أنهت حركتا «فتح» والمقاومة الإسلامية (حماس)، أمس، مشاوراتهما لتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطينية، برئاسة رامي الحمدالله، مؤكدتين أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيعلن الحكومة غداً. وقال مسؤول ملف المصالحة في حركة «فتح» عزام الأحمد للصحافيين، بعد انتهاء جلسة المشاورات مع «حماس» في غزة «انتهينا من المشاورات المتعلقة بحكومة الوفاق الوطني، وسأقوم برفع وجهات النظر للحركتين للرئيس الذي سيقوم شخصياً» بالإعلان غداً عن التشكيل الوزاري النهائي. وأوضح أن عباس بعد تشكيل الحكومة «سيصطحب كل القيادة لزيارة غزة»، مؤكداً أن «المشاورات مع الإخوة في مصر مستمرة بشأن منفذ رفح، وستكون هناك ترتيبات لإعادة العمل على المعبر بعد تشكيل الحكومة». وأعلنت «حماس»، ومنظمة التحرير الفلسطينية في 23 أبريل الماضي، عن تشكيل حكومة توافق وطني خلال خمسة أسابيع. وهي المرة الاولى التي ينجح فيها الطرفان في إعلان اتفاق مرتبط بجداول زمنية للمصالحة، منذ أن سيطرت حركة «حماس» على قطاع غزة، منتصف يونيو 2007، حيث كانت كل جهود الوساطة قد فشلت في تحقيق المصالحة. ونص اتفاق المصالحة على إجراء انتخابات بعد ستة شهور من تشكيل الحكومة الفلسطينية. في السياق، أعلن الناطق باسم «حماس»، سامي أبوزهري، أمس، أن الحركتين اتفقتا على أن يتولى رامي الحمدالله رئاسة حكومة التوافق الوطني، على أن تستكملا مشاوراتهما حول بقية أعضاء الحكومة. وقال في بيان إن جلسة الحوار التي عقدها وفدا الحركتين في غزة، مساء أول من أمس، وانتهت بعد منتصف الليلة قبل الماضية «تمت في أجواء إيجابية». وأضاف أنه «تم التوافق على الدكتور رامي الحمدالله، الذي يتولى رئاسة حكومة السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية رئيسا لحكومة التوافق». وأوضح أنه «تم حسم بعض الاسماء المرشحة للحكومة، وهناك جلسة أخرى لاستكمال المشاورات لإنهاء تشكيلة الحكومة». كما أكد رئيس الحكومة المقالة، إسماعيل هنية، أنه تم الاتفاق على أن يترأس الحمدالله حكومة التوافق، مشددا على أنه سيتنازل عن منصبه «طواعية»، من أجل «كسب الوطن ومن أجل الشعب والقضية». وقال هنية، في حفل افتتاح صالات جديدة في معبر رفح الحدودي مع مصر، إنه «تم التوافق على الدكتور رامي الحمدالله، ويمكن أن يكون هو (الحمد الله) وزير الداخلية». وأضاف «اليوم نسلم الراية بيضاء مجللة بالفخار، نحن نتنازل طواعية عن الحكومة لنكسب الوطن ومن أجل الشعب والقضية». وقال «هناك حكام يقتلون شعوبهم من أجل الكرسي، ونحن نغادر الكرسي من أجل شعبنا»، مؤكداً مساعدته الحكومة المقبلة في أداء مهامها. من جهته، قال الناطق باسم «فتح» في غزة، فايز أبوعيطة، ل«فرانس برس»، أمس، إنه «تم التوافق بشأن وزير الداخلية في حكومة التوافق»، من دون أن يذكره. وأضاف أن عباس «سيصدر مرسوما لتكليف الحمدالله، الذي بدوره سيقدم حكومة التوافق للرئيس لاعتمادها». وأكد أن الأحمد عقد، قبل ظهر أمس، اجتماعات مع قادة حركة الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية وحزب الشعب، للتشاور معهم واطلاعهم على ما تم التوصل إليه بشأن الحكومة والمصالحة. الامارات اليوم