في الماضي عندما كانت تتبادر إلى أذهاننا كلمة «القبيلة» يتلاحق في ذاكرتنا شريط لا ينتهي من المناقب القبلية، أي الصفات الحميدة التي تُعرف بها القبيلة من «إكرام الضيف، ونُصرة الحق، والوقوف إلى جانب المظلوم، والشرف والسيادة ، وووو...إلخ». لكن اليوم عندما تتبادر إلى أذهاننا كلمة «القبيلة» نضرب يداً على أخرى مما وصل إليه حال بعض القبائل، فبعض القبائل لم تعد فيها من المناقب شيء مذكور، وكلما ذُكر اسمها؛ ذُكر التخريب وتدمير منشآت الوطن كما هو حال «تخريب وضرب محطة مأرب الغازية» التي تخدم كل المواطنين باختلاف توجهاتهم السياسية واختلاف مستوياتهم الاجتماعية، ولا يردع هؤلاء المخربين رادع..!!. عندما نذكر القبيلة في وقتنا الحاضر نتذكّر الابتزاز الذي تمارسه القبيلة ضد الدولة لتحقّق القبيلة مصلحتها مقابل تضرُّر كافة المواطنين. الابتزاز الذي تمارسه القبيلة على الدولةونتائج عدم رضوخ الدولة للقبيلة؛ ظاهرة تكرّرت، أصبحنا نعيشها كل يوم كوننا نعيش الظلام وتتعطّل أغلب مصالحنا كأشخاص أو مؤسسات كلما رغبت القبيلة في ممارسة هذا الابتزاز..!!. التساؤلات التي تطرح نفسها: ما الذي دفع القبيلة إلى ممارسة هذا الابتزاز منذ فترة طويلة كونه ليس وليد اليوم أو السنة الماضية؛ فهي كلما تأخرت مصلحتها أو أرادت ابتزاز الدولة ضربت أبراج الكهرباء ليتضرّر وطن بأكمله..؟!. ما الذي يجعل الدولة ترسل وساطات أو ما يسمّى ب«اللجنة الرئاسية» إلى القبيلة ولا تضرب بيد من حديد على المخرّبين، وإلى متى؛ هل سنظل نعيش في الظلام لأن القبيلة أو آل فلان أو علان يريدون من الدولة أن تقدّم لهم قرابين ترضي مشائخها وشروطهم..؟!. هذه العادة قديمة فيهم؛ وما كان على الدولة أن تنشئ محطة غازية في مأرب، لابد أن تكون هناك بدائل أخرى حتى تعرف هذه المنطقة نور العلم وتعرف مناقب القبيلة؛ لأن ما تقوم به كله ينافي مناقب القبيلة والقبلية ولا يرضى به أي عاقل. أي شروط هذه التي ترغب أن تمليها القبيلة على الدولة لتترك منشآت وطن بأكمله بسلام، وكلما احتاجت إلى الابتزاز مارست ابتزازها وضربت المنشأة مرّة أخرى..؟!. والأسوأ من ذلك أن نجد مسمّيات مثل «مصلحة شؤون القبائل» ولهذه القبائل أو المصلحة ميزانية تعتمدها الدولة، يا هؤلاء نحن في القرن الحادي والعشرين ومازلتم تعيشون في ظلام الجهل الفكري، وتفرضون على الآخرين العيش في ظلام مادي بسبب تصرُّفاتكم التي توحي بكرهكم لأنفسكم قبل كُره الوطن. نعم، فالقبيلة التي تقوم بضرب أبراج الكهرباء هي لا تصنع غير تشويه سمعتها ومكانتها؛ وخلع هذا التشويه على بقية القبائل وإن كانت ذات قيم لكنها لم ترد القبيلة المخرّبة عن ظلمها وافترائها..!!. للأسف عندما أصبحت تُذكر محافظة مأرب بكل عراقتها؛ أصبح يتبادر إلى أذهان البسطاء وأغلب الناس أن هذه المحافظة تأوي المخرّبين وتُؤازرهم؛ كون السيئة تعم، فالبسطاء لا يفرّقون بين قبيلة وأخرى؛ وإنما يعلمون أن سبب تعطيل أعمالهم وكثير من أمور حياتهم هو ضرب أبراج الكهرباء في مأرب، فهل ترضى بقية قبائل مأرب أن تشوّه ذكرها قبيلة واحدة ترغب في تحقيق مصالح خاصة بها..؟ زهرة اليمن