يتأهّب أكثر من 50 مليون مصري لتحدّي الإرهاب والتوجّه إلى صناديق الاقتراع غداً وبعد غدٍ لانتخاب الرئيس القادم بين المرشّحين المشير عبدالفتّاح السيسي وحمدين صبّاحي في أكبر خطوات «خريطة الطريق» بعد دخول البلاد مرحلة «الصمت الانتخابي»، فيما أكمل 250 ألف ضابط وجندي الاستعداد لتأمين اللجان، في الأثناء دعا تحالف إرهابي مؤيّد لجماعة الإخوان المسلمين أنصاره للنزول إلى الشارع، معلناً عن خطّة لاقتحام ميدان التحرير وتعطيل الاقتراع، بينما شكّلت حركات جهادية ما «فرق موت» لعرقلة الانتخابات الرئاسية عبر استدراج عناصر وزارة الداخلية والقوات المسلّحة إلى القتال. ودخلت مصر أمس مرحلة الصمت الانتخابي، في الوقت الذي يستعد فيه المصريون للإدلاء بأصواتهم يومي غداً وبعد غدٍ لاختيار رئيس جديد للبلاد في انتخابات يتنافس عليها، من المتوقع أن يفوز بها وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي الذي يقول كثيرون إنه سيعيد الاستقرار لشعب ذهب إلى صناديق الاقتراع 7 مرات خلال 3 سنوات دون تحقيق الهدف المنشود. ويحظر «الصمت الانتخابي» على المرشّحين عبد الفتاح السيسي وحمدين صبّاحي وحملتيهما القيام بأي نشاط دعائي، ويفرض على كل من يخالف هذا الإجراء غرامات مالية. شهداء شرطة من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية على لسان مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي اللواء أشرف عبدالله أنّ «الشرطة فقدت أعداداً كبيرة من أبنائها، لأنه لا يوجد أمن من دون تضحيات»، مشدداً على التعامل بكل حزم وقوة مع كل من يحاول إثارة الرعب والفزع بين المصريين، أو يسقط الدولة بكل جوانبها الاقتصادية والسياحية والسياسية، وكل من يُحاول تشويه هيبة الشرطة. ولفت إلى أنّ «الشرطة فقدت أكثر من 500 شهيد، ما بين ضباط وأفراد وجنود الأمن المركزي منذ ثورة 25 يناير، كما فقد قطاع الأمن المركزي منذ 30 يونيو 19 ضابطاً و6 أفراد، وأصيب 304 ضابطاً و38 فرداً و 44 مجنداً». وأوضح أن أكثر من ربع مليون ضابط وجندي أتمّوا الاستعداد لتأمين اللجان الانتخابية، بمشاركة جنود وضباط القوات المسلّحة، مشيراً إلى أنّ «مستقبل مصر وأمنها واستقرارها الأهم في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ مصر». وأضاف مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي أن رجال الأمن المركزي عازمون على تأمين الانتخابات الرئاسية، وقدّموا منذ أيام عروضاً تدريبية في فنون القتال ومهارات التدريب أبهرت الجميع. طائرات حربية بدوره، صادق القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول صدقي صبحي، على تخصيص عدد من طائرات النقل العسكرية للعمل كمجهود جوي، لنقل أكثر من 1100 قاضٍ من أعضاء الهيئات القضائية المشرفة على الانتخابات الرئاسية بالأماكن النائية والمنعزلة، بكلٍ من الوادي الجديد وسوهاج والأقصر والبحر الأحمر وأسوان وجنوب سيناء ومطروح.. وذلك لتسهيل مهمة القضاة وتخفيف العبء عنهم، وضمان تسلّم اللجان في التوقيتات المحدّدة لها. وأعرب القضاة عن شكرهم واعتزازهم بالقوات المسلحة، ودورها الوطني كضمير لأمتها، وكحارس أمين على إرادة الشعب المصري العظيم. اقتحام تحرير على الصعيد، دعا ما يسمى «التحالف الوطني لدعم الشرعية» أمس، أنصاره إلى التظاهر يومي الاقتراع بالنزول بأعداد كبيرة في الشوارع. وصرَّحت كوادر شبابية في جماعة الإخوان المسلمين، طالبةً عدم ذكر أسمائها، بوجود نية لديهم للزحف إلى ميدان التحرير وقصر القبة، مشيرين إلى أنّهم «أعدوا خطةً لاقتحام التحرير بشكل مفاجئ، من خلال مجموعات تقدر أعدادها بالمئات». فرق موت في السياق، أعلنت حركات جهادية عدة تشكيل «فرق موت» لعرقلة إجراء الانتخابات الرئاسية عن طريق استدراج عناصر وزارة الداخلية والقوات المسلّحة إلى القتال، تحت شعار «الأيام الحاسمة»، وهي مبادرة أطلقها أحد طاقم حراسة الرئيس المعزول السابق العميد طارق الجوهري، وفقاً لموقع «المصري اليوم». وأكدت الحركات، في بيانات نشرت على بعض المواقع، أنّها «على استعداد لمواجهة الداخلية، والموت في سبيل إفشال الانتخابات، وأنها لن تتنازل عن مطالبها، ولن يهدأ لها بال، أو يغمض لها جفن، إلا بعد الإفراج عن السجناء الإسلاميين». محلب يستقبل وفد البرلمان العربي برئاسة الجروان استقبل المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصري، أمس وفد البرلمان العربي الذي يزور القاهرة، برئاسة معالي أحمد بن محمد الجروان، رئيس البرلمان. وقال بيان لمجلس الوزراء المصري إنّ «رئيس البرلمان العربي أعرب خلال اللقاء عن تقديره لإتاحة الفرصة لوفد من البرلمان العربي لمتابعة الانتخابات الرئاسية»، مؤكّداً تأييد ودعم البرلمان لمصر وشعبها في هذه المرحلة التاريخية المهمّة، لا سيّما أنّ استقرار مصر هو استقرار للعرب، لأنّ مصر دولة ذات مكانة وتأثير ثقافي وحضاري في المنطقة العربية بأسرها. وأشاد رئيس البرلمان العربي بالصورة الراقية التي يتم من خلالها التحضير للانتخابات والتزام المرشحين بالقواعد التي وضعتها اللجنة العليا للانتخابات. في السياق، أعرب أعضاء وفد البرلمان العربي عن سعادتهم بما تشهده مصر من تنافس ديمقراطي، سيقود إلى بناء دولة عصرية قائمة على مبادئ الديمقراطية وسيادة القانون، مؤكّدين مكانة مصر باعتبارها قلب العالم العربي. من جهته، وجّه رئيس الوزراء المصري الشكر لوفد البرلمان العربي على حضورهم إلى القاهرة للمشاركة في متابعة الانتخابات الرئاسية، مشدّداً على أنّ مصر تتطلع إلى تعزيز علاقات التعاون العربي، ودعم أواصر الإخوة بين الدول العربية، حتى تتبوأ الأمة المكانة التي تستحق بين الأمم، وحتى يتسنى استغلال كل الإمكانات الاقتصادية والبشرية التي يمتلكها العرب. وأكد رئيس الوزراء المصري أنّ بلاده «تسير بخطى ثابتة نحو استكمال خريطة المستقبل»، مشيراً إلى «أنّ إرادة المصريين ستتجلى خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، حين يختاروا رئيسهم القادم بكل حرية ونزاهة وشفافية، لتبدأ بعد ذلك مرحلة مهمة من البناء والتنمية والعمل الجاد، لتحقيق ما يصبو إليه شعب مصر من ازدهار وتقدّم». البيان الاماراتية