بقلم/قاسم صالح ناجي في رحاب عدن الشموخ، وفي شارع مدرم البطولة (المعلا) كان الجنوبيين الأحرار مع ملحمة تاريخية ثورية جديدة، ملحمة أسطورية نادرة في تاريخ شعب الجنوب المعاصر ... أنها الملحمة ( 13) المليونية العظيمة ، الذي انتفض فيها شعبنا ليحيي الذكرى ( 20) لإعلان فك الارتباط، باحتفالاته ومهرجاناته ومسيراته الحاشدة الذي شهدها شارع الشهيد مدرم بالمعلا، وكأنها موجه تاريخية تعود لتجمع الجنوبيين بقلوب عامرة على قضية وهدف ومصير واحد ، كما اجتمعوا في مراحل تاريخية وكفاحية صعبة ومريرة من الاحتلال البريطاني. نرى العشق الجنوني في عيون الشباب والأطفال والنساء والرجال، وهم يرسمون لوحه مضيئة يحيون فيها النبض الوطني الجنوبي ، وروح التصالح والتسامح، يحلمون بشموخ الجبال التي تعني العلو والصمود، لا الهزيمة والانكسار ... يحلمون بالغد الذي سيأتي حتما بالانتصار لجنوب جديد حر مستقل كامل السيادة . فمع عشية وصبيحة 21مايو 2014م بدأت الاحتفائيه تتظفر بين مليونية الحشود النوعية التي تقاطرت من كل قرى ومدن ومحافظات الجنوب وأعالي جبالها ، التقى فيها قلب وجسد الجنوب الواحد.. وتعانقت فيها روح الهوية الجنوبية الواحدة، امتزجت فيها رائحة العرق الزكية المنبعثة من جباة أحرار الجنوب الجبارين وحرائرها الجبارات.. حشود من كفاءات ومهارات وثقافات إبداعية تلونت بمنابت المبدعين والمثقفين والأكاديميين ، والإعلاميين والسياسيين ورجال الدين والاساتذه والطلاب ، والأدباء والكتاب، والقضاة والمحاميين والدبلوماسيين والنقابيين والمهندسين والطيارين والعسكريين وكل فئات وشرائح المجتمع الجنوبي ، وتنوعت مشاركتهم بتنوع مشاربهم ليعلنوا في هذا اليوم المجيد عن ولادة جنوبية تلاحميه جديدة ، يفخر بها كل الجنوبيين، وتتمتع بها كل عين عابره تراها ... المشهد لم يكن سهلا ، رجالأ ونساء في منتهى الشيخوخة يصرون على الوصول الى شارع المليونية مهما بلغت معاناة السفر .. وهذا يأتي بكل اسرتة غير عابى بتصاريف الأقدار .. وهذاك يحمل طفله الرضيع على متن ظهره .. شارع المليونية يكتظ بالمشاركين تحت الشمس الحارقة .. ويغطي سماء الاحتفال إعلام دولة الجنوب ، وصور الشهداء واللافتات المعبرة ، باللغة العربية والانجليزية... بحماس زأرت حناجرهم وضجت إرجاء الشارع بالهتافات والشعارات الثورية الحماسية المطالبة بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة ، كما عبرت بالرفض والمقاومة لمخرجات الحوار اليمني وكل المشاريع التي لا تلبي حق شعب الجنوب في استعادة هويته ودولته المستقلة ، وترنمت تلك الحناجر مع إشارة علامة النصر . بحب الوطن ومدى قدرة شعب الجنوب على الصمود والتضحية ومقاومته المحتل ... فلا يمكن لأحد ان يدعي انه يكتب كل ما حدث، فكل ما يكتبه هو جزء مما عايشه وشاهده .. ومن في الحدث لايرى كل الصور .. ولكن يرى في حدود رؤيته وقدرة نظرة والتفاصيل كثيرة والمساحة لا تكفي.. لاشك ان هذا النضج الذي تفجر في هذه الاحتفائيه المليونية. عدن فري