فيما أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الحل في العراق سياسي، طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من ضباط الجيش المحالين على التقاعد العودة فوراً إلى وحداتهم العسكرية السابقة، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تعكس الأزمة الحقيقية التي يعيشها الجيش العراقي المنهار، في وقت تواصلت المعارك العنيفة في تلعفر بين القوات الحكومية والميليشيات الموالية للنظام من جهة، ومقاتلي العشائر ومسلحي (داعش)، وأكد الجيش استرداد مصفاة بيجي، وأجلي 300 موظف، صباح أمس الخميس، لكن شهود عيان أكدوا استمرار القتال في المنطقة، بينما سخر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل من اتهام المالكي للرياض بدعم الإرهاب . وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن واشنطن لا يمكن أن تتدخل عسكرياً في البلد الذي انسحبت قواتها منه قبل ثلاثة أعوام . وشدد على استعداد الولاياتالمتحدة لتنفيذ عمل عسكري "محدد الهدف وواضح" في العراق إذا استدعى الأمر . وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة سبق أن كثفت قدراتها على صعيد المراقبة والاستخبارات . واعتبر أوباما أن على المالكي أن يخوض "اختبار" الانفتاح على الطوائف العراقية كافة، وقال إن الاختبار الذي يتعين على المالكي والقادة العراقيين خوضه هو معرفة ما إذا كانوا سيتمكنون من تجاوز الريبة والانقسامات الدينية العميقة . وحض الرئيس الأمريكي إيران على توجيه رسالة تخاطب كل المكونات في العراق، وأوضح أن إيران يمكن أن تضطلع بدور بناء إذا وجهت الرسالة نفسها التي وجهناها للحكومة العراقية، ومفادها أن العراقيين يمكنهم العيش معاً إذا ما جمعوا كل المكونات، وأضاف إذا تدخلت إيران عسكرياً فقط باسم الشيعة فإن الوضع سيتفاقم على الأرجح . وقلل وزير الخارجية الأمريكي من أهمية التقارير القائلة إن إدارة الرئيس أوباما تريد تنحي رئيس الوزراء العراقي عن الحكم، وقال لن يتركز أي شيء مما يقرره الرئيس، بصفة خاصة، على المالكي، التركيز هو على الشعب العراقي، غير أن السيناتور دياني فاينشتاين قالت إنها مقتنعة بأن حكومة المالكي عليها أن ترحل إذا كنتم تريدون تحقيق مصالحة لأن البديل هو "حرب سنية - شيعية" و"التقسيم" . وكان البيت الأبيض قد أعلن أن أوباما لا يستبعد أي خيار باستثناء إرسال قوات على الأرض . وانضم المسؤول السابق عن القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس إلى المعارضين لضربة جوية أمريكية على مقاتلي "داعش"، طلبتها الحكومة العراقية رسمياً . وقال بترايوس "لا يمكن للولايات المتحدة أن تكون قوة جوية لحساب الميليشيات الموالية للمالكي" . وقال وزير الخارجية، أمس الخميس، إن المساعدة الأمريكية للقوات العراقية لا تهدف إلى مساندة المالكي . وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اعتبر أن الضربات الجوية لن تكون عملية، وستلحق أضراراً فادحة بالمدنيين . وأكد مسؤول سعودي أن الحوار السياسي بين العراقيين، لا التدخل الخارجي، هو السبيل لمواجهة الاضطرابات في العراق، وأشار إلى أن الدول القريبة تتفق مع هذا الموقف . وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل رفض، أمس، اتهامات المالكي للمملكة بدعم المسلحين الذين يسيطرون على أجزاء من شمالي العراق . وقال الفيصل "إن اتهام المالكي لنا بدعم الإرهاب هو مدعاة للسخرية" . وأضاف "نصيحتي للمالكي أن يتبع السياسات التي تتبعها المملكة في محاربة الإرهاب" . وقال إن الخطر يكمن في نمو الإرهاب في الدول المجاورة، الأمر الذي قد يهدد بالانتقال إلى الدول الخليجية . وأشار إلى أن إعلان جدة في ختام الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي شدد على التصدي للتطرف المستتر بالدين والمذهبية . الخليج الامارتية