تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، بزيادة الدعم الأميركي للمعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل في وقت واحد نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصفه بالوحشي، ومسلحين متطرفين مرتبطين ب«القاعدة»، مع مواصلة تصعيد الضغط مع حلفائه الأوروبيين والعالم العربي من أجل حل سياسي لهذه الأزمة، ووعد بزيادة الدعم لبلدان الجوار التي تستضيف ملايين اللاجئين السوريين، قائلاً إن التهديد الرئيسي للولايات المتحدة يأتي من مجموعات مرتبطة ب«القاعدة»، واعتبر أن بلاده لا تعتمد على القوة العسكرية في الشؤون الدولية، ما يشكل «الاستراتيجية ساذجة وغير مستدامة» لتسوية النزاعات. كما دعا أوباما إلى تخصيص 5 مليارات دولار لدعم شركاء بلاده في القتال ضد الإرهاب، معتبراً في خطاب ألقاه بأكاديمية وست بونت العسكرية، الكونجرس إلى دعم مثل هذه المبادرة «التي ستسمح لنا بتدريب وبناء القدرات في الدول الشريكة على خط المواجهة» في القتال ضد الجماعات الإرهابية. جاء ذلك بعد ساعات من تأكيد البيت الأبيض أمس أنه يعتزم زيادة الدعم للمعارضة السورية «المعتدلة» وسط معلومات عن خطط الإدارة الأميركية ببدء تدريب المسلحين المعتدلي المناهضين لنظام الأسد، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» التي تحدثت عن اعتزام الرئيس أوباما السماح لقواته بتدريب مقاتلي الجيش الحر «من أجل التصدي لتصاعد نفوذ المتطرفين المرتبطين ب«القاعدة» بهذا البلد المضطرب. وفيما حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف واشنطن من «تكرار أخطاء الماضي»، في إشارة إلى خططها لتوسيع مساعداتها للمعارضة السورية المسلحة وتدريب عناصرها، قائلاً في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأرجنتيني إيكتور تيميرمان أمس، إن بلاده قلقة من إجراءات دعم المعارضة السورية التي قد تتضمن الأنظمة الصاروخية ذاتية الحركة المضادة للطائرات، ذكرت صحيفة «كومرسانت» الروسية نقلًا عن مصدر حكومي في ختام زيارة وفد روسي إلى دمشق، أن موسكوا ستمنح النظام السوري مساعدة بقيمة 240 مليون يورو خلال 2014، بموجب اتفاق تم إبرامه فعلاً وذلك لمواجهة ما أسمته «المشاكل الاجتماعية» في البلاد المضطربة. في الأثناء، كشفت تقارير إخبارية أمس، عن أن كتائب المعارضة السورية تسلمت بالفعل صواريخ فرنسية مضادة للطائرات، واصفة هذا التطور بأنه «خطوة كبيرة نحو تغيير ميزان القوى على الأرض». مع ذلك، أبدى الأخضر الإبراهيمي المستقيل من منصب المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن سوريا والذي تنتهي مهمته بعد غد السبت، تفاؤلًا حذراً بشأن حل الأزمة المتفاقمة رغم أن «الآفاق ليست مشجعة»، قائلاً على هامش الاجتماع الوزاري ال 17 لحركة عدم الانحياز بالجزائر أمس، «الأمل ما زال موجوداً لتجاوز الأزمة، إلا أنه في الوقت الحاضر الآفاق ليست مشجعة». وقال الرئيس الأميركي في خطاب ألقاه بأكاديمية وست بونت العسكرية في ولاية نيويورك أمس «سأعمل مع الكونجرس لزيادة الدعم لهؤلاء في المعارضة السورية الذين يقدمون أفضل بديل من الإرهابيين والديكتاتور الوحشي» في إشارة إلى الأسد. كما شدد على أنه سيواصل إلى جانب حلفائه في أوروبا والعالم العربي الضغط من أجل حل سياسي لهذه الأزمة المحتدمة منذ أكثر من 3 سنوات. وأضاف «بقدر ما يبدو الأمر محبطاً، ليس هناك جواب سهل، ولا حل عسكرياً يمكن أن يوقف المعاناة في مستقبل قريب». وأضاف بقوله «كرئيس اتخذت قراراً بعدم إرسال قوات أميركية إلى هذه الحرب الأهلية واعتقد أنه كان القرار الصائب. لكن هذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نساعد الشعب السوري في النضال ضد ديكتاتور يقصف شعبه ويجوعه». وأشار إلى أن مساعدة المعارضة المسلحة «المعتدلة» تتيح للولايات المتحدة كذلك «تقليص عدد المتطرفين الذين يجدون ملاذاً وسط الفوضى». كما طلب أوباما من الدول المجاورة لسوريا (الأردن ولبنان وتركيا والعراق) التي تأوي ملايين اللاجئين السوريين، بذل مزيد من الجهود، متعهداً بزيادة الدعم إليها. وتقتصر المساعدة الرسمية الأميركية للمعارضة السورية منذ بدء النزاع وحتى الآن، على مساعدة بمعدات «غير قاتلة» بقيمة 287 مليون دولار. ولكن صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلت أمس الأول، أن أوباما يستعد للسماح لوزارة الدفاع «البنتاجونً بتدريب معارضين سوريين معتدلين، ما يعكس مخاوف البيت الأبيض من ازدياد قوة المتشددين المرتبطين ب«القاعدة» في ساحة المعركة. وأضاف أوباما في تصريحات معدة سلفاً «سنكثف جهودنا لدعم جيران سوريا بما في ذلك الأردن ولبنان وتركيا والعراق لأنهم يستضيفون لاجئين ويواجهون إرهابيين يعملون عبر الحدود». وقال «اليوم ادعو الكونجرس إلى الدفاع عن اقتراح تشكيل صندوق شراكة جديدة لمكافحة الإرهاب يصل إلى 5 مليارات دولار». وأوضح أن «هذه الموارد ستعطينا المرونة اللازمة لإنجاز مختلف المهام بما في ذلك تدريب قوات الأمن في اليمن التي باتت تحارب (القاعدة) ودعم قوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام في الصومال والعمل مع الحلفاء الأوروبيين لتدريب قوات أمن وشرطة حدود عملانية في ليبيا ومساعدة العمليات العسكرية الفرنسية في مالي». وحذر الرئيس الأميركي من «تسرع» الولاياتالمتحدة في خوض حروب خارجية قائلاً إن «مثل هذه الاستراتيجية ساذجة وغير مستدامة»، مشيراً إلى أن «الحل العسكري» ليس بالضرورة الوحيد لحل كل المشاكل. وقال اوباما أمام كوادر الأكاديمية «إن بعض أخطائنا الأكثر كلفة منذ الحرب العالمية الثانية ليست ناتجة عن امتناعنا بل عن ارادتنا للمشاركة في مغامرات عسكرية من دون التفكير بالنتائج». وتابع «على أميركا دائماً أن تقود على الساحة الدولية. إذا لم نفعل ذلك، لا أحد سيفعله. الجيش..هو وسيبقى دائماً العمود الفقري لهذه القيادة». وأوضح أوباما أن «تدخلًا عسكرياً أميركيا لا يمكن أن يكون العنصر الوحيد.. أو حتى الأول في قيادتنا في أي ظرف كان». ... المزيد الاتحاد الاماراتية