الأربعاء 28 مايو 2014 08:52 مساءً قائد دربان كل شهداء الجنوب الثائر أسمائهم موشمه في الذاكرة الجنوبية الجمعية لا يستثنى شهيد عن شهيد ، مقامهم على درجة واحدة من الرفعة والعزة والشموخ .. منهم نتزوَّد العزم والإصرار للسير في الطريق الذي اختطوه بدمائهم الزكيَّة حتى نبلغ يوم استقلالنا المجيد . واحد من هؤلاء الشهداء العظام الشهيد العقيد / علي أحمد عبادي العكيمي من أبناء حمادة الأزارق م/ الضالع الذي سقط بطلقات دوشكا أوباش الاحتلال المرابطين في منطقة سناح صباح يوم أمس 27مايو دون أي ذنب أقترفه إلا لأنه ضابط جنوبي أستعصى عليهم ترويضه كما يشتهوا ويرغبوا .. لقد كان الشهيد العكيمي جسوراً لا يبالي بالتهديد والوعيد مؤمناً بقناعته المبدئية تجاه وطنه الجنوب ، وتحمَّل من اجل ذلك كل تعسفاتهم القذرة والتي استهدفت إقصائه وتركينه وحرمانه من حقوقه إلا من معاش ضئيل جداً لا يوازي رتبته العسكرية الرفيعة ولا يلبي طلبات عيش أسرته ، فأضطر مجبرا ان يعمل في بقالة متواضعة في منطقة سناح ليسد القليل من احتياجاته الضرورية .. وهنا اقتنص رعاديد الاحتلال الفرصة ليقتلوه بسلاح الدوشكا ، فألتحق الشهيد العقيد / علي أحمد عبادي العكيمي بركب شهداء الجنوب عليهم رحمة الله أجمعين . للحقيقة أقول ان دافع تناولي لهذا الشهيد بهذه الأسطر القليلة ليس مكمنه معرفتي الشخصية له وإنما لخصاله الفاضلة التي عرفت عنها الشيء الكثير وعلى مدى زمن ليس بقصير له فيه بصمات رائعة أخلاقيا وسلوكياً ، فكل الذين عايشوه وزاملوه كان خبر وقع استشهاده يفوق الحزن نفسه فلقد بُهت البعض والبعض تلعثم وتحجَّرت الدموع في مآقيه ، والبعض الآخر استقطرت من عيونه دموع غزيرة ، ولا أخفي بأني واحد ممن تحجَّرت دموعهم فلم أجد طريقة لذرف الدموع إلا بالقلم الذي خبرته كخير معين لي في هذا الظرف وفي ظروف سابقة حرجة عهدتها . ان شهدائنا الذين يقدمون ارواحهم من اجل هذا الوطن الغالي بقدر ما يمثل فقداننا لهم خسارة فادحة فإنهم في الوقت ذاته هم الذين يمدوننا بقوة العزم على مواصلة النضال واجتراح المآثر البطولية لبلوغ الهدف المعمد بدمائهم الطاهرة . هكذا هو تاريخ الشعوب الثائرة على المحتلين في جميع أصقاع الأرض ، فكلما ازداد عدد شهدائها يتشامخ عنفوانها أكثر فأكثر ويكون بلوغ يوم الاستقلال أمر حتمي ، ونقول لهذا المحتل الذي أسرف كثيراً في قتل أبنائنا لعلَّه يخمد ثورتنا الجنوبية لك أن تتمعن في ثورة ارض المليون شهيد ، فهل أثنت الجزائر بارتفاع عدد شهدائها إلى المليون أم إنها ازدادت قوة وبأس وإصرار على طرد الغزاة الفرنسيين ؟! عدن الغد