الثلاثاء 20 مايو 2014 11:25 مساءً عدن((عدن الغد))خاص: *محمد أحمد البيضاني نشرت هذا المقال قبل سنة يوم مقتل الأبرياء - أعيد نشره مرة - في ذكرى مرور سنه على مقتلهم .. أسير في شوارع القاهرة يلفني الحزن والغثيان - لم يحدث في تاريخ اليمن مثل هذا الحدث الدموي الوحشي في الشارع .. قتل الناس في الشوارع دون أي سبب ، ولكن لا توجد جريمة دون سبب . إن سبب جريمة قتل حسن أمان وخالد الخطيب كان سببها غياب هيبة الدولة والقانون – إذا غابت هيبة الدولة والقانون تشجع أصحاب النفوس الحاقدة المريضة ونزلت إلى درجة الحيوان ، هنا يصبح الإنسان حيوان ، وأصبحت الحياة غابة وسادت شريعة الغاب. لماذا جاءت الأديان السماوية والمصلحين والفلاسفة ؟ وجدوا لتنظيم سير الحياة والناس، وبناء الشرائع والقوانين في المجتمع. عندما خرج الإنسان الأول من الكهوف كان يقتل الحيوان حين يجوع فقط ، واليوم في اليمن يقتل الإنسان دون سبب ، يقتله حيوان آدمي ليس بجائع ولكنه شبع من المال الحرام .. إنه التبجح البدائي الهمجي وغياب الوازع الديني والأخلاقي. لماذا حدث ذلك لأن الدولة غير موجودة ، ضاعت هيبة الدولة في كرنفالات هندسة الكلام ، وضاع النظام والقانون وسادت شريعة الغاب والوحشية والهمجية . الكِبر والتبجح الهمجي والقتل هو الكفر بالدين والقيم. لماذا سفكت الدماء الزكية .. لماذا قتلوا الأبرياء ، لأن المجرمين أخذتهم العزة بالإثم واعتبروا دماء الناس رخيصة ، والقضية حمل رشاش وأقتل من تشاء في اليمن. إن ثمن الإنسان في اليمن ثور مليون ريال سيارة ، بهذه المعادلة ستصبح اليمن أكبر مستورد للثيران في العالم. إن الجريمة تمارس علنا دون خوف لا يوجد عقاب .. إن الخوف من العقاب يعلم الطاعة. إن هذه الدية الرخيصة التي عرضها الشيخ علي عبد ربه العواضي على بيت بيت أمان وبيت الخطيب تدعوا إلى الغثيان . نقول لهم .. إنها دماء الناس ، والقضية إنسان وليست ثور وسيارة ومليون ريال. في عهد الإمام يحيى بن حميد الدين إمام اليمن ، دخل إلى صنعاء 3 من شيوخ القبائل القوية التي تعيش بالقرب من صنعاء ، وحين سيرهم في سوق باب اليمن ، مروا على يهودي يبع خبز الملوج ، وأخذ أحد الشيوخ واحدة من الخبز فطلب منه اليهودي بقشه واحدة ثمن الملوج ، ولكن الشيخ المذكور بصق على اليهودي ولطمه وواصل سيره. كان يوم جمعة فذهب اليهودي وجلس بجانب المسجد ينتظر خروج الإمام ، حين خرج الإمام يحيى من المسجد وكان الإمام يعرفه ، فشكى إلى الإمام ما حدث له من الشيخ المذكور. أخذ الإمام اليهودي وكان اسمه إبراهيم إلى الغذاء مع الناس في بيته ، وسأل العسكر عن شيوخ القبيلة التي دخلت صنعاء ذلك اليوم فأخبروه بإسمها. أخذ الإمام ورقة وكتب إلى القبيلة " إذا لم تحضروا ذلك الشيخ الجاني قبل غروب الشمس فلن تسمعوا سوى أصوات المدافع". أرسل الرسالة مع عسكري الذي أحضر الشيخ الجاني إلى مجلس الإمام ، وتعرف عليه اليهودي ، فقال لليهودي ليس معي بقشه ولكن خذ هذا ريال فرنصي كامل ، قال له الإمام أخرج إلى السوق واصرف الريال وأحضر له حقه البقشه ، خرج الشيخ وأحضر البقشة وأعطاها اليهودي ، ثم قال له الإمام : والآن أدفع له 10 ريالات تعويض له على اللطمة والبصقة هذا إذا قبل اليهودي ذلك وإلا سيكون هناك أمر آخر".قبل اليهودي حكم الإمام ، ثم قال الإمام :" الآن يا شيخ عليك حق الدولة .. خذوه إلى السجن وأسجنوه شهر كامل حق الدولة ". سأل بعض العلماء والشيوخ الجالسين في مجلس الإمام يحيى بن حميد الدين رحمه الله عن سر قوة وصرامة هذا العقاب . قال لهم رحمه الله : " إنه العدل - إن هذا اليهودي مواطن يمني بغض النظر عن الدين أو العرق - هذا درس للجميع لإحترام الناس وهيبة الدولة ". من ينصف آل أمان – وآل الخطيب ؟؟ الجواب عند وزير الداخلية .. !! * كاتب عدني ومؤرخ سياسي عدن الغد