تقرير.. لماذا لم يتم احراز تقدم ملموس في الجولة الرابعة للمحادثات النووية بين ايران و 5+1؟ عكست جولة المحادثات النووية الاخيرة الموقف الراسخ لايران وعدم تنازلها عن حقوق شعبها بالحفاظ على الخطوط الحمراء،وجعلت الاطماع غير المبررة للوفود الغربية وعلى راسها الاميركي المحادثات النووية تسير ببطء دون تحقيق تقدم ملموس واوكلت البدء بتدوين قرار نهائي شامل للجولة الخامسة التي ستعقد بفيينا لاحقاً. فيينا (فارس) استضافت العاصمة النمساوية فيينا الاربعاء المنصرم جولة رابعة من المحادثات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ومجموعة الستة حول البرنامج النووي الايراني بهدف تدوين مسودة القرار النهائي الشامل حيث اختتمت امس الجمعة. وفور وصوله الى مطار فيينا يوم الثلاثاء الماضي صرح محمد جواد ظريف للصحفيين الايرانيين بان الجانبين سيشرعان بتدوين المسودة للقرار النهائي الشامل في هذه المحادثات مع الحفاظ على حقوق الشعب الايراني وعدم التفريط بها باي وجه. واضاف ظريف: لو ان الطرف الآخر مستعد حقاً لاجراء المحادثات من منطلقات واقعية فسوف تجري الامور بنسق مطلوب... ونحن بدورنا سنواصل مساعينا لتحقيق افضل النتائج في اقرب وقت ممكن الا اننا لسنا على عجل من امرنا وسنواصل اجتماعاتنا بسعة صدر وصلابة لاننا نحظى بدعم قائد الثورة الاسلامية والشعب الايراني مما يزرع الامل في انفسنا لتحقيق النتائج المرجوة. كما اكد على وجود مواضيع شائكة وعديدة في الجولة مما يجعل توقع تحقيق اتفاق نهائي في القريب العاجل امراً صعباً للغاية ونوه الى مواصلة المحادثات بعد شهرين وان الجولة المقبلة ستستغرق زمناً اكثر من الجولات السابقة. وفي الساعة الثامنة بتوقيت فيينا من مساء الثلاثاء المنصرم جرت محادثات ثنائية بين منسقة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون والوفد الايراني برئاسة وزير الخارجية جواد ظريف برفقه مساعديه السيد عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي حيث دام الاجتماع ساعة ونصف ولكن بعد هذا الاجتماع غادرت اشتون المكان دون الادلاء باي تصريح للصحفيين على العكس من ظريف الذي قال لوسائل الاعلام ان هذه الجولة اكثر حساسية من الجولات السابقة لاننا وصلنا الى مرحلة تدوين مسودة القرارات التي يتم الاتفاق عليها وفي جوابه على سؤال حول ما ان كانت الجولة المقبلة ستكون حاسمة قال: انا اعتقد ان هذا الامر ممكن، وهو بالتاكيد يرتبط بحسن نية الطرف المقابل ومدى تعامله مع الامور بواقعية ونحن قلنا باننا لا نطالب باكثر من حقوقنا وفي الحين ذاته لا نتنازل عن هذه الحقوق مطلقاً لاننا لم نسع يوماً لصناعة سلاح نووي ولن نسعى لذلك ابداً فهذا السلاح الفتاك يعرض امن بلادنا للخطر. وفي جوابه عن سؤال حول المواضيع المختلف عليها بين الطرفين، صرح بالقول: عندما يتم تدوين نصّ ما فمن الممكن ان يحدث اختلاف حول نقطة او فارزة وبالطبع فان هكذا خلافات لا يمكن التنبؤ بها قبل تدوين النصّ لذلك وضعنا برنامجاً لثلاث اجتماعات اخرى غير هذا الاجتماع فضلاً عن ان الطرفين خصصا وقتاً حراً بعد الجولة المقبلة مباشرة لكي يتم تمديدها فيما لو اقتضت الضرورة... وحتى ذلك الوقت خططنا لثلاثة اجتماعات مع احتمال اجتماعات اخرى يحضرها الخبراء فقط. وصرح وزير الخارجية الايراني: هدفنا هو تحقيق اتفاق مبدئي حول اطار شامل ولكننا لحد الآن لم نصل الى هذه المرحلة ولم توضع الاطر العامة ولا التفاصيل لهذا الاتفاق... ارجو ان نحقق اتفاق مشترك كي نتمكن من تطبيق جميع فقراته. وهذا الامر اكد عليه ايضاً مايكل مان الناطق باسم كاثرين اشتون حيث قال بان الهدف من هذه المحادثات هو التوصل الى اتفاق نووي شامل كما دون في صفحته على تويتر بان هذه المحادثات كانت بناءة. وتواصلت المحادثات الثنائية التي تخللتها اجتماعات فرعية على مستوى المساعدين حتى الساعة التاسعة من مساء الخميس حيث عقد اجتماع جديد بين ظريف واشتون بحضور مساعديهما وبعدها اجاب السيد عباس عراقجي على اسئلة الصحفيين الايرانيين وقال: المحادثات جرت في اجواء تسودها نوايا حسنة ولكنها كانت صعبة وبطيئة للغاية. وفي صباح الجمعة استانفت المحادثات بحضور الوفد الايراني من جانب والوفد الغربي من جانب آخر بحضور ثلاثة بلدان اوروبية هي المانيا وفرنسا وبريطانيا واستمرت ساعة ونصف عقبها اجتماع بين الوفد الايراني برئاسة عباس عراقجي والوفد الامريكي برئاسة وندي شيرمان حيث دامت ثلاث ساعات. وفي صباح الجمعة قال ظريف في صفحته على موقع تويتر: ان طهران دخلت المحادثات النووية بحزم وارادة ونحن نامل بان يمتلك الطرف المقابل الارادة ايضاً لاجل التوصل الى اتفاق نهائي. واكد مسؤول رفيع المستوى في الوفد الايراني على ان طهران دخلت هذه المحادثات بحزم دون ان تسمح لاحد بان يتجاوز خطوطها الحمراء وستحافظ على مصالح شعبها وحقوقه النووية بكل اصرار وصرح بالقول: في الموارد التي هي خارج الخطوط الحمراء ويمكن فيها للفريق الايراني المفاوض المناورة حسب ما تقتضيه المصلحة فانه يتخذ قرارات تنسجم مع مصالح البلد ولكن الخطوط الحمراء لا يمكن التفاوض عليها مطلقاً وكذلك سوف نقاوم امام اي اطماع لا تراعى فيها حقوقنا. واكد هذا المسؤول على ان الاطماع الغربية هي التي حالت دون تحقيق تقدم في هذه المحادثات ونوه بوجود خلافات حول جميع الملفات المطروحة تقريباً لكن الخلاف في بعض الموارد اكثر حدة من غيرها لان مطالب الطرف الآخر غير منطقية وتتعدى حدود المصالح المشتركة وهذا الامر لا يمكن قبوله من قبلنا لاننا نسعى لحلحلة الامور بشكل معقول ومنطقي يرضي جميع الاطراف وليس هناك سبب يدعونا للاستجابة لكل ما يطلب منا دون مبرر معقول. وفي ختام هذه المحادثات فان الوفد الايراني برئاسة محمد جواد ظريف شد رحاله عائداً الى طهران ليستعد لجولة خامسة جديدة ستعقد بعد شهر تقريباً حيث سيتم فيها تدوين مسودة القرار النهائي حول الملف النووي فيما لو تم تجاوز الخلافات حسب تصريح عباس عراقجي. / 2811/ وكالة الانباء الايرانية