بحث وزير الخارجية المصري نبيل فهمي مع مبعوث الولاياتالمتحدة إلى ليبيا السفير ديفيد ساترفيلد ومبعوث الأمين العام لجامعة الدول العربية لدى ليبيا ناصر القدوة تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي في بيان أمس إن «الوزير فهمي شدد خلال اللقاء على ضرورة التنسيق الكامل والتشاور المسبق من جانب المجتمع الدولي مع دول الجوار الجغرافي بشأن الأوضاع في ليبيا». وذكر أن فهمي أكد أن «مبدأ التنسيق يأتي باعتبار أن السلطات الليبية لها الدور الرئيسي في تحقيق الاستقرار السياسي والأمني وتمكينها من فرض سيطرتها على الأوضاع خاصة أن ما يحدث هناك يؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي لدول الجوار ومن بينها مصر». وقال إن الوزير فهمي عرض بشكل مفصل لعناصر الموقف المصري تجاه الوضع في ليبيا والقلق الشديد إزاء تصاعد العنف والتطرف والعنف هناك وضرورة التصدي للإرهاب ونبذ العنف وجمع السلاح وأهمية الاحتكام للحوار والوقوف الى جانب إرادة الشعب الليبي والحفاظ على وحدة ترابه الوطني والتعاون المشترك لضبط الحدود بين ليبيا وجيرانها. وذكر أن اللقاء تطرق كذلك لمستقبل العلاقات المصرية - الأميركية وأهمية أن تستند هذه العلاقات إلى مبادئ راسخة وواضحة في مقدمتها الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من البلدين. وفي ذات السياق قال عبدالعاطي «إن القدوة نقل للوزير فهمي نتائج الاتصالات التي أجراها مع الدول العربية ودول الجوار لليبيا بعد الاجتماعين التشاوريين لوزراء خارجية دول الجوار اللذين عقدا في الجزائر على هامش أعمال الاجتماع الوزاري السابع لدول أعضاء حركة عدم الانحياز». وأضاف أن الوزير فهمي أعرب عن قلق مصر البالغ من تصاعد وتيرة التطرف والعنف في ليبيا وانتشار الأسلحة في أيدي جماعات خارجة عن إطار الحكومة الليبية مجدداً التأكيد أن مصر سوف تبذل قصارى جهدها للحفاظ على وحدة ليبيا. وذكر أن فهمي أوضح للقدوة أن دول الجوار الليبي تعاني وستستمر في المعاناة في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه أو في حالة تدهوره مشددا على ضرورة وضع خطة عمل تتضمن اتخاذ خطوات لضبط الحدود وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني.وأوضح المتحدث أن الوزير فهمي أكد أهمية الاجتماع القادم لدول الجوار المقرر عقده خلال صيف هذا العام حول الأمن في ليبيا وضبط الحدود وأهمية تقديم الدعم الكامل لمبعوث أمين عام جامعة الدول العربية للاضطلاع بمهمته والمساهمة في تسوية الأزمة المتفاقمة في ليبيا. من جانب آخر، أكد رئيس الحكومة الليبية السابق علي زيدان أنه عائد إلى ليبيا للقيام بواجبه الوطني في الدفاع عن ليبيا في «هذه اللحظة الفارقة من تاريخ البلاد»، حسب تعبيره. وأكد زيدان في مقابلة مع صحيفة «المغرب» التونسية أنه يدعم عملية الكرامة التي يقودها اللواء خليفة حفتر، مشيراً إلى أن «هذا التحرك ليس مرتبطاً بشخص معين، لكن جاء بناء على تحرك شعبي عام تطور بسبب وجود اللواء خليفة حفتر كعسكري لديه من الحزم ما لم يتوافر لغيره في الظرف الراهن». وبيّن زيدان أن حفتر «ليس سياسياً ولن يحكم ليبيا بل هو يقود مهمة ضد الإرهاب وضد الجماعات المتشددة، لذلك أصبح مشروعاً وطنياً». وشدد زيدان الذي كان يتحدث من مدريد على أن «بعض الجهات والأحزاب داخل المؤتمر الوطني العام على غرار جماعة الإخوان المسلمين وحزب العدالة والبناء، تدعم التطرف والجماعات المتطرفة بالمال». ولم يخفِ زيدان في نهاية المقابلة أمله في أن تتجاوز ليبيا الأزمة الراهنة، إلا أن الثمن سيكون باهظاً، حسب تعبيره. من جانب آخر، اعتبر مفتي ليبيا الدكتور الصادق الغرياني في برنامج «الإسلام والحياة» الذي بثته «قناة الوطنية» أمس الأول «أن من ينضم إلى اللواء خليفة حفتر ويموت معه، يخشى أن يموت ميتة جاهلية، وكل من يقاتله ويموت فهو شهيد، وفي سبيل الله». وقال الغرياني في البرنامج الذي تشرف عليه وترعاه دار الإفتاء «هذا الكلام منشور وموجود على موقع دار الإفتاء وإننا اليوم نزيده تأكيداً، ونبينه ونقرره، ونقول للناس الذين يقاتلون مع «حفتر» إنكم بغاة خارجون عن طاعة ولي الأمر الواجبة طاعته شرعاً، وإنكم تقاتلون الناس ظلماً، وعلى الناس أن يقاتلونكم جميعاً لأنكم بغاة». وشنَّ سلاح الجو التابع للجيش الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر القائد السابق للقوات البرية الليبية غارة جوية استهدفت أحد مخازن الأسلحة في منطقة قنفودة ببنغازي أمس الأول. وأكَّد مصدرٌ عسكري رفيع المستوى بغرفة قيادة الجيش الليبي لعملية الكرامة ل«بوابة الوسط» الالكترونية الليبية أنَّ المخزن الذي استُهْدف تابع لآمر قوة درع «ليبيا 1» وسام بن حميد. وقال المصدر إنَّ الاستهداف كان لمخزن مليء بالذخائر والأسلحة وبعض السيارات المُسلحة. وأضاف أن سلاح الجو سيستهدف بقية مخازن الأسلحة، والأوكار التي يتحصَّن بها المتطرِّفون، متابعا «هي هدف شرعي بالنسبة لقواتنا». (القاهرة ، تونس ، طرابلس - وكالات) الاتحاد الاماراتية