- بقلم / قائد دربان كل شهداء الجنوب الثائر أسمائهم موشَّمة في الذاكرة الجنوبية الجمعية لايستثنى شهيد عن شهيد ، مقامهم على درجة واحدة من الرفعة والعزة والشموخ .. منهم نتزوَّد العزم والإصرار للسير في الطريق الذي أختطُّوه بدمائهم الزكيَّة حتى نبلغ يوم إستقلالنا المجيد . واحد من هؤلاء الشهداء العظام الشهيد العقيد / علي أحمد عبادي العكيمي من أبناء حمادة الأزارق م/ الضالع الذي سقط بطلقات دوشكا أوباش الإحتلال المرابطين في منطقة سناح صباح يوم 27مايو الماضي دون أي ذنب أقترفه إلا لأنه ضابط جنوبي أستعصى عليهم ترويضه كما يشتهوا ويرغبوا .. لقد كان الشهيد العكيمي جسوراً لايبالي بالتهديد والوعيد مؤمناً بقناعته المبدئية تجاه وطنه الجنوب ، وتحمَّل من إجل ذلك كل تعسفاتهم القذرة والتي أستهدفت إقصائه وتركينه وحرمانه من حقوقه إلا من معاش ضئيل جداً لايوازي رتبته العسكرية الرفيعة ولا يلبي طلبات عيش أسرته ، فأضطر مجبرا ان يعمل في بقالة متواضعة في منطقة سناح ليسد القليل من احتياجاته الظرورية .. وهنا اقتنص رعاديد الإحتلال الفرصة ليقتلوه بسلاح الدوشكا ، فألتحق الشهيد العقيد / علي أحمد عبادي العكيمي بركب شهداء الجنوب عليهم رحمة الله أجمعين . للحقيقة أقول ان دافع تناولي لهذا الشهيد بهذه الأسطر القليلة ليس مكمنه معرفتي الشخصية له وإنما لخصاله الفاضلة التي عرفت عنها الشيء الكثير وعلى مدى زمن ليس بقصير له فيه بصمات رائعة إخلاقياً وسلوكياً ، فكل الذين عايشوه وزاملوه كان خبر وقع إستشهاده يفوق الحزن نفسه فلقد بُهت البعض والبعض تلعثم وتحجَّرت الدموع في مآقيه ، والبعض الآخر أستقطرت من عيونه دموع غزيرة ، ولا أخفي بأني واحد ممن تحجَّرت دموعهم فلم أجد طريقة لذرف الدموع إلا بالقلم الذي خبرته كخير معين لي في هذا الظرف وفي ظروف سابقة حرجة عهدتها . ان شهدائنا الذين يقدمون ارواحهم من اجل هذا الوطن الغالي بقدر مايمثل فقداننا لهم خسارة فادحة فإنهم في الوقت ذاته هم الذين يمدوننا بقوة العزم على مواصلة النضال وإجتراح المآثر البطولية لبلوغ الهدف المعمد بدمائهم الطاهرة . هكذا هو تاريخ الشعوب الثائرة على المحتلين في جميع أصقاع الأرض ، فكلما إزداد عدد شهدائها يتشامخ عنفوانها أكثر فأكثر ويكون بلوغ يوم الإستقلال أمر حتمي ، ونقول لهذا المحتل الهمجي الذي أسرف كثيراً في قتل أبنائنا لعلَّه يخمد ثورتنا الجنوبية لك أن تتمعن في ثورة ارض المليون شهيد ، فهل أنثنت الجزائر بإرتفاع عدد شهدائها إلى المليون أم إنها إزدادت قوة وبأس وإصرار على طرد الغزاة الفرنسيين ؟! عدن اوبزيرفر