اجتمع قادة مجموعة الدول السبع الكبرى أمس في بروكسل لبحث ملفات أساسية تشكل تحدياً على دول المجموعة التي التأمت من دون روسيا على خلفية الأزمة في أوكرانيا، وسط تصعيد كبير في لهجة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي ندد ب«عدوان» روسيا في أوكرانيا واصفاً تكتيكها ب«الظلامي»، فيما فاجأ ملف المتطرفين الذين يقاتلون في سوريا ويحملون جنسيات أوروبية في فرض نفسه على أجندة دول المجموعة لدرجة بات ينافس الملف الأوكراني، ومن المقرر أن يعقد اليوم اجتماع خاص لبحث هذا الملف. وأعلن رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتنظيم «اجتماع تنسيقي» حول مساعدة أوكرانيا في مطلع يوليو المقبل قبل «مؤتمر دولي» للمانحين في نهاية العام. وقال باروزو في مؤتمر صحافي قبيل افتتاح قمة مجموعة السبع التي بدأت أمس في بروكسل وتطغى عليها أزمة أوكرانيا: «ينبغي أن ننسق الرد الدولي». وأضاف: «نحن مستعدون لتنظيم اجتماع تنسيقي». وتضم الدول السبع كلاً من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا واليابان. «عدوان» روسيا وندد الرئيس الأميركي باراك اوباما بسياسات و«عدوان» روسيا في أوكرانيا واصفا تكتيكها ب«الظلامي» بعدما وعد كييف ورئيسها المنتخب بترو بوروشنكو اثر لقائه معه في وارسو، بدعم يستمر لسنوات. وقال اوباما في خطاب ألقاه في مناسبة الذكرى ال25 لأول انتخابات حرة في بولندا قبل توجهه إلى بروكسل للمشاركة في اجتماع مجموعة السبع: «لن نقبل باحتلال روسيا للقرم أو انتهاكاتها لسيادة أوكرانيا». وأضاف اوباما أن «نضال بولندا الطويل ضد الاحتلال والطغاة انعكس في معركة أوكرانيا بعد ربع قرن والتي أظهرت أن الحرية لاتزال مهددة وغير مضمونة بشكل تلقائي». وقال اوباما في الاحتفالات التي حضرها 40 رئيس دولة أو حكومة من الخارج: إن «دولنا الحرة ستبقى متحدة لكي يترتب على استفزازات روسية اخرى عزلة اضافية وكلفة على روسيا». واضاف: «هذا لأنه بعد خسارة أرواح وجهود كبرى لتوحيد اوروبا، كيف يمكن ان نسمح لتكتيكات ظلامية كانت سائدة في القرن العشرين أن تعتمد في هذا القرن الجديد». ملف المتطرفين إلا أن ملفا جديداً، غير معارك أوكرانيا والموقف من روسيا، فرض نفسه على أجندة مجموعة الدول السبع، وهو ملف المتطرفين العائدين من سوريا. وقالت مصادر دبلوماسية إن قادة السبع سيعملون على «خطة تحرك مشتركة» في مواجهة التهديد الذي يشكله المقاتلون الأجانب العائدون من معسكرات الجهاديين في سوريا. وأوضح مصدر دبلوماسي بريطاني أن القادة «سيحاولون التفاهم» على حل لهذه المشكلة التي تعني دولا عدة داخل المجموعة. وأضاف المصدر نفسه أن المشاورات تهدف إلى «عرض الوسائل والخبرات» لدى الدول وبحث ما يمكن القيام به على صعيد «التعاون مع البلدان المحاذية لسوريا ومراقبة تمويل الإرهاب». ويرتدي هذا الملف أولوية بعد اعتقال المتهم بإطلاق النار داخل المتحف اليهودي في بروكسل، وهو فرنسي جهادي سبق أن زار سوريا. كذلك، سيعقد وزراء داخلية دول المجموعة اجتماع عمل في لوكسبورغ اليوم مخصصا لهذا الملف. وأعلن المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف أن «اكثر من 200 أوروبي توجهوا أو يريدون التوجه إلى سوريا للقتال فيها»، علما بأن قضاء شنغن أوقف عمليات المراقبة المنهجية للحدود الداخلية والتي كانت تتيح ملاحقة أكبر للمواطنين الأوروبيين الذين قد يشكلون خطرا.معارك طاحنة يعقد اجتماع مجموعة الدول السبع في وقت تتفاقم المعارك أوكرانيا، حيث خاضت القوات الحكومية اشتباكات مع الانفصاليين واستخدمت المدفعية والأسلحة الآلية داخل بلدة سلافيانسك وفي محيطها مما أجبر كثيرا من السكان المذعورين على الفرار. وقالت الحكومة: إن أكثر من 300 مقاتل من الانفصاليين لقوا حتفهم أول من أمس في «عملية مكافحة الإرهاب» المركزة على البلدة وهي معقل للانفصاليين وتتمتع بموقع استراتيجي. البيان الاماراتية