قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، الجمعة، إن الولاياتالمتحدة الأميركية تعمل على تشجيع ظاهرة الإرهاب في المنطقة والعالم. وقال بروجردي الذي يزور لبنان حالياً، بعد اجتماعه بوزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل ومن ثم رئيس الحكومة تمام سلام، إن إيران "تؤكد مرة أخرى وقوفها الدائم والراسخ في مجال احتضان محور المقاومة في هذه المنطقة، ولا سيّما في سورياولبنان". وأضاف "نحن نعتقد أن الولاياتالمتحدة الأميركية عندما تعمل على إرسال الأسلحة للمتطرفين والإرهابيين في سوريا، إنما تعمل على تشجيع ظاهرة الإرهاب ليس فقط في سوريا وإنما في المنطقة والعالم". وطالب الولاياتالمتحدة الأميركية بأن "تبيّن عن حقيقة موقفها الملتبس هذا أمام المجتمع الدولي تجاه سياساتها التي تُعتبر داعمة وراعية للإرهاب". وأمل بروجردي "مع نهاية السنة الثالثة من عمر الأزمة السورية أن نشهد بعض التعديلات التي سوف تدخل على سياسات حلفاء أميركا الإقليميين في هذه المنطقة". وقال "لحسن الحظ نحن نلاحظ أن معظم الأطراف قد وصلت الى قناعة مفادها أن الأزمة السورية لا يمكن أن تحل من خلال الأساليب العسكرية، وأن الحل السياسي هو الحل الوحيد المتاح لإنهاء هذه الأزمة". وأشار الى أن إيران تعتقد أن "الحل الأمثل للازمة السورية يتمثل في مجال قيام حوار داخلي عميق وبنّاء بين مختلف أطياف المجتمع السوري"، معتبراً أن "المهمة الأساسية الملقاة على دول هذه المنطقة وعلى عاتق الأممالمتحدة والمجتمع الدولي أن يهيء المناخات الإيجابية التي من شأنها أن تشجع هذه العملية السياسية وهذا الحوار الوطني السوري" . وأضاف "نحن نأمل أن يؤدي هذا الحوار في نهاية المطاف الى إجراء الانتخابات الرئاسية السورية خلال السنة الحالية بشكل نزيه حر وعادل، من خلال متابعة المئات من الفضائيات ووسائل الإعلام العالمية". الى ذلك، أعلن بروجردي عن استنكاره "الشديد والمطلق للإعتداء الإسرائيلي الآثم الذي استهدف الأراضي اللبنانية خلال اليومين المنصرمين"، في إشارة الى الغارة الإسرائيلية على موقع لحزب الله على الحدود اللبنانية السورية في وادي البقاع شرق لبنان. وقال إن "أعداء هذه المنطقة وفي طليعتهم الكيان الصهيوني الغاصب، يشكلون خطراً داهماً ودائماً على الهدوء والأمن والاستقرار في سورياولبنان وفي بقية دول هذه المنطقة أيضاً". وأضاف أن "هذا الإرهاب المتنقل من سوريا الى العراقولبنان، يقف وراءه بشكل أساسي العدو الصهيوني الغاصب ومن ورائه الولاياتالمتحدة الأميركية بطبيعة الحال". كما أدان "أي تحدٍ أمني يستهدف لبنان الشقيق، ونحن على ثقة تامة أن الجيش اللبناني من جهة والسلطات الأمنية من جهة أخرى، سوف تتمكن في نهاية المطاف وبشكل ناجح وكامل في وضع حد نهائي لهذا الإرهاب المتفشي". وأوضح أن العلاقات الثنائية بين إيرانولبنان تشمل كل المجالات على الصعد كافة، و"بطبيعة الحال فإن التعاون في المجال الأمني يدخل أيضاً في التعاون الثنائي". وعمّا إذا كانت إيران ستطلب من حزب الله الانسحاب من سوريا على خلفية "الأعمال الإرهابية" التي طالت سفارتها في بيروت، قال بروجردي إن "حزب الله لم يتدخل طوال سنتين من عمر الأزمة السورية، وهو لم يبادر الى مثل هذا التدخل لولا التدخلات العديدة التي بدرت من الأطراف الأخرى، ولولا أنه شعر أن السيادة اللبنانية والاستقلال اللبناني هما في خطر شديد من جرّاء هذه الأعمال الإرهابية التي تجري في سوريا". وأضاف "لو لم يحدث مثل هذا الأمر (تدخّل حزب الله في سوريا) لكان لبنان قد تحوّل الى دولة مثل الأردن تستخدم كقواعد من أجل تأهيل وتدريب وتمرير المسلحين الإرهابيين وتصديرهم لاحقاً الى سوريا". ورداً على سؤال حول إمكانية قيام تعاون بين إيران والسعودية لمكافحة الإرهاب، أجاب "نحن يحدونا الأمل أن نشهد في المرحلة المقبلة تغييراً جوهرياً يطرأ على السياسة السعودية في مقاربة الملفات الإقليمية، ونعتقد أن هناك إرهاصات تشير الى بدء تحقيق مثل هذا التحوّل". ووصل رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، أمس الخميس، الى لبنان قادماً من سوريا، والتقى فور وصله الرئيس اللبناني ميشال سليمان.