وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما، إثر لقائه أمس الرئيس الأوكراني المنتخب بيترو بوروشنكو على هامش احتفالات بولندا بمرور 25 سنة على تنظيمها أول انتخابات ديموقراطية، كييف بدعم «يستمر سنوات»، مندداً ب «عدوان روسيا غير المقبول في أوكرانيا وتكتيكها الظلامي المرفوض في القرن ال21». لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون محور كل اللقاءات التي ستعقد على هامش احتفالات الذكرى ال70 لإنزال الحلفاء في منطقة النورماندي الفرنسية غداً، وأهمها مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، ما يثبت صعوبة عزل الغرب لموسكو بسبب تدخلها في أوكرانيا. (للمزيد) واستبعد الكرملين لقاء بوتين نظيره الأميركي في النورماندي، ولفت إلى أن الرئيس الروسي «لا يمانع في عقد لقاء، ولا يعتقد بأن أوباما يرفض الحديث معه، على رغم سياسة واشنطن العدوانية تجاهنا. والخيار مفتوح أمام الرئيس الأميركي»، علماً بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيلتقي نظيره الأميركي جون كيري في باريس اليوم لمناقشة أزمة أوكرانيا. ومع استمرار المعارك العنيفة شرق أوكرانيا، وحديث القوات الحكومية عن سقوط حوالى 300 انفصالي موالٍ لروسيا في بلدة سلافيانسك ومحيطها خلال الساعات ال24 الأخيرة، دعا بوتين كييف إلى «حوار ليس بأسلحة ودبابات وطائرات»، نافياً صحة اتهامات أميركية بوجود خبراء عسكريين روس في شرق أوكرانيا. كما شدد بوتين على أهمية «عدم السماح بتحويل أزمة أوكرانيا موجة حرب باردة جديدة». ووصف أوباما في وارسو انتخاب بوروشنكو رئيساً لأوكرانيا بأنه «خيار رشيد»، وأعلن أنه اطّلع منه على خطة الرئيس المنتخب لإعادة الهدوء إلى أوكرانيا وتعزيز نموها الاقتصادي وتقليل اعتمادها على روسيا في مجال الطاقة، مشيراً إلى أن واشنطن ستزيد مساعدتها الجيش الأوكراني على صعيد المعدات العسكرية غير الفتاكة، خصوصاً تجهيزات للرؤية الليلية. وشكر بوروشنكو، الذي تحدث بالإنكليزية، أوباما على «دعمه الثابت ذي الأهمية الكبيرة»، علماً بأن الرئيس الأميركي اعتبر في خطاب ألقاه بمناسبة ذكرى أول انتخابات حرة في بولندا، أن «نضال هذا البلد الطويل ضد الاحتلال والطغاة انعكس في معركة أوكرانيا، التي أظهرت أن الحرية لا تزال مهددة وغير مضمونة، لذا ستظل دولنا الحرة متحدة للرد على استفزازات روسية بعزلة إضافية وكلفة أكبر». وحرص أوباما أيضاً على تقديم ضمانات أمنية لدول الحلف الأطلسي (ناتو) التي تشعر بأنها مهددة بسبب تحركات روسيا في أوكرانيا، وكرر بأن «المادة الخامسة من ميثاق الحلف ترغمه على الدفاع عن أي دولة تتعرض لهجوم، ما يعني أن بولندا وأستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا لن تكون وحيدة». ولاحقاً، وصل أوباما إلى بروكسيل للمشاركة في قمة مجموعة السبع الذي ستطغى عليها أزمة أوكرانيا والعلاقات مع روسيا. وبعد يومين على فشل روسيا في تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن لفتح ممرات إنسانية شرق أوكرانيا، تراجعت موسكو عن طرح مشروع في المجلس لإقامة مناطق حظر جوي في هذه المنطقة، «لأن المبادرة لن تحظى بدعم الغرب»، لكنها أكدت أن مهمتها الأساسية تتمثل في وقف تصعيد العنف شرق أوكرانيا. موقع قناة عدن لايف