رغم أن الفكرة السائدة أن المستعمرين الإيطاليين هم بناة مدينة أسمرة عاصمة إريتيريا، إلا أن الواقع يقول غير ذلك، حيث يعود تاريخها لأكثر من 700 سنة خلت . ويقال إن هناك أربع قبائل عاشت على هضبة كيبيسا . ولعبت نساء هذه القبائل دوراً مهماً في توحيدها واتخذت اسم "أسمرة" لتعني هذا الحدث الكبير بلغة التغرنا الوطنية الأريترية . وهزمت هذه القبائل الموحدة العصابات التي كانت تعيث فسادا بالهضبة . وفي أعقاب النصر أطلق على المدينة اسم جديد وهو آربيتا أسمرة وهي تعني حرفيا بلغة التغرينا "اتحاد الأربعة"، ومع مرور الزمن نسبت كلمة آربيتا وأصبح يطلق على المدينة أسمرة، على الرغم من أن بعض المناطق لاتزال تطلق على المدينة آربيتا أسمرة . وتقول بعض الأساطير إن هذه المنطقة شهدت مولد ابن ملكة سبأ سليمان ومنليك الأول . تم اختيار أسمرة عاصمة للهضبة في العهد الاستعماري الإيطالي العام 1897 . ولذلك فلاتزال المدينة تحمل الكثير من ملامح عمران الهندسة المعمارية الإيطالية، وتقع أسمرة على ارتفاع 2350 متراً عن سطح البحر . وعلى نقيض بقية البلدات الإريترية لم تتعرض لأي نوع من الدمار . فهي بعد احتلال إثيوبي دام نحو ثلاثين سنة تعرضت للإهمال، ولكنها لاتزال تحتفظ بجمالها الاستثنائي بعد أن تم تحريرها وباتت خاضعة للحكم الوطني في العام ،1991 حيث بدأت فيها حركة تطوير واسعة طاولت البنية التحتية وترميم المباني وإعادة طلائها . ويبدأ صباح أسمرة بالأذان من المسجد الرئيس في المدينة بينما تقرع أجراس الكنائس في تعايش فريد لأبناء الديانتين السماويتين . وتوصف أسمرة بأنها المدينة الوادعة الأكثر أماناً في أية مدينة إفريقية . وتتسم شوارعها بالامتداد على خط واحد تزينها مئات أشجار النخيل على الجانبين وتنتشر على امتداد شوارعها المحال التجارية التي تبيع شتى أنواع البضائع من ملابس وغيرها، وتشتهر الشوارع أيضاً بالمقاهي والمطاعم التي تُذكِّر الزائر بالجنوب الإيطالي . والزائر الذي يزور شوارعها يتأكد أن المدينة ترفل بأثواب الجمال وتتمتع بالهدوء والنشاط وكرم وود أهلها الذين يحتضنون أي غريب عن المدينة .، ويحلو في المدينة التقاط الصور والتجول في كل ركن من أركانها، ولذلك تعد المدينة موقعاً سياحياً واعداً في السنوات القليلة المقبلة . المتاحف ونوادي الفنون تزخر مدينة أسمرة بالمتاحف والمعارض الفنية الدائمة وهنا أيضاً تقام الأعمال الفنية المسرحية، وتقع بجوار أحد النوادي الفنية مطعم صغير يقع على قطعة فنية من نوع آخر وهي حديقة أحسنت زراعتها . وتنتشر في كل مكان اليافطات التي تساعد السياح على ارتياد المطاعم والمواقع الشهيرة في المدينة، من دون أن يلقى السائح أي عناء في البحث عن الأماكن التي تروي رغبته في التعرف إلى كل ما للمدينة من تفاصيل . ويقع المتحف الوطني قبالة فندق السلام . وتتضمن المعروضات أعمالاً فنية واللقى التي تم الحصول عليها من موقع أدوليس الأثري . ويطلب من الزوار ترك حقائبهم عند مدخل المتحف . كما أن التقاط الصور للتحف الفنية محظور بقوة القانون . ويسبر موقع سيمبل الأثري غور الماضي السحيق لإريتريا ما بين 800 سنة قبل الميلاد و400 سنة قبل الميلاد . وهو موقع يلقى رعاية ممتازة وهو أشبه بقرية أثرية ضخمة . ويمكن وصول الزوار لهذا الموقع الأثري على متن وسائط نقل متعددة فهناك الحافلات، ويمكن المشي إليها على امتداد طرق ترابية فضلاً عن إمكان استخدام سيارات الأجرة، وعند السير على طريق المطار يشاهد الزائر فندق أسمرة الدولي الفاخر . وتتوافر في المنطقة حدائق وشلالات يكتنفها سكان المدينة خاصة العائلات لالتقاط الصور . وعند التجوال في المدينة يلفت الزائر كثرة الجداريات وهي لوحات فنية رسمت على الجدران ومعظمها يضم لوحات تعكس تذوق الفنانين للفن المعاصر . وفي شارع هارنيت يقع مقهى "أسمرة الحلوة" الذي يزين جدرانه بأربع لوحات فنية . كما تضم أسمرة خدمة عربات الكابل المعلقة والسكة الحديد . فنادق أسمرة وتضم أسمرة شتى أنواع الفنادق والمطاعم ويمكن للزائر ارتيادها بأسعار زهيدة جداً . ويحاول العاملون في شتى هذه المرافق السياحية إكرام وفادة الضيوف من السياح، وطبقا لتجارب السياح فإنه من المحال جداً أن ترى كرماً وحسن ضيافة كما يتلقاها أي زائر للمدينة . ويفضل الحجز مقدماً . وتفرض بعض الفنادق ضرائب 10% على المبيعات والخدمة، وهي مدونة في العادة في مكتب الاستقبال، كما تتغير الاسعار تبعاً للضغط على الفندق وطبقاً للمواسم السياحية، كما يحصل السياح على تخفيضات في حال مجيئهم على شكل مجموعات إلى الفنادق . ويعد فندق قصر أسمرة الواقع على طريق المطار من أحدث الفنادق، حيث تم تشييده في العام 1999 على أحدث الطرز، وبنيت الحمامات بالرخام، ويحتوي الفندق على قاعات مؤتمرات ومحال تجارية وحمام للسباحة ومرابع للعب التنس، فضلاً عن توفر مرافق لرياضة الرشاقة والرياضات المختلفة . ويعد فندق "ذا كارين" من أقدم الفنادق أسمرة، حيث تأسس في العام 1899 ويشتهر باسم "البيرغو إيطاليا"، وخضع لعمليات ترميم واسعة وأعيد افتتاحه في العام 2005 وتراوح الأسعار ما بين ال 180 دولاراً حتى ال 80 دولاراً . ويحتوي الفندق كل أصناف الراحة والترفيه . ويستخدم محليا العملة الاريتيرية الوطنية وهي النقفة (الدولار = 15 نقفة) . وهناك العديد من الفنادق الممتازة مثل "صن شاين هوتل"، ويبادر العاملون في الفندق الزوار بعبارة فيه الكثير من الأدب والكياسة "نشعر بالفخر لدعوتك لتناول الطعام في مطعمنا الفاخر الذي يحتوي على وجبات محلية وعالمية" .