فيصل الصوفي أساتذة جامعيون ورجال دين ومحامون ومثقفون عرب من حملة "الدال" ينطقون بالسفاهات ويتلفظون بألفاظ يترفع عنها قليل الحياء، ويفكرون تفكيرا لا يرقى إلى مستوى تفكير الأمي، وعندما يحاولون تفسير ظاهرة ما، يحاكون الكهان والمنجمين قليلي الموهبة. حين أستمع وأقرأ لهؤلاء أشعر بالغثيان، وأستغرب من عدم تأثر هؤلاء بكل ما درسوه وما قرأوه حتى وصلوا إلى تلك المراتب العلمية، فهل للأمر علاقة بأنماط التربية وغياب العقل والتفكير عن المناهج التربوية والتعليمية؟ لا أشك في هذا، وأضيف إليه قلة الذوق وعدم التهذيب. شيخ دكتور في الشريعة، وداعية سلفي في مصر يتكلم من منبر علني يقول للناس إن عادل إمام عاشر الممثلة يسرى 100 معاشرة جنسية، وأصحابه يهتفون: الله أكبر، ويدعون له بالبركة وفصاحة اللسان. وآخر يخطب خطبة ويسأل خلالها إلهام شاهين: كم شخص اعتلاك باسم الفن؟ وآخر لاحظ أن مثقفات شاركن في مظاهرات التحرير ضد حكم مرشد جماعة الإخوان المسلمين، فيشهد شهادة لله أنهن خرجن من التحرير وهن على جنابة! وهؤلاء شيوخ دين ومن حملة الدكتوراه، وبعضهم ادعى أنه أستاذ كرسي في جامعة الأزهر، فلما يكون هذا حالهم وهم شيوخ دين ودعاة، فماذا سيكون عليه أتباعهم معطلو العقول الذين يقتصر تلقيهم على الاستماع بآذانهم؟ وهناك أنواع أخرى.. فقبل يومين كنت أشاهد برنامجا حواريا في قناة عربية، وأستمع إلى متحاورين ظلا يتبادلان عبارات مثل: أنت داعر، أنت عاهر، أنت تدافع عن عاهرات، نساؤكم عاهرات، أسكت لعنة الله عليك يا واطي يا حقير.. وأوقف مدير البرنامج الحوار ثلاث مرات، ومع ذلك كانا يعودان من جديد لهذا النوع من الحوار المهذب! وهناك مثقفون من خارج دائرة الشريعة والوعظ تروق لك ألسنتهم العفيفة عن الطعن في الأعراض، لكن سرعان ما تلحظ النكبات التي يلحقها بعقولنا غياب التفكير العلمي. فقد استمعت لأستاذ جامعي يمني يقول لمناظره: إني أشم من كلامك هذا رائحة كذا وكذا.. فهنا لا عقل ولا أي حواس أو مدركات أخرى، بل " شموم".. فماذا سيتعلم طلابنا من دكتور يدرك ويفهم عن طريق الشم .. والعضو المدرك لديه هو الأنف؟.. ومثله أكاديمي يرد على الكلام العلمي بالقراءة في القلوب، فيرد على خصمه: أعلم أنك " تضمر" شيئاً آخر، أنت تقول هذا الكلام بينما أنا "داري" إنك تخفي في قلبك "كلام ثاني". *صحيفة اليمن اليوم