دعا المشير عبدالفتاح السيسي المرشح للرئاسة المصرية أمس الولاياتالمتحدة إلى استئناف المساعدات العسكرية لمصر ودعمها في مكافحة الإرهاب، محذرا في حوار مع وكالة «رويترز» من «أن مصر غير مستقرة يعني أن المنطقة ستبقى غير مستقرة»، ومكررا التأكيد «أن تدخل الجيش لإنهاء حكم الإخوان المسلمين بعد الثورة الشعبية في 30 يونيو الماضي منع حدوث حرب أهلية». كما شدد على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا والعمل على الحل السلمي لتجنب ما وصفه بخلق «أفغانستان ثانية» في الشرق الأوسط. وقال مجددا دعوته كل الناخبين المصريين للمشاركة في الانتخابات في 26 و27 مايو باعتبارها فرصة للتعبير عن إرادتهم، ومتمنيا أن تكون هذه المشاركة بنسبة 100% «إن برنامجه الاقتصادي يركز على محاور أبرزها خلق فرص عمل للمصريين وضبط الحد الأعلى والحد الأدنى للمرتبات وتصحيح الخلل في دعم الوقود». وقال السيسي «إن علاقات مصر مع الولاياتالمتحدة استراتيجية ومستقرة وثابتة رغم حدوث حالة من الارتباك في بعض الأوقات»، مؤكدا «أن لا علاقات لدولة على حساب دولة أخرى، ومصر تحتاج للتعاون مع كل الدول». وسئل عن الرسالة التي يوجهها للرئيس الأميركي باراك أوباما، فقال «نحن نخوض حربا ضد الإرهاب»، وأضاف «الجيش المصري يقوم بعمليات كبيرة في سيناء حتى لا تتحول سيناء إلى قاعدة للإرهاب تهدد جيرانها وتتحول مصر إلى منطقة غير مستقرة.. ولو مصر غير مستقرة يعني المنطقة ستكون غير مستقرة.. نحتاج الدعم الأميركي في مكافحة الإرهاب.. نحتاج المعدات الأميركية لاستخدامها في مكافحة الإرهاب»، وتابع قائلا «إن ليبيا التي سقطت فريسة للفوضى في أعقاب الإطاحة بمعمر القذافي أصبحت تمثل تهديداً أمنياً لمصر، وعلى الغرب أن يستكمل مهمته بان يحقق الاستقرار داخل ليبيا بتجميع السلاح وبتطوير وتحسين القدرات الأمنية». وأضاف «أن على الغرب أن يتفهم أن الإرهاب سيصل إليه ما لم يساعد في القضاء عليه.. يجب أن نستعد لمنع انتشار خريطة الإرهاب في المنطقة واعتقد أن الدور سيأتي على الغرب ما لم يستكمل مهمته في ليبيا.. على الغرب أن ينتبه لما يدور في العالم وخريطة التطرف التي تنمو وتزداد.. هذه الخريطة ستمسهم لا محالة». وشدد على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا، وقال «إن الحل السلمي هو الحل المناسب..وحدة سوريا لصالح أمن المنطقة، ويجب عدم السماح بتحول سوريا إلى منطقة جاذبة للعناصر الإرهابية والمتطرفة، لأن ذلك يهدد المنطقة بالكامل، ويعني ولادة أفغانستان ثانية، ولا أحد يريد هذا النموذج في المنطقة». وكرر السيسي التأكيد على أن الجيش المصري اضطر للتدخل بعد الاحتجاجات الشعبية الواسعة ضد حكم «الإخوان»، وقال «ستتضح الصورة أكثر للجميع في مرحلة ما، والناس تدرك والعالم يدرك إن ما حصل في مصر كان إرادة الشعب، والجيش لا يمكن أن يتخلى عن شعبه وإلا كانت ستحصل حرب أهلية لا أحد يعرف مداها»، وأضاف «إن مشكلة الإخوان ليست معه، وإنما مع الشعب أي المواطن العادي البسيط الغاضب جدا والرافض جدا لأي شكل من أشكال المصالحة مع الجماعة، وبصراحة الرئيس القادم أيا كان لن يستطيع أن يعمل ضد إرادة الشعب»، وأضاف «المشكلة إن الإخوان فقدوا الصلة مع المصريين وفقدوا التعاطف مع غالبيتهم، بسبب العنف الغير المبرر الذي أنهى أي فرصة للمصالحة الحقيقية مع المجتمع». وقال السيسي باللغة العامية ردا على سؤال حول أحكام الإعدام الصادرة ضد المئات من مؤيدي «الإخوان» «في الأول أنا مواطن مصري، مش مسؤول مصري. وأرجو أن تقبلوا منى هذا الكلام وتثقوا فيه..أنا لن أتكلم عن قضية بعينها لكن عايز أقول إن إحنا بنؤسس لدولة قانون ونحترم القضاء واستقلاليته ولا نتدخل فيه، وهذا مهم جدا، وأنا عايز أقول لكم أنتم مهتمين بالنقطة دي وهذا أمر أقدره وأفهمه، لكن كمان كنت أتمنى أن انتم تبقوا مهتمين بعدد الضحايا اللي على الجانب الآخر»، وأضاف لافتا إلى تعرضه لمحاولتي اغتيال فاشلتين «الفكر ده فكر متشدد ولا يقبل التفاهم، أو التعامل مع الآخر. ليس لديه استعداد. هو متصور نفسه أنه على الحق المبين الوحيد وأي حد تاني غيره مش كده. هي دي المشكلة دون الدخول في تفاصيل..مش هتنتهي محاولات الاغتيال». وقال السيسي «إن طموح واشنطن لتطبيق الديمقراطية في مصر وغيرها يمكن أن يتم من خلال التعاون في مجالات الاقتصاد والتعليم من خلال تقديم المنح التعليمية وإقامة مشروعات يمكن أن تساهم في حل مشكلة البطالة»، وأضاف «إن العلاقات بين مصر وإسرائيل اللتين تربطهما معاهدة سلام مستقرة منذ أكثر من 30 عاماً رغم أنها تواجه تحديات كثيرة، وأضاف «نحتاج أن نرى دولة فلسطينية.. نحتاج أن نتحرك في السلام، واعتقد أن هناك فرصة حقيقية للسلام في المنطقة، ومصر مستعدة للعب أي دور يحقق السلام والاستقرار والتقدم في الشرق الأوسط». ... المزيد الاتحاد الاماراتية