أكد تقرير مؤشّر تفعيل المواهب أن الشركات في منطقة الشرق الأوسط تصنّف نفسها أعلى في جميع هذه المحاور خصوصاً من ناحية نظرتهم إلى استراتيجيّة توازن العمل والحياة بالمقارنة مع الشركات العاملة في غرب أوروبا وأميركا الشماليّة. وكشف التقرير الصادر عن شركة «سييلو» المختصّة بإدارة المواهب والتوظيف الاستراتيجيّ، أن تشجيع الموظّفين على الإنتاجيّة خلال ساعات العمل والتفرّغ لأمورهم الحياتيّة والاستمتاع بها في الساعات الأخرى يزيد من إنتاجيّة وكفاءة وفعاليّة القوى العاملة في منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً منطقة الخليج. ويظهر التقرير، والذي قد ينال انتقادات من رؤساء الأعمال التقليديين، أنّ تشجيع الموظّفين على مغادرة مكان العمل لدى انتهاء الدوام وغلق هواتفهم النقّالة خلال عطلة نهاية الأسبوع للاستمتاع بها وتجديد نشاطهم، له مردود إيجابيّ على سير الأعمال والإنتاجيّة بشكل عام. الشركات عالية الأداء كما أشار التقرير إلى أن الشركات عالية الأداء في المنطقة كانت أكثر دعماً لاستراتيجيات توازن العمل والحياة لدى موظفيها بحوالي 25 مرّة أكثر من الشركات المنخفضة الأداء. وأضاف التقرير أنّ نسبة 76% من الشركات عالية الأداء تستثمر بشكل كبير في تحقيق توازن بين العمل والحياة لموظّفيها، بينما وصلت نسبة الشركات منخفضة الأداء إلى 3% فقط. وكان التقرير قد أجرى استبيانا خاصا مع حوالي 750 من مدراء شؤون الموارد بشريّة ومدراء إدارة المواهب في 6 قطاعات أساسيّة وفي مختلف أنحاء العالم. وفي تفاصيل التقرير، تتوضّح فرضيّة تفوّق شركات على أخرى من خلال تبنّيها لاستراتيجيات مبتكرة وعصريّة في تعاملها مع موظفيها أبرزها في ما يتعلّق بتقبّل التنوّع التراثي وتشجيع ودعم الموظّفين من مختلف الفئات العمريّة. كما يؤكّد التقرير أن سرّ نجاح الشركات يعود إلى كفاءة موظّفيها وأن أحد أهمّ أسباب تواجد هؤلاء الموظفين هو كيفيّة مقاربة هذه الشركات لاستراتيجيات التوازن بين العمل والحياة، الأمر الذي يجعل مناخ العمل أكثر جذباً للمواهب الكفء. عنصر فارق أساسي وقال جوناثان بينيت، مدير شركة «سييلو» في دبي: من الطبيعيّ أن طريقة إدارة الشركات لموظّفيها وتعاطيها معهم له تأثير على إنتاجيّة الأعمال وأدائها العام، ولكن ما توضّح لنا في هذا التقرير أنّ هذه الجزئيّة هي فعلياً عنصر الفارق الأساسي بين أداء هذه الشركات. وأضاف بينيت: من خلال عملنا مع عملائنا في دولة الإمارات، ندرك جيداً أن القطاع الخاص نما بسرعة كبيرة خلال السنوات الخمس الماضية، الأمر الذي يبرز أهميّة قصوى لتعيين المواهب الكفء والقادرة على التكيّف مع هذا النمو وإنجاز الأعمال بالسرعة عينها. ولهذا فإن تواجد بيئة العمل المناسبة والتوازن بين ذلك وبين الحياة خارج العمل يساعد بشكل أساسي على جذب هذه المواهب أكثر. أكثر رضا ومن أبرز ما أشار إليه التقرير أن الشركات في منطقة الشرق الأوسط هي أكثر اقتناعاً ورضا عن أداء موظفيها مقارنة بالشركات في أميركا الشماليّة وغرب أوروبا. 86% من الشركات المشاركة في التقرير قالوا إنهم «راضون جداً» عن قيمة وكفاءة وقدرة موظفيهم مقارنة بنسبة 83% في أميركا الشماليّة وغرب أوروبا. كما أشارت الشركات العاملة في منطقة الشرق الأوسط أنّها ترى نفسها أكثر استعداداً من أقرانها في المناطق الأخرى لاستقبال وتوظيف الجيل القادم من الخريجين في العام 2020. 76% من الشركات في الشرق الأوسط أشارت إلى أنّها «على أتمّ الاستعداد» للتماشي مع المتغيرات والمتطلبات الوظيفيّة المستقبليّة مقارنة بنسبة 72% في أميركا الشماليّة وغرب أوروبا. ومن الجدير بالذكر أن إطلاق نتائج هذا المؤشّر يأتي في الوقت الذي قامت فيه شركة «سييلو» بإطلاق علامتها التجاريّة الجديدة. حيث كانت تعمل سابقاً تحت اسم «بينسترايب أند أوكرا هاوس» (Pinstripe & Ochre House). وتعكس العلامة التجاريّة الجديدة نجاح الدمج بين الشركتين الأميركيّة بينسترايب والشركة البريطانيّة أوكرا هاوس وذلك في يوليو 2013. ويأتي هذا الدمج ليدعم دور الشركة الرائد في مجال التوظيف الاستراتيجيّ العالميّ وإدارة المواهب والاستشارات التقنيّة التي تقدّمها الشركة لعملائها في مختلف أنحاء العالم. 750 مديراً ضمن 6 قطاعات شاركوا في الاستبيان قام تقرير مؤشر تفعيل المواهب باستبيان خاص لأكثر من 750 من مديري شؤون الموارد البشريّة ومديري إدارات المواهب في أكبر الشركات العاملة ضمن 6 قطاعات أساسيّة وفي مختلف أنحاء العالم. وتم إجراء الاستبيان عبر الانترنت والمقابلات الهاتفيّة عبر الكمبيوتر (CATI). وشمل التقرير ثلاث مناطق رئيسة وهي غرب أوروبا والشرق الأوسط وأميركا الشماليّة و6 قطاعات عمل (الرعاية الصحيّة، العلوم الحياتيّة، التصنيع، التكنولوجيا، الخدمات الماليّة، السلع الاستهلاكيّة). وأظهرت نتائج التقرير أن الشركات عالية الأداء تفوّقت على تلك منخفضة الأداء بسبب اتباعها لاستراتيجيات توازن العمل والحياة مع موظفيها وذلك عبر العمل على 8 محاور رئيسيّة: 1. تقبّل أهميّة توازن العمل والحياة وتأثيرها على أداء الموظّف 2. استخدام الأبحاث والدراسات والتحاليل العالميّة لابتكار استراتيجيات تفعيل الموظفين 3. استخدام طرق القياس الحديثة لتقييم أداء الموظفين 4. دراسة رقميّة لتأثير أداء الموظفين على إنتاجيّة الأعمال ونجاحها 5. تعزيز التنوّع الثقافي والحضاري ودعمه 6. تطبيق طريقة «مجموعات التناسب الحضاريّ والثقافي» 7. تحفيز الموظفين ضمن مختلف الفئات العمريّة بطرق حديثة ومناسبة 8. اتباع منهج عصريّ في توازن العمل والحياة لجذب المواهب الكفء البيان الاماراتية