قصفت القوات العراقية مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش في الموصل وتكريت، وتحدثت تقارير عن اشتباكات شمالي بغداد، إضافة إلى اشتباكات بين قوات البيشمركة مع مقاتلي التنظيم في جلولاء ومناطق قريبة من تكريت، في حين أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انطلاق عملية لاسترداد المدن التي انسحب منها الجيش ، عقب دعوة المرجع الديني علي السيستاني لحمل السلاح، إلى جانب قوات الأمن لمقارعة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام، وتوقعت منظمات دولية وقوع أزمة إنسانية كبرى بعد معلومات عن 500 ألف نازح من نينوى قد يطول أمدها، في وقت استبعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما إرسال قوات برية للعراق وتحدث في المقابل عن خيارات مختلفة، ودعا القادة العراقيين لتجاوز خلافاتهم الطائفية، وأعلنت "البنتاغون" عن إرسال حاملة الطائرات "جورج واشنطن" إلى المنطقة، كما رفضت الخارجية الأمريكية أي تنسيق مع الحكومة الإيرانية وقالت وزارة الدفاع إنه لا يستطيع تأكيد وجود قوات خاصة إيرانية داخل العراق . وقالت وزارة الداخلية العراقية إنها وضعت خطة جديدة لحماية بغداد وتكثيف الانتشار الأمني فيها وتنشيط للعمل الاستخباري ورفع معنويات الجنود . من جانبه، أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انطلاق عملية "تطهير" المدن التي يسيطر عليها "الإرهابيون"، مؤكداً أن القوات العراقية استعادت المبادرة . واعتبر أن العراق يتعرض لمؤامرة كبرى تستهدف وجوده وتسعى لجعله قاعدة للتكفير والكراهية "والإرهاب" . من جانبه، دعا المرجع الديني علي السيستاني إلى حمل السلاح والثبات في مواجهة الإرهابيين . وحذرت منظمات تابعة للأمم المتحدة من أن العراق على حافة أزمة إنسانية كبرى، مشيرة إلى أن نصف مليون شخص على الأقل فروا من الموصل بعد اجتياحها . وكان المتحدث باسم مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل، أكد أن عدد الذين قتلوا في الأيام الأخيرة بعدما اجتاح مقاتلو داعش مدينة الموصل ربما يصل إلى المئات . وأبدى المتحدث قلقه إزاء تقارير عن تجاوزات الحكومة في العراق ومنها قصف ربما أسفر عن مقتل30 مدنياً . وتحدثت مصادر عسكرية، مساء أمس، أن الجيش العراقي حرر منطقة الضلوعية بالكامل، كما قتل المدعو صقر الناصري القائد الشرعي لداعش في تنظيم تكريت . وأشارت المصادر إلى أن اشتباكات عنيفة وقعت ليلاً في منطقة المشاهدة شمالي بغداد بين الجيش والعشائر من جهة ومسلحي داعش حيث تم تدمير 5 عربات للمسلحين ومقتل عدد منهم، وشاركت مروحيات في المعارك . وفي واشنطن، أكد الرئيس باراك أوباما أنه لن يرسل قوات برية إلى العراق، لكنه سيبحث خيارات مختلفة أخرى "في الأيام المقبلة" . وقال أوباما إنه طلب إعداد مجموعة من الخيارات لدعم قوات الأمن العراقية . لكنه حذر من أنه يجب عدم انتظار عمل أمريكي "بين ليلة وضحاها"، وأن عملية القرار والتخطيط لتحرك ما، أياً كان، تتطلب "أياماً عدة" . وأضاف أوباما "من دون جهود سياسية سيكون الفشل مصير أي عمل عسكري"، داعياً مرة أخرى إلى حوار حقيقي بين المسؤولين المعتدلين السنة والشيعة . وقال: "للأسف، المسؤولون العراقيون عاجزون عن تجاوز ريبتهم وخلافاتهم، وهذا ما جعل الحكومة والقوات الأمنية ضعيفة" . ورداً على سؤال عن مخاوف محتملة إزاء الإنتاج النفطي، أشار أوباما إلى أنه لم يسجل حتى الآن "أي اضطراب كبير" . وأضاف "إذا كان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قادراً على السيطرة على مصاف كبيرة، فذلك قد يصبح مصدر قلق" . وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة لا تتحدث مع إيران بشان الأزمة في العراق، بعدما طلبت الحكومة الإيرانية التنسيق مع الولايات المتحدة بشأن الوضع في العراق . وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها لا تستطيع تأكيد تقارير إعلامية مفادها وجود قوات خاصة إيرانية تعمل داخل العراق . وكشفت مصادر أمريكية لشبكة "سي إن إن" الإخبارية أمس الجمعة، أن وزارة الدفاع "البنتاغون" أمرت بنشر إحدى حاملات الطائرات في مياه الخليج، بالقرب من السواحل الجنوبية للعراق، تحسباً لعمليات عسكرية محتملة الهدف منها مساعدة الحكومة العراقية . وقال مسؤول أمريكي رفيع إن حاملة الطائرات "جورج واشنطن" "غادرت بالفعل مكان تمركزها في شمالي بحر العرب، في طريقها إلى الخليج . وتهدف الخطوة فيما يبدو إلى منح الرئيس أوباما فرصة لدراسة الخيارات المحتملة كافة، إذا ما قرر التدخل عسكرياً في التطورات الراهنة في العراق، أو توجيه ضربات جوية إلى التنظيم المتشدد، الذي يسيطر مقاتلوه على مناطق واسعة في شمالي العراق . ولا يعني نشر حاملة الطائرات بالقرب من السواحل العراقية أن الضربات الجوية أصبحت وشيكة، أو أن الرئيس أوباما اتخذ قراراً بالفعل بالتدخل عسكرياً، وإنما لضمان جاهزية المقاتلات المتواجدة على متن الحاملة لأي قرارات محتملة حال صدورها . كما أشار مسؤولون أمريكيون إلى أنه من المحتمل، إذا ما قرر أوباما توجيه ضربات عسكرية لمسلحي "داعش"، استخدام صواريخ "توماهوك"، المزودة بها عدد من السفن الأمريكية التي تنتشر في الوقت الراهن في البحر المتوسط، إلا أن هناك بعض العقبات التي قد تحول دون ذلك . الخليج الامارتية