– متابعات:حذّرت مصادر دبلوماسية غربية من أن الوضع في العراق يتجه نحو السيناريو السوري خاصة في ظل تلويح إيران بالتدخل المباشر لحماية المراقد الشيعية وحديث في أوساط حزب الله اللبناني عن حشد الآلاف من جنوده استعدادا لأوامر بالالتحاق بالعراق. وقالت المصادر إن دولا أوروبية تتحرك في مختلف الاتجاهات لمنع أي تدخل خارجي أميركي أو إيراني في العراق خوفا من أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع منسوب الكراهية في المنطقة ما يشجع جماعات جهادية على الالتحاق بالعراق كما هو الأمر في سوريا. وذكرت أن هذه الدول تتبنى خيار تشكيل حكومة وفاق وطني لحل الأزمة مثلما جاء في مواقف دول خليجية. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني تعهد أمس بحماية المراقد الشيعية المقدسة في العراق، قائلا إن الأمة الإيرانية الكبيرة لن تتردد في حماية المراقد المقدسة". وأشار خبراء عسكريون إلى أن دعوة روحاني إلى التورط في الحرب ستحول الصراع من "حرب أهلية" إلى صراع إقليمي على شاكلة ما جرى في سوريا، حيث فشل أي طرف من الأطراف في تحقيق نصر حاسم ودفعت البلاد فاتورة باهظة من حيث ارتفاع أعداد القتلى والجرحى والنازحين. وحذّر الخبراء من أن تدخل إيران في العراق، مثل تدخلها في سوريا، سيعطي مسوغا طائفيا لوجودها العسكري ما يغذي الخطاب الطائفي المقابل الذي ترفعه جماعات سنية متشددة ويجعلها تكسب المزيد من المتطوعين للقتال، ويوسع دائرة تأثيرها من سوريا إلى العراق. وكشف هؤلاء الخبراء أن طهران ساهمت في ما وصل إليه العراق من احتقان طائفي من خلال مساندتها للأحزاب الدينية، فضلا عن تدخلها الاستخباري المباشر في البلاد استنادا إلى تقارير عن إدارة الجنرال قاسمي سليماني، مسؤول فيلق القدس، المواجهة حاليا مع ثوار العشائر. وتزداد المخاوف من نتائج البعد الطائفي للصراع في ظل تقارير تؤكد عودة مئات من العناصر التابعة لميليشيات شيعية (عصائب الحق، لواء أبو الفضل العباس) من سوريا للقتال بالعراق، وحديث متزايد عن رغبة حزب الله في إرسال مقاتلين إلى العراق. وقالت أوساط مقربة من حزب الله الشيعي في لبنان إن أوامر عليا صدرت لقياداته بالاستعداد لتكرار السيناريو السوري في العراق، وإن القيادات الميدانية للحزب بدأت بالتجهز لذلك من خلال الزج بمئات من الشباب الملتحقين حديثا بتدريبات الحزب. وكشفت الأوساط أن الاستعدادات للالتحاق بالعراق تجري على قدم وساق رغم معارضة قيادات وسطى داخل الحزب ووجود ما يشبه جبهة الرفض لدى منتسبيه لمنع تكرار تورط جديد يزيد من متاعب الحزب ليس فقط موضوع ارتفاع قائمة القتلى والجرحى وإنما ما يهم تراجع شعبية التنظيم وسقوط شعاراته عن المقاومة والبعد الوطني بعد أن بدا بشكل جلي للجمهور اللبناني والعربي أن الحزب يتلقى أوامره مباشرة من طهران. إلى ذلك، قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس إن الأوضاع المتردية في العراق توحي "بحرب أهلية" واسعة ستكون تداعياتها خطيرة على المنطقة. وحملت السعودية المالكي الاثنين المسؤولية عن الأزمة مشيرة إلى ما أسمته سنوات من "السياسات الطائفية والإقصائية" لحكومته تجاه الأقلية السنية في البلاد. من جانبها، استدعت الإمارات سفيرها في بغداد للتشاور في ظل الاحداث الاخيرة، معربة عن بالغ قلقها من استمرار السياسات الإقصائية والطائفية والمهمشة لمكونات أساسية من الشعب العراقي. وأكد بيان لوزارة خارجيتها أن الإمارات ترى أن الطريق الوحيد لإنقاذ العراق والحفاظ على وحدته الاقليمية واستقراره هو في تبني مقاربة وحل وطني توافقي يجمع ولا يقصي. براقش نت