اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن أوكرانيا تشهد اليوم حربا أهلية واسعة النطاق، وأعلن أن بلاده «ستحترم خيار الشعب الأوكراني»، وذلك رداً على سؤال حول اعتراف موسكو بالانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقررة غداً، وفي وقت عقد المرشحون إلى الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا اجتماعاتهم الانتخابية الأخيرة قبل أقل من 48 ساعة من انتخابات يهددها الانفصاليون الموالون لروسيا في الشرق، لقي خمسة مقاتلين مصرعهم خلال معارك. وتفصيلاً، قال بوتين خلال منتدى اقتصادي في سان بطرسبورغ شمال غرب روسيا «في المبدأ ووفق الدستور، لا يمكن إجراء انتخابات، كون الرئيس (فيكتور) يانوكوفيتش هو الرئيس الحالي»، مضيفاً «نريد نحن أيضاً أن يعود الهدوء في نهاية المطاف (إلى اوكرانيا)، وسنحترم خيار الشعب الأوكراني». وأكد «مثل ما نعمل اليوم مع هؤلاء الذين يسيطرون على الحكم، سنعمل بعد الانتخابات مع السلطات المنتخبة». ميركل: على روسيا الاعتراف بتقييمنا للانتخابات طلبت المستشارة الألمانية، انغيلا ميركل، التي تعتبر الانتخابات الرئاسية الأوكرانية مرحلة أساسية لتثبيت الاستقرار في البلاد، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاعتراف بتقييم منظمة الامن والتعاون في أوروبا حول الانتخابات وبمراقبيها الدوليين الألف. وقالت ميركل لصحيفة «ساربروكر تسايتونغ»، أمس، «انتظر من روسيا أن تحترم التقييم الموضوعي بالتأكيد لمنظمة الامن والتعاون في أوروبا». وأضافت أن «روسيا تنتمي إلى هذه المنظمة». ولم يقل بوتين أو أي من المسؤولين الروس إنهم سيعترفون بالانتخابات الرئاسية كما هي. وبالنسبة للرئيس الروسي، فإن الغرب يتحمل مسؤولية الأزمة في أوكرانيا، التي تطورت بحسب قوله إلى «حرب أهلية حقيقية». وقال إن «الأزمة الأوكرانية اندلعت لان يانوكوفيتش أرجأ اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وتلا ذلك انقلاب بدعم من أصدقائنا الأميركيين، والنتيجة كانت الفوضى وحرباً أهلية حقيقية». وتابع «آمل حين تمر الانتخابات الرئاسية أن تتوقف فوراً كل العمليات العسكرية»، بعدما دان لجوء السلطات الأوكرانية إلى المدرعات والسلاح الثقيل ضد المتمردين. بدوره، صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأنه في ما يتعلق بالانتخابات الأوكرانية تعتمد روسيا بشكل أساسي على «مراقبي بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا»، وفق ما نقلت وكالة انترفاكس. يأتي ذلك في وقت وقعت فيه المواجهات في شرق أوكرانيا غداة يوم أسود للجيش الاوكراني، الذي مني بأسوأ خسائره منذ بداية العملية العسكرية في 13 أبريل، لاستعادة السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وتمثلت بمقتل 18 من جنوده. وقتل، أمس، أربعة متمردين موالين لروسيا ومتطوع ينتمي إلى هذه «الكتائب» التي تقدم دعماً قوياً للجيش الاوكراني في المعارك قرب قرية كارليفكا، على الطريق المؤدية إلى شمال غرب دونيتسك، كما ذكر مصور وكالة فرانس برس. ولم تتراجع أعمال العنف في هذه المنطقة قبل 48 ساعة من انتخابات اساسية لمستقبل أوكرانيا، بعد ستة أشهر على أزمة سياسية أوصلت البلاد إلى شفير الحرب الأهلية والتقسيم، وتسببت في أسوأ أزمة دبلوماسية بين الروس والغربيين منذ نهاية الحرب الباردة. وفي كلمة مقتضبة متلفزة، دعا الرئيس بالوكالة، اولكسندر تورتشينوف، «كل» أوكراني إلى التوجه غداً إلى أقلام الاقتراع لإعطاء البلاد «سلطة شرعية». وقال «لن نسمح لأحد بحرماننا من حريتنا واستقلالنا، ولن نسمح بأن تصبح أوكرانيا قطعة من الامبراطورية التي تلي الامبراطورية السوفييتية»، مؤكداً أن السلطات «قامت بكل ما في وسعها» لإجراء الانتخابات. ويفيد آخر استطلاع للرأي أن الملياردير الموالي للغرب، والأوفر حظاً، بترو بوروشنكو، يعزز تقدمه بأكثر من 44% في التصويت، متقدماً على رئيسة الوزراء السابقة ورمز ثورة 2004 يوليو تيموشنكو (8%). ولا يعرب بوروشنكو، رجل الأعمال الذي يعد بإدارة أوكرانيا، كما يتولى إدارة شركته روشن الكبيرة لصنع الشوكولا، عن ثقته بالفوز من الدورة الأولى، وقد يتعين عليه التحلي بالصبر إلى الدورة الثانية في 15 يونيو، ليصبح الرئيس الخامس لأوكرانيا المستقلة. وينهي حملته باجتماع يعقده في كييف مساءً. وتمحورت الحملة الانتخابية حول الخوف من إقدام القوات الروسية على اجتياح أوكرانيا. ويقدر الحلف الاطلسي عدد هذه القوات المحتشدة على طول الحدود ب40 ألفاً. وأعلن الحلف الأطلسي أنه يراقب تحركات «توحي على الأرجح» بانسحاب جزئي للقوات. وتؤكد موسكو من جهتها أنها أعادت إلى الثكن والحاميات في إطار انسحابها أربع قوافل من المدرعات والأسلحة المنقولة بالقطارات و15 طائرة تنقل جنوداً. الامارات اليوم