ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات المسلحة الإثنين، في مدينة بنغازي شرقي ليبيا بين قوات موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، ومسلحي تنظيم “أنصار الشريعة” الليبي إلى 17 قتيلا و27 جريحا بينهم مدنيون، بحسب مصادر طبية، بينما توقفت الاشتباكات مع سماع دوي انفجارات بشكل متقطع. وفي تصريح لوكالة الأناضول، قالت مديرة مكتب الإعلام بمستشفى “الجلاء للحوادث” في بنغازي، فاديا البرغثي، إن “المستشفى استقبل حتى الساعة (11:30 تغ) جثث 9 قتلى و15 مصابا من العسكريين، جراء الاشتباكات الواقعة في المدينة بمنطقة طابلينو ومحيط منطقة قاريونس″. وأضافت “البرغثي” أن “بين الجرحى المتواجدين بالمستشفى، مدنيان، تم إدخالهما إلى غرفة العناية الفائقة، لخطورة إصابتيهما، بينما صنفت بقية الإصابات بين متوسطة وطفيفة”. وفي اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، قال مدير مكتب الإعلام بمستشفى “بنغازي الطبي”، خليل قويدر، إن “المستشفى استقبل جثامين سبعة قتلى آخرين جراء الاشتباكات التي وقعت اليوم إضافة إلى 11 جريح حالتهم متفاوتة الخطورة”، وأشار إلى أن “جميعهم من العسكريين”. فيما استقبل مستشفى الهواري في بنغازي قتيلا وجريحا من المدنيين جراء سقوط إحدى القذائف على منزلهم القريب من مكان الاشتباكات، بحسب تصريح في وقت سابق اليوم لمدير مكتب الإعلام بالمستشفى، هاني العريبي. وأفاد مراسل الأناضول في المدينة أن “الاشتباكات توقفت في هذه الأثناء، بينما لا يزال يسمع دوي انفجارات بشكل متقطع من حين لآخر لم تحدد مصادره بعد”. وتجددت في بنغازي فجر اليوم الإثنين، الاشتباكات المسلحة بين قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، ومسلحي تنظيم “أنصار الشريعة”، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، فيما شوهد تحليق للطيران الحربي الذي قصف مواقع بالمدينة، بحسب مسؤول أمني بالمدينة ومراسل الأناضول. وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال مسؤول أمني بالمدينة إن “أصوات الاشتباكات التي تدور منذ الساعة 05:00 تغ، في مدينة بنغازي سببها هجوم مسلحين تابعين لتنظيم أنصار الشريعة مدعومين بعناصر من بعض كتائب الثوار على معسكر 21 صاعقة (كتيبة شهداء الزاوية التابعة للقوات الخاصة بالجيش الليبي) بمنطقة طابلينو الذي أعلن انضمامه في وقت سابق لقوات اللواء حفتر”. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري، بشأن الاشتباكات وتصريحات المسؤول الأمني، من السلطات الليبية أو تنظيم “أنصار الشريعة” حتى 11:30 تغ. ويذكر أن تنظيم “أنصار الشريعة” جماعة تنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية منذ أن تأسست بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في أكتوبر/ تشرين الأول 2011. ويُعرف عن هذا التنظيم أو الكتيبة أو الجماعة المحسوبة على “التيار الجهادي” أنها “تجمع عسكري يضم مقاتلين ثوريين شاركوا في الإطاحة بحكم العقيد الراحل معمر القذافي تحت لواء كتيبة “راف الله السحاتي” التي انفصل عنها محمد الزهاوي الجهادي السابق بأفغانستان وعضو الجماعة الليبية الاسلامية المقاتلة في منتصف مايو/ أيار من العام الماضي ليؤسس ما عرف ب”جماعة أنصار الشريعة”. ولا يعترف التنظيم بالدولة ولم ينضم تحت رئاسة أركان الجيش الليبي كغيره من الكتائب، وأدرجت الولاياتالمتحدة نهاية العام الماضي بعض قادة التنظيم ضمن قوائم المطلوبين لديها. وقبل أكثر من أسبوعين، دشن حفتر “عملية الكرامة” ضد مسلحين يقول إنهم “إرهابيون مرتبطون برئاسة الأركان الليبية”، في مدينة بنغازي (شرق)، ما أدى إلى اشتباكات أسفرت عن سقوط 80 قتيلا على الأقل. واعتبرت أطراف حكومية تحركه “انقلابا على شرعية الدولة”، ومحاولة لإفشال ثورة 17 فبراير/ شباط 2011 التي أطاحت بنظام معمر القذافي.