الشارقة - عثمان حسن: نظمت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالتعاون مع جمعية المسرحيين الإماراتيين على هامش مهرجان المسرح الخليجي الذي ينطلق يوم بعد غد في الشارقة في معهد الشارقة للفنون ورشة السينوغرافيا حاضر فيها المسرحي المغربي عبدالله بيلوت وتستمر على مدار ثمانية أيام . تطرق بيلوت إلى الاضاءة على فن السينوغرافيا، الذي يعتبر في أبسط تعريفاته فن تصميم المناظر المسرحية، أو الإطار المادي للعرض المسرحي، وأكد المحاضر بأن هذا الفن يرتبط بصورة مباشرة، بعمل مخرج العرض، على الفضاء المسرحي من حيث الديكور والمناظر، والأثاث والاكسسوارات، بما في ذلك الإضاءة، وتصميم الملابس، والماكياج بحيث تبدو في النهاية منظومة مركبة، مؤثرة في الصورة النهائية للعرض المسرحي، وكل هذه المكونات إنما ترسم جماليات الصورة باحساس فني يدرك تفاصيل العرض ومآلاته وفق رؤية ابتكارية خاصة بالمخرج كقارىء للنص وعارف بتفاصيله مع تنامي شخصيات العمل بالتزامن مع الحركة الدرامية للعرض . وربط المحاضر بين الفن السينوغرافي بوصفه يحاكي أكثر من مدرسة فنية، ويهتم بفن الخشبة في المقام الأول، من حيث زخرفتها وتشكيلها، وهو ما يعني الاهتمام بجمالية الصورة على المسرح، وانطلاقاً من هذا الفهم اعتبر بيلوت السينوغرافيا علما وفنا يتطلب خبرة تقنية باستخدام الأدوات وكل ما يتعلق بالفضاء التشكيلي للمشهد المسرحي، من هندسة مناظر وتحكم بعناصر الإضاءة والظلال والمؤثرات الصوتية والموسيقية وكل ما يتبع ذلك من نحت وغرافيك وألوان، تبعا للذوق الجمالي للمخرج . وأوضح بيلوت أن الورشة تهدف إلى تأسيس مدرسة عربية في السينوغرافيا تعتمد منهجية يمكن أن يستفيد منها المسرحيون العرب، وتستوعب كافة المقومات التكنولوجية العالية لخدمة النص والفضاء المسرحي، والذي من شأنه الارتقاء بالعمل الفني ككل، مشيرا إلى أنه لا توجد حتى الآن وصفة سحرية للسينوغرافيا يمكن تطبيقها دائما، ولكنها تعتمد على ثقافة كل بلد ولغة النص والسمات الخاصة بالعمل . الخليج الامارتية