أوقفت روسيا أمس الاثنين إمدادات الغاز إلى أوكرانيا بعد فشل مفاوضات اللحظة الأخيرة في إنهاء الخلاف بشأن الديون الذي يهدد بعرقلة الإمدادات إلى أوروبا للمرة الثالثة في خلال عقد من الزمن، واحتل الانفصاليون مبنى البنك المركزي في دونيتسك، وأعلنت كييف عن مقتل 50 انفصالياً، وهددت بإغلاق الحدود مع روسيا الأسبوع المقبل . وقال عملاق النفط الروسي غازبروم إنه نقل أوكرانيا إلى نظام الدفع المسبق، في خطوة توقف فعلياً كافة الشحنات لأن كييف لم تحول أي أموال إلى موسكو لقاء شحنات غاز مستقبلية . وأوضح المتحدث باسم غازبروم سيرغي كوبرانوف أن شركة نفط وغاز أوكرانيا "ستتلقى الغاز بالحجم الذي تدفع ثمنه . ولم يدفع أي شيء لذلك لا شيء" سيسلم . وقال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أمس الاثنين إن الموقف غير البناء للقيادة في كييف يؤثر سلبياً بشدة على الاقتصاد الأوكراني . وأكد استعداد موسكو لإجراء المزيد من المفاوضات، مطالباً كييف أولاً بتسديد ديونها لروسيا . وندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ب"غطرسة" كييف التي "ترفض أي تسوية معقولة" ما يفسر بحسب قوله بتدخل "دولة ثالثة" . ووصف رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسنيوك وقف الإمدادات بأنه "مرحلة أخرى من الاعتداء الروسي على الدولة الأوكرانية" . وقال وزير الطاقة الأوكراني يوري برودان في اجتماع حكومي "لقد أبلغنا بأن إمدادات الغاز إلى أوكرانيا أوقفت، ويتم فقط إرسال الكميات المطلوبة للوصول إلى دول أوروبية" مضيفاً أن أوكرانيا "ستضمن إمدادات الغاز المرسلة إلى أوروبا" . وقالت غازبروم إنها أبلغت أوروبا بشأن اضطرابات محتملة في شحنات الغاز ولجأت إلى هيئة التحكيم الدولية في ستوكهولم لاستيفاء ديون غاز بمبلغ 5 .4 مليار دولار (3 .3 مليار يورو) . وكانت كييف رفعت دعوى ضد غازبروم لدى المحكمة نفسها في ستوكهولم لاستعادة دفعة زائدة تقدر بستة مليارات يورو (4 .4 مليارات يورو) . ويقول المحللون إن لدى أوكرانيا ما يكفي من الغاز لأشهر الصيف وبأنه من غير المرجح استمرار توقف الإمدادات حتى بدء فصل الشتاء . وتحصل أوكرانيا على نصف إمداداتها من الغاز من روسيا ويعبر في أراضيها 15 في المئة من الوقود المستهلك في أوروبا، ما دفع المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة غونتر اوتينغر الاثنين إلى التدخل بشكل عاجل لحل الخلاف . وقال أوتينغر أن المشكلات بالنسبة إلى أوروبا لن تبدأ على الأرجح قبل أن تستهلك أوكرانيا احتياطيها من الغاز . وقال في فيينا "إذا بدأت أوكرانيا تسحب من الاحتياطي "فسنواجه مشكلة في حال كان الشتاء قاسياً" . ودعا رئيس المفوضية الأوروبية خوزيه مانويل باروسو الاثنين روسياوأوكرانيا إلى "بذل جهد" من أجل التوصل إلى اتفاق واستئناف شحنات الغاز بين البلدين،وبذل جهد والالتزام" لما "فيه مصداقيتهما" . وتعرضت كييف لضربة أخرى الاثنين عندما احتل انفصاليون موالون لروسيا مسلحون ببنادق الكلاشنيكوف مبنى البنك المركزي في دونيتسك، كبرى مدن منطقة شرق أوكرانيا، في مسعى للسيطرة على أمواله . ويهدد هجوم المتمردين بحرمان كييف من السيطرة على أموال هذه المنطقة الصناعية الحيوية . وقال الكسندر ماتيوشين أحد المسلحين وهو يرتدي لباساً عسكرياً وسترة واقية من الرصاص أمام المبنى الذي خرج منه موظفو المصرف لوكالة فرانس برس، "إن اجتماعاً يعقد حالياً لاخضاع البنك المركزي ووزارة الضرائب والخزانة لجمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد . وأضاف "لا نريد بعد الآن دفع ضرائب إلى كييف، بل نريد الاحتفاظ بها لنا" . وأعلن القائم بأعمال وزير الدفاع الأوكراني ميخائيل كوفال أن بلاده ستغلق حدودها مع روسيا خلال الأسبوع المقبل . وتعهد بأنه في الأيام القليلة المقبلة سيبسط الجيش وحرس الحدود الأوكراني السيطرة الكاملة على حدود البلاد مع روسيا لإنشاء "منطقة عازلة" هناك من خلال استرجاع أجزاء من الحدود من سيطرة قوات الدفاع الشعبي التابعة لأنصار استقلال مناطق جنوب شرق أوكرانيا . وأعلنت السلطات الأوكرانية أمس مقتل نحو 50 من "عناصر الدفاع الشعبي" الذين يقاتلون النظام في شرق البلاد خلال 24 ساعة . وأشارت إلى إصابة 150 آخرين بجروح . وكانت قيادة جمهورية لوغانسك الانفصالية في شرق أوكرانيا أعلنت الأحد مقتل أكثر من 100 شخص من المدنيين، وعناصر الدفاع الشعبي، نتيجة عملية القوات الأوكرانية خلال اليومين الماضيين . وأعلن مدير إدارة السياسة الإعلامية في مقاطعة روستوف الروسية سيرغي تيورين، أن أكثر من 70 ألف لاجئ أوكراني وصلوا خلال الشهر الأخير إلى المقاطعة وبقوا في الأراضي الروسية . (وكالات) الخليج الامارتية