تستقبل منظمات الأممالمتحدة اليوم العالمي للاجئين هذا العام ومأساة اللاجئين السوريين على قائمة اهتماماتها لما تمثله من تحد فاق إمكاناتها، بل وتجاوز أيضاً كل ما سبقها من مآس إنسانية في تاريخ البشرية المعاصر . وفي حين مالت الكثير من المنظمات الأممية إلى التذكير بضرورة حث الرأي العام الدولي على التبرع دعماً لهؤلاء الذين فقدوا كل شيء، بما في ذلك القدرة على الأمل في مستقبل قد يكون أفضل من الحاضر، فإن البعض الآخر من المنظمات اختار تقديم شيء عملي لهؤلاء اللاجئين . وأعلنت وكالة "يوروستات" أن اللاجئين السوريين يشكلون ربع من حصلوا على اللجوء السياسي في الدول ال28 للاتحاد الأوروبي، متقدمين بذلك على الأفغان والأفارقة . وقال المكتب الأوروبي للإحصاءات، أمس الخميس، إنه من أصل خمسين ألف سوري فروا من بلادهم إلى الاتحاد الأوروبي العام الفائت، حصل 35 ألفاً و800 شخص على وضع الحماية . وبذلك، يشكل السوريون 26 في المئة من 135 ألفاً و700 طالب لجوء منحهم الاتحاد الأوروبي الحماية، علماً بأن النزاع السوري تسبب بأسوأ أزمة لاجئين منذ الإبادة في رواندا مع نحو ثلاثة ملايين سوري غادروا بلادهم . وازداد عدد السوريين الذين استقبلهم الاتحاد الأوروبي بنحو الضعف مقارنة بالعام ،2012 وتم استقبال ستين في المئة منهم في السويد (12 ألفاً) وألمانيا (9600) . وأعلنت ألمانيا الأسبوع الفائت أنها ستستقبل عشرين ألف سوري يشكلون ضعف العدد المتوقع حتى الآن . وفي مؤشر على تفاقم أزمة اللاجئين، كشف وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس، أن الحكومة اللبنانية ابلغت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين رسمياً، أمس الخميس، بعدم قبولها بعد الآن بدخول نازحين سوريين جدد إلى لبنان إلا إذا كان النزوح بسبب المعارك في مناطق كبيرة من سوريا . وأضاف درباس، الذي يتولى ملف النازحين السوريين في لبنان، كما أبلغتها أن من يغادر الأراضي اللبنانية إلى سوريا يكون قد أسقط عن نفسه صفة اللاجئ المعرّف عنها بالمادة الأولى من اتفاقية جنيف للعام 1951 . وجاء الموقف اللبناني بعد اجتماع ترأسه، أمس الخميس، رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، وضم الوزراء اللبنانيين المعنيين بملف النازحين والمفوض السامي في الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس وممثلة المفوضية في لبنان نينت كيلي . من جهته قال غوتيروس: إن الشعب اللبناني يستضيف اكثر من مليون نازح سوري، وهذا الرقم يوازي ربع عدد سكان لبنان، ويؤمّن لهم الحماية بسخاء . وأفاد بيان صادر عن مديرية التوجيه المعنوى بالقوات المسلحة الأردنية أمس بأن قوات حرس الحدود استقبلت خلال يومي الثلاثاء والأربعاء 516 لاجئاً سورياً جديداً، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ عبروا إلى المملكة من عدة نقاط حدودية . ويعد مخيم الزعتري ثالث مخيم في العالم من حيث سعته للاجئين (100 ألف لاجئ سوري) كما أنه ينافس على احتلال الموقع الخامس أو الرابع من حيث عدد السكان بين المدن الأردنية . أما مخيم الأزرق الذي تم افتتاحه في نهاية إبريل/ نيسان الماضي والذي يبعد نحو 90 كم عن الحدود الأردنية - السورية و100 كم عن عمان، يعد أكبر مخيم للاجئين السوريين من حيث المساحة في المملكة، فيما يقطنه حالياً ما يزيد على 5 .7 ألف لاجئ أغلبهم من النساء والأطفال . واحتفلت مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين باليوم العالمي للاجئين بافتتاح مكتب لها في محافظة السويداء جنوبي سوريا استكمالاً لخطتها لتوسيع نطاق أنشطتها وخدماتها الإنسانية لتصل إلى جميع المحتاجين لهذه الخدمات . وقالت المفوضية في بيان إن مكتب السويداء يغطي المنطقة الجنوبية من سوريا التي يوجد فيها ما يزيد على 550 ألف نازح ويوفر جميع الخدمات التي تقدمها المفوضية في أماكن أخرى من سوريا كتوزيع مواد الإغاثة الأساسية وتأهيل مراكز الإيواء وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية والقانونية . وقالت المفوضية إنها تتبع في ضوء التزايد المطرد في الاحتياجات في سوريا استراتيجية غير مركزية من خلال إنشاء مكاتب ميدانية فرعية لإيصال المساعدات إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين، حيث يوجد لها مكاتب دائمة في كل من دمشق وحلب والحسكة والقامشلي وحمص وطرطوس والآن في السويداء . وأشارت إلى أنها تمكنت خلال هذا العام حتى الآن من توزيع أكثر من ثمانية ملايين وحدة من مواد الإغاثة الأساسية لنحو 3 .2 مليون شخص في 13 من أصل محافظاتسوريا ال14 . من جانبه ركز برنامج الأممالمتحدة للأغذية في بيان على الحالة الإنسانية التعيسة التي يعيشها اللاجئون السوريون، استناداً إلى جولات خبراء البرنامج في بين مناطق إيوائهم لتوزيع ما جاد به المحسنون . (وكالات) الخليج الامارتية