أعلنت مصادر طبية أن 20 شخصاً قتلوا وأصيب حوالي ،70 أمس، عندما اندلعت اشتباكات بين الجيش الليبي وقوات لواء سابق من جانب، وبين إسلاميين متشددين من جانب آخر، في مدينة بنغازي كبرى مدن شرقي البلاد، وتلقت قوات الجيش دعماً من طائرات هليكوبتر قتالية تابعة لقوات مؤيدة للواء السابق خليفة حفتر، وقال أطباء إن 20 شخصاً على الأقل قتلوا و67 أصيبوا في بنغازي وحدها، وذكرت مصادر طبية أن تقارير أفادت أن حوالي 18 أصيبوا في مدينة المرج شرقي بنغازي حيث اندلع قتال هناك أيضاً . وقال سكان إن جماعة "أنصار الشريعة" المتشددة هاجمت معسكراً للقوات الخاصة التابعة للجيش، ما أدى إلى اندلاع قتال في عدة مناطق بالمدينة الساحلية، وانضمت قوات حفتر للمعركة الدائرة في مناطق سكنية، في حين ظل السكان المذعورون داخل منازلهم، وأغلقت المدارس والجامعات، وشوهدت القوات الخاصة تحرك تعزيزات إلى منطقة القتال، وقالت مديرة مكتب الإعلام في مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث فاديا البرغثي إن "المستشفى استقبل تسعة قتلى بينهم ستة عسكريين وخمسة عشر جريحاً معظمهم من العسكريين وبينهم مدنيون" . وقال مدير مكتب الإعلام في مركز بنغازي الطبي خليل قويدر إن "المركز تلقى جثث سبعة قتلى بينهم اثنان مدنيان إضافة إلى أحد عشر جريحاً إصاباتهم متفاوتة الخطورة"، وأضاف أنه "من بين القتلى المدنيين امرأة أصيبت بطلق مضاد للطيران في بيتها بمنطقة الكيش، ونجل مدير مركز بنغازي الطبي فتحي الجهاني الذي قتل جراء إصابته بشظايا قذيفة صاروخية سقطت على منزله" . وقال العقيد طيار سعد الورفلي آمر قاعدة بنينا الجوية إن "اشتباكات عنيفة جرت بين الجيش ومجموعات من كتائب الثوار السابقين من ذوي التوجه الإسلامي في محيط معسكر الكتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة قاريونس جانب الجامعة وسط مدينة بنغازي" . وأوضح أن "قوات من كتيبة شهداء 17 فبراير وسرايا راف الله السحاتي إضافة إلى تنظيم أنصار الشريعة وقوات درع ليبيا هاجمت في الساعات الأولى من الصباح مقر الكتيبة 21 وحاصرت الجنود وقصفتهم بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، ما خلف عدداً من القتلى والجرحى" . وقال الورفلي إن "مقاتلات قاعدة بنينا وقاعدة طبرق الجوية نفذت ضربات قاصمة ضد الإرهابيين"، وأكد "ضرورة ابتعاد المدنيين والسكان من المناطق الساخنة فور وقوع الاشتباكات" . وحسب شهود فإن بعض العائلات علقت في حي سيدي فريج غربي المدينة، أحد معاقل "أنصار الشريعة"، ودعا محمد الحجازي المتحدث باسم قوات حفتر السكان إلى مغادرة مناطق القتال . وقالت مصادر عسكرية إن "أرتالاً عسكرية خرجت من المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة باتجاه مواقع الاشتباكات"، لكن كتيبة "شهداء 17 فبراير" نفت أي تورط في المعارك . من جهتها، قالت تونس والمغرب في بيان مشترك إنهما تدعمان حواراً وطنياً لحل الأزمة في ليبيا وإنهما تضعان كامل خبراتهما للمساعدة في بناء المؤسسات بالدولة العضو في الاتحاد المغاربي، وأصدر البلدان بياناً مشتركاً في أعقاب الزيارة التي قام بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى تونس، أعربا فيه عن "الانشغال البالغ بالأحداث الأخيرة وتداعياتها على أمن واستقرار هذا البلد الشقيق ودول الجوار"، وأكدا "ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة يحقن دماء الأشقاء الليبيين"، عبر إجراء حوار وطني يجمع مختلف الأطياف السياسية الليبية للتوصل إلى حل توافق . ووصل إلى القاهرة وفد وزاري ليبي يضم وزراء الصحة والثقافة والمواصلات والنقل قادمين على طائرة خاصة من طرابلس بشكل مفاجئ في زيارة تستغرق يومين، وقالت مصادر مطلعة "سيلتقي الوفد خلال زيارته كبار المسؤولين والشخصيات المصرية لبحث التطورات الأخيرة في ليبيا والمساعدة في هدوء الأوضاع وتحقيق المصالحة بين كل الأطراف" . (وكالات) الخليج الامارتية