كثيرة هي المعلومات التي تهمس حول تلفزيون أبل الذكي وميزاته الذي تنوي الشركة إطلاقه خلال العام الجديد، وبتلك الخطوة ستزيد الشركة من دورها المنافس في قطاع التكنولوجيا لكن ما هو مؤكد أنه سيكون مثل كل هواتفها الذكية تفاعليا وإجتماعيا. شهدت الفترة الأخيرة زيادة ملحوظة في تكهنات الخبراء وغيرهم من المحللين بأن شركة أبل ستطلق تلفزيونا ذكيا جديدا في عام 2013.وأشارت تقارير من شركات التجهيز في تايوان والصين الى ان ابل تخطط لاطلاق هذا التلفزيون في وقت قريب. وتبقى هذه مجرد تكهنات الى ان تطلق الشركة تلفزيونها الذي تعمل على تصميمه.ولكن مراقبين يرون ان تاريخ ابل ابتداءً من الجيل الحالي من تلفزيون ابل تي في Apple TV الى منتجات أخرى مثل نظام آي أو أس التشغيلي وأجهزة ماك تشير الى ان هناك مبادئ عامة يمكن استخدامها لتكوين فكرة عما تعده أبل من مشاريع تعيد بها اختراع التلفزيون. وقال المحلل تيم باجارين في مجلة تايم ان نائب رئيس أبل لشؤون التسويق فيليب شيلر وضع جهاز آيفون مغلق على الطاولة حين اعلنت ابل لأول مرة عن الهاتف الذكي في عام 2007 وسأله ماذا يرى.فأجاب باجارين انه يرى هاتفا بشاشة معتمة.وقال شيلر "ان هذا على وجه التحديد هو ما نريدك ان تراه".وأضاف ان السحر الحقيقي لهاتف آيفون يكمن في البرمجية التي تجعله "يغني ويرقص".وأشار محرر تايم الى ان ما قاله نائب رئيس أبل يعتبر مفتاحا لفهم الطريقة التي تفكر بها الشركة في منتجاتها.وتابع باجارين ان ستيف جوبز ردد ما قاله شيلر بعد عودته الى ابل حين قال له خلال اطلاق آيفون "ان ابل تصنع المكونات الصلبة ولكن وظيفة هذه المكونات هي عرض العبقرية التي تتبدى في برمجيات أبل". وفي ضوء هذه الخبرة يقترح باجارين ان هناك مبادئ عامة يتوقع ان تستخدمها أبل حين تصمم الجيل التالي من التلفزيون. وفي حين ان أبل قد تصنع تلفزيونا من مكونات صلبة فان جهازها الجديد سيكون بمثابة صندوق ذي شاشة زجاجية تستخدمه أبل لتقديم برمجيات رائعة.وإذا تجسدت الخبرة التلفزيونية الجديدة في برمجيات ثورية فان أي بلاطة زجاجية تبيعها أبل ستكون جزء من خبرة الجيل الجديد من تلفزيون ابل.وبهذا المعنى قد يكون كل من آيفون وآيباد أداة في خدمة تلفزيون ابل. ويتوفر في الأسواق حاليا جهاز سلنغ بوكس الذي يتيح مشاهدة التلفزيون أو أفلام دي في دي على آيفون أو آيباد حين يكون المستخدم في أي مكان خارج البيت.وقال باجارين انه شاهد مباراة كروية على هاتفه الخلوي أثناء انتظاره في عيادة الطبيب مستخدما جهاز سلنغ بوكس.ولا يستبعد باجارين ان تطور أبل تكنولوجيا مماثلة لجهاز سلنغ بوكس أو تعتمد تقنيته بترخيص في تلفزيونها الجديد. وسيكون آيباد وآيفون منتجات ذات دور حاسم في أي أجهزة تلفزيونية مستقبلية تطورها أبل.ويمكن ان تقوم هذه الهواتف الذكية والكومبيوترات اللوحية بدور الجهاز الشخصي للتحكم عن بعد وان تُستخدم لدى مشاهدة التلفزيون لنقل برامج حسب الطلب.كما يمكن ان تُستخدم كطريقة خاصة بكل شخص للتفاعل مع مجموعة ثانوية من المعلومات التلفزيونية التي قد تبثها ابل على تلفزيونها الجديد.كما من المتوقع ان تسمح ابل لمستخدمي تلفزيونها الجديد بالدخول على المكتبات الموسيقية والسينمائية والفوتوغرافية لأجهزتها الذكية وإبقائها متزامنة على شاشة كل مستخدم.وإزاء طبيعة الانترنت سيكون بمقدور المستخدم ان يحصل على المحتوى الذي يريده بطريقته الخاصة وحسب رغبته.فان أبل تنظر الى التلفزيون على انه جهاز شخصي للغاية. وسيكون تلفزيون أبل الجديد جهازا إجتماعيا أيضا.فان التلفزيونات ذات الشاشات الكبيرة تُصمم لكي يشاهدها أكثر من شخص واحد.وبهذا المعنى تكون مشاهدة التلفزيون فعلا إجتماعيا بامتياز رغم طابعه المحلي.وأقبلت أبل بحماسة على شبكات التواصل الاجتماعي ، وستجد أي منصة جديدة لتلفزيون أبل طرقا تجعل خبرة المشاهدة خبرة اجتماعية أوسع نطاقا.وستدمج ابل على اقل تقدير خدمة فايس تايم لمكالمات الفيديو في تلفزيونها الجديد.وبسبب علاقة ابل الوثيقة مع فايسبوك فان استخدام هذه الشبكة الاجتماعية سيتيح للمستخدمين التفاعل مع بعضهم البعض في الزمن الحقيقي على آيباد أو آيفون اثناء مشاهدة البرنامج نفسه في اماكن مختلفة. ويمكن التكهن بلا حدود عن دور شبكات التواصل الاجتماعي في تلفزيون ابل ولكن من المتوقع ان تكون هذه الشبكات عنصراأساسيا في أي تكنولوجيا تلفزيونية جديدة تطورها ابل.ويُرجح ان تبتكر ابل اشكالا أو منابر جديدة للتواصل مع الأصدقاء وافراد العائلة عبر التلفزيون اينما كانوا. وسيكون تلفزيون ابل الجديد تفاعليا كذلك.فان تلفزيون اليوم يقدم خبرة ذات اتجاه واحد ببث المحتوى الينا ولكنه لا يتيح لنا التفاعل مع هذا المحتوى.ويمكن القول ان ابل ستصمم تلفزيونها الجديد بحيث يكون منتوجا تفاعليا بدرجة عالية إذا عرفنا تاريخ الشركة في تصميم برمجياتها.وتعتبر الانترنت نفسها العمود الفقري الأمثل للتفاعل ويمكن ان تيسر ابل للمستخدمين ان يصوتوا على الفور لصالح فنانهم المفضل في برامج مثل "اميركان آيدول" أو "الصوت" ، أو ارسال ردود افعالهم الفورية الى منتجي البرامج التلفزيونية لإبداء رأيهم ببرامجهم سلبا او ايجابا.وسيتيح إيجاد رابط تفاعلي ببرامج مثل برنامج المسابقات "جيوباردي" امكانية المشاركة في اللعب من المنزل وحتى الفوز بجوائز. ويمكن للمشاهد في تلفزيون ابل الجديد ان يعمل مع المنتجين وان يقترح ثلاث نهايات محتملة لأي برنامج من البرامج المعلنة.وستكون النهاية التي تنال أكبر عدد من الأصوات هي النهاية المعتمدة حين يُبث البرنامج. ومن المتوقع ان يحدث تلفزيون ابل الجديد انقلابا في الاعلانات التلفزيونية ايضا.فان ابل تعرف ان الطرق المعتمدة حاليا لقياس شعبية هذا البرنامج أو ذاك ليست دقيقة جدا.وليس من المستبعد ان تقدم ابل الى المعلنين والمنتجين التلفزيونيين طريقة جديدة تماما لتحديد اهتمامات المشاهدين أو إيجاد وسائل لتوجيه اعلاناتهم التجارية حسب تفضيلات المشاهدين. ويمكن ان تضيف ابل الى تقنية التفاعل مع المستخدم ما يشبه زر "أعجبني" او "لم يعجبني" لتسجيل رأيه ببرنامج أو اعلان ما على الفور.ولأسباب امنية سيتعين على ابل ألا تكشف ابدا أي معلومات شخصية ولكنها يمكن ان تسمح للمنتجين التلفزيونيين والمعلنين ان يقترحوا على المشاهدين ، دون ان يكشفوا هواياتهم ، برامج واعلانات تجارية تستجيب لاهتماماتهم بدقة أكبر. لا شك في ان كثيرين يعتقدون ان ابل تعمل على انتاج جهاز تلفزيوني حقيقي وقد يكونون محقين في اعتقادهم.ولكن بسبب عبقرية ابل في تصميم برمجيات سهلة الاستخدام وعملها على شاشات مختلفة فان الشركة ، حتى إذا أنتجت جهازا تلفزيونيا ، ستصنع صندوقا يرتبط بالشاشات التلفزيونية التقليدية لإيصال الخبرة نفسها الى ملايين الأجهزة التلفزيونية في انحاء العالم ، كما يتوقع تيم باجارين في مجلة تايم. واياً يكن ما تصنعه ابل فان منتوجها التلفزيوني الجديد سيكون شخصيا واجتماعيا وتفاعليا وله تأثير بالغ على ما يقدمه المنتجون التلفزيونيون وطريقة شركات الاعلان في إيصال اعلاناتها الى أشخاص حقا يريدون مشاهدتها.