فاطمة عطفة (أبوظبي) استضافت صالة الأنشطة الفنية بمنارة السعديات، مساء أمس الأول الخميس، من تنظيم بيت العود العربي التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، حفلاً فنياً للثلاثي اليوناني، ماريا فاسولاكي، وجورجس جياناداكيس، وجورجس مانولاكيس قائد الفرقة، وهو من أفضل العازفين على آلة البزق في اليونان حالياً. ويعتبر هذا الثلاثي من أمهر العازفين الشباب المتميزين الذين قدموا مقاطع من الموسيقى اليونانية الكلاسيكية والمعاصرة بإيقاعاتها وأنغامها الرائعة، مستخدمين المقامات العربية، بما يرسخ موقع اليونان كجسر بين الثقافتين العربية والغربية. بدأت السهرة بعزف منفرد للفنان جياناداكيس على آلة الربابة «البوزوكي اليونانية»، ثم شاركه قائد الفرقة مانولاكيس بالعزف على آلة العود اليوناني، بينما كانت ماريا تداعب «الطبلة» مقدمة إيقاعات ناعمة رائعة، لتواصل الفرقة عزفها الجماعي لمدة 15 دقيقة. وكانت المقطوعة الثانية عزفاً منفرداً أداه مانولاكيس على العود بنغمات متموجة امتزجت بمقاطع غنائية بصوت عذب أطرب الجمهور الجميل. وانتقل العازفون معاً لأداء مقطوعة موسيقية بإيقاعات سريعة، حيث اندمجت ألحان الآلات الثلاث بتناغم مدهش في غاية الدقة والانسجام بالحركة معاً، وكأنها آلة واحدة استمرت بالعزف عشر دقائق، تلقاها الجمهور بإعجاب شديد عبر عنه بموجة من التصفيق. وكانت الفقرة التالية غنائية بدأها قائد الفرقة بصوته العذب، ثم شاركه العازفان فاسولاكي وجياناداكيس بالعزف والغناء في أداء جماعي متميز لحناً وصوتاً. ومن المعزوفات والأغاني التي قدمت في هذه الأمسية الموسيقية الجميلة، مقطوعة «ظل الليل»، «مادوسا»، و«عيناك»، إضافة إلى معزوفات ومقاطع غنائية أخرى من الفن اليوناني العريق. وقبل بداية الأمسية التقت «الاتحاد» الفنانين الثلاثة، حيث عبروا في هذا اللقاء عن سعادتهم بزيارة أبوظبي للمرة الأولى، حيث قال جورجس مانولاكيس: «هذه أول مرة نقدم موسيقى يونانية في عاصمة الإمارات، وأنا أشعر بسعادة غامرة لاهتمام المنظمين والجمهور بالفن اليوناني». وأضاف أن التواصل بين الشعب اليوناني وشعب الإمارات، من خلال الموسيقى والغناء يزيد المعرفة والمحبة، والاطلاع المتبادل على ثقافة شعوب المنطقة. وعبرت الفنانة ماريا فاسولاكي عن سرورها بالمشاركة في هذه الحفلة الفنية، وشكرها للجهة التي نظمتها، وزاد من سعادتها بهذه الزيارة أنها أتاحت لها التعرف إلى بعض معالم أبوظبي العمرانية الحديثة، إضافة إلى أنها لمست اهتمام العاصمة الكبير بفنون وثقافات الشعوب في العالم. وختم الفنان جورجس جياناداكس اللقاء، معبراً عن سعادته بأن يقدم في أبوظبي ألواناً من الموسيقى والغناء اليوناني، خاصة أنه مطلع على بعض الغناء العربي، ويرجو أن يستمر هذا التواصل الفني لأنه أساس التعارف والتفاهم وبناء جسور المحبة بين الشعوب. يشار إلى أن بيت العود العربي التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة يقيم حفلة في نهاية كل شهر، واحدة في منارة السعديات في أبوظبي، وحفلة ثانية بمركز القطارة للفنون بمدينة العين، وهذه الحفلات تعكس أهمية التبادل الثقافي بين الشرق والغرب، وتلقي مزيداً من الضوء على ثقافة الشعوب وتأثيرات الموسيقى العربية في الحضارة الغربية. الاتحاد الاماراتية