في الخرطوم أمس، تقدم جهاز الأمن والمخابرات بشكوى ضد الصادق المهدي، بناءً على حديثه حول قوات الدعم السريع في مؤتمر صحافي أقامه الأسبوع الماضي. وبرغم تأكيد حزب المهدي عدم تلقيه أي إخطار رسمي بشأن الدعوى، فإنه شدد على أن زعيمه لا ينطق بشيء ما لم يمتلك أدلة تثبت اتهاماته لعناصر الأمن، مطالباً بتشكيل لجنة قضائية محايدة للتحقيق في القضية. ونفى نائب رئيس حزب الأمة المعارض اللواء معاش فضل الله برمة ناصر، في تصريح خاص ل«البيان»، تلقي حزبه أي إخطار رسمي من قبل النيابة أو جهاز الأمن، معتبراً أن اللجوء إلى القضاء «تصرف حضاري». وطالب ناصر بتشكيل لجنة تحقيق قضائية، مؤكداً استعداد حزبه لتقديم البيانات التي تؤكد موقف المهدي. وشدد نائب رئيس حزب الأمة على أن ما أدلى به المهدي «ليس تقليلاً من هيبة الدولة، ولا تجريحاً لدور القوات النظامية، وإنما هو حفاظ على تلك الهيبة وسمعة القوات النظامية، باعتبار أن عمل القوات النظامية عمل مقدس، لا يُسمح فيه القتل والسلب». ونفى ناصر تأثير القضية في أجواء الحوار، معتبراً أن اللجوء إلى القضاء «يعكس نوايا احترام سلك الطرق القانونية»، وأضاف أن «الخطوة لا تؤثر في أجواء الحوار الذي وافقنا عليه، باعتباره الوسيلة السليمة للخروج من أزمات البلاد، وسنعمل من أجل أن يبلغ الحوار غايته، ولن نتعامل بردود الأفعال، لأننا على قناعة بأن الحوار هو الطريق الذي يمكن أن يقود السودان إلى بر الأمان». ردود غاضبة رجح مراقبون أن تُحدث خطوة جهاز الأمن تجاه زعيم حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي ردود أفعال غاضبة من قبل أنصار المهدي، واعتبروا أن الوقت ليس مناسباً لإثارة هذه القضايا، باعتبار أن البلاد متجهة إلى الحوار ولمّ الشمل الوطني. وقال المحلل السياسي عبدالرسول النور، في حديث ل«البيان»، إن موقف جهاز الأمن السوداني ضد الصادق المهدي سيُحدث ردود أفعال غاضبة بين قواعد وأنصار الرجل، «باعتباره من الزعماء الذين لهم مكانتهم وجماهيرهم التي لا يمكن إنكارها». البيان البيان الاماراتية