القدس المحتلة - وكالات: اقتحم الحاخام المتطرف "يهودا غليك" برفقة مجموعة من المستوطنين صباح أمس المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، وسط حراسة مشدّدة من شرطة الاحتلال الخاصّة. وقال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني إن المتطرّف "غليك" اقتحم برفقة مجموعة من المستوطنين صباحًا المسجد الأقصى، وتجوّل في أنحاء متفرقة من باحاته بحماية شرطة الاحتلال، ومن ثم خرج من باب السلسلة، موضحًا أن هذا الاقتحام تزامن مع اقتحام 65 عنصرًا من مخابرات الاحتلال للأقصى، لافتًا إلى أن عدد المستوطنين المقتحمين وصل حتى اللحظة إلى 31 مستوطنًا، دنسوا باحات المسجد. وأشار إلى تواجد مكثف لطالبات وطلاب مصاطب العلم والمصلين في باحات الأقصى، والذين تصدوا لتلك الاقتحامات بالتكبير والتهليل، مبينًا أن قوات الاحتلال المتمركزة على الأبواب شدّدت من إجراءاتها بحق الداخلين إليه، واحتجزت عددًا من البطاقات الشخصيّة. وأدان الكسواني اقتحام "غليك" للأقصى وما يقوم به المتطرّفون من جولات استفزازيّة في باحاته، معتبرًا أن هذا يأتي ضمن تبادل الأدوار ما بين المستوطنين والحكومة الإسرائيليّة، وهو بمثابة اعتداء على الأقصى وتدنيس له، ويهدف للتضييق على المسلمين فيه. وكان قائد شرطة الاحتلال في القدسالمحتلة أصدر نهاية مارس الماضي قرارًا يقضي بمنع "يهودا غليك" من دخول المسجد الأقصى لمدّة أربعة أشهر. من جانب آخر، بدأت منظمات إسرائيلية بتوزيع منشورات ومواد ترويعية بالقدسالمحتلة تدعو لهدم المسجد الأقصى ومصلياته وبناء الهيكل المزعوم مكانه. وفي الوقت ذاته، بدأت منظمات الهيكل الترويج إلى صورة ستطبعها وتوزّعها قريبًا تحمل صورة الهيكل مكان قبة الصخرة، وأجهزة بناء، وقد كتب على المطبوعة "نبيني الهيكل، تحذير: هنا نبني". وتُدل هذه الدعوات - وفق شخصيات مقدسية - على مستوى الخطر الذي وصل إليه المسجد الأقصى، مما يستوجب تحركًا فلسطينيًا وإسلاميًا وعربيًا جادًا وحقيقيًا وبأسرع وقت ممكن لإنقاذه قبل فوات الأوان. وتأتي الدعوات المتطرفة - وفق نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل كمال الخطيب - ضمن هجمة إسرائيليّة غير مسبوقة تستهدف الأقصى، في ظل وجود شبه إجماع ما بين الطيف الديني والسياسي الإسرائيلي على ضرورة بناء الهيكل المزعوم مكانه. ويوضح الخطيب أن هذه الدعوات وما يتبعها من قوانين معروضة على الكنيست لمناقشتها وإقرارها، وخاصة قانون تشريع دخول لليهود للأقصى في كافة الأوقات، كلها تعطي صورة قاتمة وصعبة للمرحلة القادمة، والتي ستكون مرحلة خطيرة للغاية. ويصف الحديث عن هدم المصليات وبناء الهيكل" بالوقاحة والصلف"، وأن هذا يعني هدم قبة الصخرة والجامع القبلي المسقوف والمصلى المرواني. جريدة الراية القطرية