قتل 21 شخصاً على الأقل في قصف مقاتلين معارضين تجمعاً مؤيداً للرئيس السوري بشار الأسد، في هجوم هو الأول من نوعه قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات الرئاسية، وأتى الهجوم على التجمع الانتخابي في درعا (جنوب) ليل الخميس/الجمعة، وهو الأول من نوعه ضد تجمع انتخابي، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 11 مدنياً، بينهم طفل، وستة عناصر من اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام، وأربعة أشخاص لا يعرف ما إذا كانوا مسلحين أو مدنيين، قتلوا "إثر استهداف كتيبة إسلامية بقذيفة هاون، خيمة انتخابية في حي المطار بمدينة درعا، ضمن الحملة الانتخابية المؤيدة لرئيس النظام" . وأدى الهجوم الذي وقع في حي تسيطر عليه القوات النظامية، إلى سقوط 30 جريحاً على الأقل، بعضهم في حالات خطرة، حسب المرصد، وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إن المجموعات المسلحة استهدفت مدنيين في خيمة وطنية في مدينة درعا، وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن الهجوم "رسالة واضحة من المقاتلين للنظام، بأنه لا منطقة آمنة تستطيع أن تنظم فيها انتخابات"، مشيراً إلى أن "المقاتلين هددوا باستهداف التجمعات المؤيدة في مناطق عدة"، وأضاف "هذه رسالة واضحة بأن تنظيم انتخابات في ظل ما يجري هو نوع من الجنون وتزوير الحقائق" . في غضون ذلك، واصلت القوات النظامية أمس، التقدم في محيط سجن حلب المركزي (شمال)، وقال مصدر أمني إن التقدم في محيط السجن يأتي "ضمن خطة الجيش لتوسيع عملياته لتأمين المنطقة بشكل كامل، وقطع الإمدادات عن مقاتلي المعارضة"، وأضاف "خلال فترة قريبة، سيكون الوضع أكثر راحة لمدينة حلب" . وتواصلت المعارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في مناطق عدة، لا سيما في ريف إدلب (شمال غرب)، ومحيط بلدة مورك في حماة (وسط) التي يسيطر عليها المعارضون، ويحاول النظام استعادتها، وأدت المعارك حول مورك إلى مقتل 26 عنصراً من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، وثلاثة مقاتلين معارضين على الأقل الخميس، حسب المرصد . ونشر نشطاء من المعارضة تسجيل فيديو قالوا إنه يظهر انتشار غاز الكلور في شوارع إحدى القرى، وهي أول لقطات من نوعها لما يصفونها بأنها حملة لاستخدام الأسلحة الكيماوية . وكانت قرية كفر زيتا في محافظة حماة مركز ما يقول نشطاء ومسعفون إنها حملة مستمرة منذ شهرين أسقطت خلالها اسطوانات غاز الكلور من طائرات هليكوبتر . وفتحت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تحقيقاً في هجمات الكلور المزعومة، التي تم الإبلاغ عن أكثر من 12 منها في سوريا منذ 11 إبريل/نيسان، وقالت المنظمة "وصل مفتشو بعثة تقصي الحقائق إلى سوريا الأسبوع الماضي ويحاولون الوصول إلى بعض المواقع" . وجاء في النص المرافق لتسجيل الفيديو الذي نشره مستخدم يدعى مصطفى جمعة إنه التقط الخميس، في كفر زيتا بواسطة الهيئة العامة للثورة، وأظهر التسجيل غازا لونه أخضر ضارب إلى الصفرة في شارع، ويركض رجل بعيدا عن سحابة الغاز مع امرأة تضع قطعة قماش على فمها، ويظهر رجل آخر يرتدي سروالا مموها ويضع قناعا واقيا من الغاز ينادي على سيارة لمساعدة المرأة، ويقول خارج الصورة "قصف بغاز الكلور، دخان أصفر" . وقال مصور يعمل لحساب "رويترز" إنه وصل إلى مكان الهجوم بعد ساعة من قيام طائرة هليكوبتر بإسقاط القنبلة، وأضاف "رائحة الكلور كانت واضحة جدا، كانت تشبه رائحة الخل أو مبيض الغسيل، بدأت أسعل وأعاني من ضيق في التنفس، شعرت بحرقة في عيني" . وأظهرت إحدى صوره المرأة التي كانت تركض في الفيديو، تتلقى العلاج بالأكسجين في مستشفى ميداني، وقال "كان هناك 70 مصاباً، الذين كانوا في مكان سقوط القنبلة أغشي عليهم"، وقال ناشطون إن كفر زيتا تعرضت لهجومين الخميس، هي وقرية التمانعة في إدلب . (وكالات) الخليج الامارتية