أكدت المملكة العربية السعودية أن الإرهاب هو أخطر التحديات التي تواجه المجتمع الدولي في الوقت الراهن، مؤكدة أن محاربته لم تعد شأناً محلياً بل هي هدف للمجتمع الدولي بأسره . وأعرب المندوب الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي في كلمة ألقاها الليلة قبل الماضية أمام الجمعية العامة ال68 حول المراجعة الرابعة للاستراتيجية العالمية للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، عن أسف بلاده العميق حيال الأحداث الأليمة التي تجري في العراق، وكذلك للعملية الإرهابية التي حدثت في باكستان، متمنياً أن تجعل هذه الأحداث الأليمة المجتمع الدولي أكثر إصراراً واتحاداً في مواجهة ظاهرة الإرهاب العالمي . وأوضح المعلمي "أن المملكة عانت الإرهاب واتخذت العديد من التدابير اللازمة لمحاربته على جميع المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، مع العمل على تنفيذ أحكام القانون الدولي، والقرارات الدولية . وقال إن بلاده ترى أن الانضمام إلى الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالإرهاب يجب أن يلازمه صدق النوايا، مشيراً إلى أن ظواهر الإرهاب في تطور وانتشار دائم، وأن أهم وأخطر هذه الظواهر ظاهرة الإرهابيين الفرادى، وظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب . وأضاف أن المملكة ولمواجهة هذه الظواهر المشار إليها كانت من أولى الدول التي تعاملت مع هذه القضية من الزاوية التشريعية والأمنية وذلك عن طريق إصدار القوانين واللوائح التي تجرم من يقوم بالسفر خارج البلاد للمشاركة في أعمال إرهابية في أي من أقطار الأرض وكذلك من يحرض على ذلك ولو من بعيد أو من يمول أو يتستر على ذلك . وبيّن أن المملكة، وعلى الصعيد الإقليمي والدولي تعمل بجدية من خلال رئاستها للمجلس الاستشاري لمركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، مطالباً بدعم أعمال المركز ليس فقط بالمال بل بالخبرات . وذكر المعلمي أن الأحداث الإرهابية المؤسفة التي شهدها العالم العام الماضي والمآسي التي شهدها خلال الأيام القليلة الماضية تدل بوضوح على أن التركيز على الحل الأمني لا يحل المشكلة، مشيراً إلى أن الركيزة الأولى للاستراتيجية الأممية لمكافحة الإرهاب التي تتناول العوامل المؤدية إلى ظهور الإرهاب وانتشاره هي ما يجب التركيز عليه . وجدد تأكيد أن إرساء العدالة وإزالة الظلم واستتباب سيادة القانون والتنمية والتعليم والحوار والقضاء على الاحتلال، هي أقوى الوسائل للقضاء على جذور تلك المشكلة . وقال إن إدانة الإرهاب بكل صوره وأشكاله لابد أن تشمل إرهاب الدولة الممنهج الذي يمارس علناً ضد المدنيين العزل . وشدد على أهمية التوافق حول تعريف ظاهرة الإرهاب، مكرراً المطالبة بعدم غض الطرف عن إرهاب الدولة ضد مواطنيها، وارتكاب أبشع أنواع الجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب واستخدام أبشع أنواع الإذلال والمهانة لإرهابهم وإرعابهم . وقال: إن التصرفات الإجرامية التي تقوم بها الدولة ضد شعبها هي التي تتسبب بإيجاد بؤر تتسع يوماً بعد يوم يرتع فيها الإرهابيون والمرتزقة وهو الأمر الذي أكدت المملكة مراراً وتكراراً خطورته كونه أحد الأسباب المهمة وربما أهمها على الإطلاق في الوقت الحالي لنشر الإرهاب ليس فقط في المنطقة بل في العالم أجمع" . "وام" الخليج الامارتية