حوار خاص .. باحث لبناني: حزب الله بات أقوى بعد الحرب السورية رأى الباحث اللبناني في ادارة الصراعات الدولية حمزة عباس جمول في حديث خاص لوكالة فارس، ان من الواضح ان لبنان مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان ومن دون التوصل الى انتخاب رئيس جديد قد دخل فعليا في مرحلة الشغور الدستوري. بيروت (فارس) واعتبر ان هذه الصعوبة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة التي حددها الدستور هي بسبب عدم توافر الاتفاق السياسي الدولي والداخلي. وأشار جمول الى ان عدم توافر أي توافق دولي على شخصية سياسية لبنانية غير استفزازية لحكومات الدول الكبرى والإقليمية يؤكد النظرية القائلة أن الاستحقاق الرئاسي اللبناني هو استحقاق دولي بامتياز يجري على الأرض اللبنانية بالرغم من المحاولات المتكررة لعدة أطراف ومنها رئيس مجلس النواب نبيه بري الى لبننة الاستحقاق. وحول السيناريوهات المتوقعة، صنفها الباحث جمول: اولا : سمير جعجع لن يكون رئيسا للجمهورية في لبنان كونه مرفوضاً من اغلب فئات الشعب اللبناني وكون ترشحه يعتبر استفزازاً لمنطق العيش المشترك والكرامة الوطنية. ثانياً : تعتبر حظوظ العماد ميشال عون في الوصول الى الرئاسة ضعيفة كونه يمثل امتداداً سياسياً لحلف تعتبره أميركا معادياً لها (الحلف الروسي الصيني السوري الإيراني) وبالتالي، إن عدم توافر التوافق الدولي على اسم ميشال عون يقضي على أي فرصة له بالفوز. هنا لا بد من الاخذ بعين الاعتبار بأهمية وايجابية اي حوار – انفتاح ايراني سعودي على ملف الرئاسة في لبنان كونهما القوى الاكثر تاثيرا اقليمياً في لبنان. ثالثاً: التمديد لميشال سليمان والمطروح مؤخراً من البطريرك بشارة الراعي لن يلاقي تجاوباً من قبل محور المقاومة بسبب فقده الثقة في شخص سليمان الذي غدر بالمقاومة حسب تعبيرهم عندما وصف معادلة الشعب والجيش والمقاومة بالمعادلة الخشبية. رابعاً: فرضية الحل الأنسب الذي قد يلاقي توافقاً خارجياً وداخلياً قد يكون بالعودة الى المؤسسة العسكرية يسبب الثقة التي يحظى بها العماد قهوجي في الخارج والداخل وكون هذه المؤسسة ما زالت مؤسسة جميع اللبنانيين وكون المرحلة قد تتطلب رئيساً ذا بعد عسكري. مع العلم أن هناك أسماء من خارج المؤسسة العسكرية قد يتمتعون بالوصفة التوافقية ولكن قد تنعدم حظوظهم بسبب عدم القدرة على لبننة الاستحقاق. وعند سؤاله عن وضع المقاومة بعد سنوات التحرر، اعتبر جمول ان المقاومة في لبنان بعد التحرير مرّت في مرحلتين حددا وضعها ورسما مستقبلها: حرب 2006 والحرب على سوريا. وتابع: "حرب 2006 ساهمت في اعادة رسم موازين القوى في المنطقة وحددت افق ومستقبل الصراع في المنطقة. كرّس حزب الله في انتصاره في هذه الحرب فشل الكيان الغاصب في تحقيق اهدافه العسكرية وإبعاد حزب الله عن الحدود مع فلسطين وبالتالي قدرة الاحزاب في مواجهة الدول والانتصار عليها. يمنع هذا الانتصار اي عدوان اسرائيلي مقبل على لبنان بسبب وجود ما يعرف بموازين القوى وبالتالي اي مواجهة مستقبلية ستكون مواجهة كبرى او اقليمية كون الحروب الصغرى والثنائية بين الكيان الغاصب وحزب الله لا تحقق اهدافها بل ينتصر بها حزب الله". وبحسب جمول، فإن الحرب على سوريا أعطت حزب الله بعداً جديداً على الصعيد الاقليمي الذي اثبت جهوزية واسعة في التأقلم مع اي نوع جديد من الحروب وان كانت ساحة هذه الحروب خارج تواجده التقليدي في جنوبلبنان. بالاضافة إلى ذلك اثبت حزب الله القدرة العالية في أخذ المبادرة والتنسيق الدقيق مع القوى الاقليمية من خلال غرف العمليات المشتركة. فقد أصبح حزب الله في ظل الازمة السورية حزبا لبنانيا مع تأثير اقليمي فاعل يتحكم بزمام المبادرة في عدة ملفات. من بعد الازمة السورية الكيان الغاصب لديه اسباب جدية لكي يهاب حزب الله اكثر. ويخلص جمول إلى أن "بعد الأحداث في سوريا أصبحت المقاومة أقوى، وأكثر جهوزية للمواجهة الكبرى، مع تحالف اقليمي يقوم على ركائز سورية ايرانية وبعد دولي يرتبط بموسكو وبكين". / 2811/ وكالة الانباء الايرانية