قال الأرجنتيني دييغو سيميوني المدير الفني لفريق أتليتيكو مدريد الأسباني أول من أمس إن فريقه صنع التاريخ وأعاد كتابته بعد الفوز بلقب الدوري الأسباني للمرة الأولى في تاريخ الفريق منذ 1996 والمرة العاشرة في تاريخ هذا النادي. وتوج أتليتيكو باللقب بعد تعادله 1/1 مع مضيفه برشلونة في المرحلة الثامنة والثلاثين الأخيرة من مباريات البطولة. وأوضح سيميوني "إنه إنجاز فخم ومهيب. فقدت القدرة على التعبير". وأضاف، في تصريحات تلفزيونية عقب المباراة، "اليوم، كان علينا أن نكافح ضد كل شيء وضد الجميع. كنت أعلم أن اللاعبين لن ينهاروا... من الصعب التعبير عن هذه السعادة. إنه من أهم الأيام في تاريخ أتليتيكو.. التزمت الهدوء حتى عندما تأخرنا بهدف. كانت مهمة ثقيلة للغاية ولكننا أنجزناها بفضل العمل الجماعي الرائع في الفريق". وقال سيميوني "أود أن أشكر اللاعبين وهؤلاء الذين وثقوا بنا طوال الوقت: ميغيل آنخل مارين وإنريكي سيريزو ودون غيسيوس. وأيضا الراحل لويس أراغوني الذي دافع عنا من قبل". ورغم هذا النصر الرائع والتتويج للفريق في الدوري الأسباني، قال سيميوني إن مغامرة أتليتيكو في هذا الموسم لم تنته. وأوضح "صنعنا تاريخا ولكننا يجب أن نستعد جيدا للمباراة المهمة بدوري الأبطال يوم السبت أمام ريال مدريد في العاصمة البرتغالية لشبونة". مفاجآت للجميع وإذا كان أي شخص توقع قبل بداية موسم دوري الدرجة الأولى الاسباني لكرة القدم أن اتلتيكو مدريد قد يتفوق على منافسيه الأكثر ثراء برشلونة وريال مدريد ليحرز اللقب كان سيعتبر ساذجا. وكان توقع تأهل فريق المدرب دييغو سيميوني الى نهائي دوري أبطال اوروبا سيثير الضحك. لكن هذا بالتحديد ما حققه اتلتيكو بفضل مدرب ملهم ومجموعة من اللاعبين الموهوبين الملتزمين الذين تعين عليهم اللعب لدقائق أطول والركض لكيلومترات أكثر من كل منافسيهم بسبب القائمة الصغيرة من اللاعبين. ويعود الفضل في أغلب نجاح اتلتيكو مؤخرا الى تأثير سيميوني . وحول المدرب اتلتيكو - الذي يبلغ دخله السنوي نحو خمس دخل برشلونة وريال - الى فريق منافس على الألقاب في اسبانيا وبين الصفوة في اوروبا. ويتحرك سيميوني كثيرا خارج خط الملعب خلال المباريات لالقاء التعليمات وبث الحماس في قواته وحث الجماهير على التشجيع وانتقل حماسه ورغبته في النجاح بوضوح الى اللاعبين. ملهم للجميع واستخرج سيميوني أفضل ما عند عدد من لاعبيه الذين لم يظهروا كل قدراتهم من قبل ومن بينهم الهداف دييجو كوستا ولاعب الوسط المهاجم راؤول غارسيا وصانع اللعب اردا توران. لكن ربما كان العمل الدؤوب من الدفاع ووسط الملعب هو الذي كان له أكبر مساهمة في ثبات مستوى اتلتيكو ونجاحه في مجاراة أكبر ناديين في اسبانيا رغم جدول المباريات المرهق وما اعتبره كثيرون تشكيلة محدودة. وتحت قيادة سيميوني تلقت شباك اتلتيكو أقل عدد من الأهداف حتى الان في دوري الدرجة الأولى الاسباني وهو 26 في 38 مباراة واستقبل ستة أهداف فقط في 12 مباراة في طريقه لنهائي دوري أبطال اوروبا في لشبونة يوم 24 مايو. ومن الذين اكتشفوا هذا الموسم القائد غابي - وهو خريج أكاديمية اتلتيكو وعاد للنادي في 2011 بعد اربع سنوات في ريال سرقسطة - كلاعب يستخلص الكرة ويوزع اللعب في قلب وسط الملعب ويساعده ببراعة تياغو وماريو سواريز. وقدم قلبا الدفاع دييغو غودين وميراندا اداء صلبا كما سجلا أهدافا مهمة بالرأس وفي الأمام منح اداء كوستا للمهاجم البرازيلي المولد مكانا في تشكيلة اسبانيا وسجل 27 هدفا في الدوري كما هز الشباك ثماني مرات في دوري الأبطال في أفضل مواسمه حتى الآن. كما ساهم ديفيد فيا هداف منتخب اسبانيا عبر العصور والذي يقترب من نهاية مسيرته وادريان في صناعة وتسجيل أهداف مهمة لأتليتيكو. اللحظة الفاصلة وربما يتذكر سيميوني ولاعبوه يوم 29 مارس والانتصار 2-1 على اتليتيك بيلباو صاحب الأرض باعتبارها اللحظة التي بدؤوا فيها في الايمان حقا بأن اللقب في متناولهم. وكان ينظر للمباراة التي أقيمت على استاد سان ماميس الصعب ملعب بيلباو صاحب المركز الرابع على أنها أصعب مواجهة لاتلتيكو في المراحل الأخيرة من الموسم. وكجزء من الاستعدادات للمباراة المهمة في الباسك قرر سيميوني الاستعانة بمساعدة خارجية. ووجه المدرب الارجنتيني الدعوة الى ايريني بيا - التي فقدت ساقيها خلال هجوم بالقنابل شنته مجموعة ايتا الانفصالية في 1991 عندما كان عمرها 12 عاما - للتحدث مع اللاعبين في فندق الفريق قبل ساعات من انطلاق المباراة. وبعد سماع رسالة بيا والتوجه لاستاد بيلباو - حيث خسر برشلونة 1- 0 واكتفى ريال بالتعادل 1-1 هذا الموسم - تأخر اتلتيكو في الدقيقة السادسة لكنه رد عن طريق كوستا في الدقيقة 22. وأحرز كوكي هدف الفوز بعد مرور عشر دقائق على بداية الشوط الثاني ليكمل عودة رائعة. وقال سيميوني "وجهنا لها الدعوة حتى تبلغنا بقصة حياتها.. حتى نستطيع رؤية واقع الأمر." وأضاف "أسدت لنا جميلا ضخما.. شعرنا براحة كبيرة ولدينا الان صديق إضافي في اتلتيكو." وستجلب انجازات اتلتيكو هذا الموسم له المزيد من الأصدقاء بين عشاق كرة القدم إذ اثبت أن انفاق مئات الملايين على اللاعبين ليس فقط طريق النجاح. المفتاح أكد ديفيد فيا مهاجم أتلتيكو مدريد والمنتخب الأسباني لكرة القدم أن الأرجنتيني دييغو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو هو المفتاح الأساسي والسر وراء تتويج أتلتيكو بلقب الدوري الأسباني. وأوضح فيا أن سيميوني هو السبب الرئيسي وراء فوز أتلتيكو باللقب للمرة الأولى منذ 18 عاماً. وقال "سيميوني هو مفتاح الفوز والسر وراء الأداء الراقي الذي قدمه الفريق على مدار الموسم. من خلال حكمته وشجاعته والعديد من الأبطال الذين يلعبون في الفريق والذين رغبوا في تقديم إنجاز مهم، حقق أتلتيكو النجاح في الموسم الحالي". البيان الاماراتية