الأحد 18 مايو 2014 12:15 صباحاً عادت (الأيام ) وعادت معها الفرحة والبهجة والمسرَّة إلى نفوس محبيها الذين افتقدوها زمناً بالإجبار السلطوي الاحتلالي الذي ذاق ذرعاً بشعاعها الكاشف لعوراته المشينة وكل عنجهيته القمعية بحق شعب ينشد استرجاع حقوقه وكرامته المسلوبة.. عادت ( الأيام ) فمثل تجدد صدورها انتصارا ساطعاً على أساطين الباطل الذين وجدوا أنفسهم أمام تعرِّي حقيقي ما كان لهم أن يتصوروا حدوثه بعد أن أهالوا عليها بكل تلك التهم الآثمة ليخرسوا صوتها المجلجل ويثنوها عن إداء رسالتها التنويرية . إن الأيام – الصحيفة المكافحة منذ أواخر خمسينات القرن الماضي عندما أسسها الصحفي المكافح الفقيد / محمد علي باشراحيل أستمرًّت كما أراد لها مؤسسها طيب الله ثراه فلم تهادن أو تداهن بقضايا الشعب ليقينها إنها تمثِّل ضمير أُّمَّة ومصدر إلهام لها . هكذا هو ديدن هذه الصحيفة المتفردة بالريادة بما تعنيه الكلمة والذي كان من حظها التوقُّف أيضا عقب استقلال الجنوب عندما أبت إلا أن تكون هي لا كما يريدها الآخرون . ولكنها – أي صحيفة الأيام عقب معاودتها للصدور بعد عام 1990م تعرضت مالم تتعرض له أي صحيفة على الإطلاق من قبل الدكتاتورية الاحتلالية المستبدة ، وجميعنا يعي ما لحق بها من حيف واضطهاد وتنكيل وإلصاق لها تهم باطلة كيدية فرضت توقيفها لقرابة خمس سنوات ، وإني أجد من الصعوبة أن أصف ما تجرَّعه طاقم هذه الصحيفة العريقة من مرارات إلا إنني سأبقى أتذكَّر ما حييت أن الأستاذ / هشام باشراحيل رئيس تحريرها السابق قد قدم حياته من اجل هذه الصحيفة الحرة ، فلقد توقف قلبه عن الخفقان أثر المكائد الجبانة لأولئك الضالين عن الحق . رحمة الله تغشاك أستاذنا هشام فأنت من الشهداء العظَام لأنك قضيت عمرك تنافح عن الحرية والعدالة ، وعشمنا في الذين هم بعدك بأنهم على دربك سائرون . عدن الغد