قتل عشرات الجنود وعناصر الميليشيات الموالية للحكومة العراقية أمس، في معارك اندلعت في غرب العراق وشرقها، ويسود ارتباك في صفوف قوات المالكي، حيث قصفت مروحية حكومية عن طريق الخطأ بلدة تحت سيطرة الجيش، وسط جمود جبهة المعارك بسبب استماتة كل طرف في السيطرة على المواقع التي يتواجد فيها رغم تواصل الحشد من الطرفين حول سامراء، حيث بلغت قوات المالكي نحو 50 ألفاً، فيما ضاقت آمال الحل أكثر بعد تعزيز المرجع الديني علي السيستاني فتواه مجدداً، ودعا العراقيين إلى مقاتلة تنظيم «دولة العراق والشام- داعش» قبل ان «يندم الجميع». في تفاصيل المعارك الساخنة في العراق، أعلنت مصادر عسكرية وأمنية لوكالة «فرانس برس» ان 34 عنصرا من القوات الحكومية العراقية قتلوا في اشتباكات مع مسلحين في مدينة القائم الحدودية الواقعة غرب العراق قرب الحدود مع سوريا. وقال ضابط برتبة عقيد في الجيش ان «الاشتباكات بدأت في ساعة متأخرة من مساء الخميس عندما هاجم مسلحون مواقع للجيش في مناطق متفرقة في القائم واستمرت حتى منتصف نهار أمس». وأكد ضابط برتبة مقدم في شرطة القائم وقوع الهجمات وحصيلة الضحايا. بدوره، اكد قائمقام القائم، فرحان فتيخان، وقوع الاشتباكات وطالب الحكومة العراقية بإرسال تعزيزات «تفوق أسلحة داعش التي تمتلك أسلحة ومعدات وسيارات مصفحة جلبتها من الموصل»، في اشارة الى تنظيم «داعش». وأفاد شهود عيان ان عائلات من القائم بدأت تنزح باتجاه مدينتي راوه وعنه. قتلى العصائب في السياق، قتل 30 مسلحا ينتمون الى جماعة مسلحة تقاتل الى جانب القوات الحكومية العراقية خلال اشتباكات مع مسلحين حاولوا اقتحام قضاء في محافظة ديالى شرق العراق، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة ان «30 مقاتلاً من جماعة عصائب أهل الحق قتلوا خلال تصديهم لمسلحين حاولوا من دون ان ينجحوا دخول قضاء المقدادية» الواقع الى الشمال من مدينة بعقوبة (60 كيلومتراً شمال شرق بغداد) مركز محافظة ديالى. وأكد طبيب في مستشفى المقدادية وصول جثث المقاتلين الى المستشفى. حشود عسكرية وفي المنطقة المحيطة بسامراء على الطريق السريع الرئيسي على بعد 100 كيلومتر الى الشمال من بغداد، قال محافظ المنطقة وهو من الشخصيات السنية القليلة المؤيدة للمالكي للجنود إنهم سيجبرون مقاتلي داعش وحلفاءهم على التقهقر. وقال مصدر مقرب من المالكي ل«رويترز» إن الحكومة تعتزم الرد الآن بعد أن أوقفت تقدم التنظيم الذي استولى على مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى بشمال العراق قبل عشرة أيام واجتاح وادي دجلة الذي يغلب على سكانه السنة باتجاه بغداد وسط انسحاب الجيش. وعرض التلفزيون لقطات لمحافظ صلاح الدين، عبد الله الجبوري، حيث اجتاح المقاتلون عاصمتها تكريت الأسبوع الماضي وهو يقول للجنود في الاسحاقي الى الجنوب من سامراء إنهم سيتحركون باتجاه تكريت والشرقاط ونينوى. وأضاف أن هذه القوات لن تتوقف، مشيراً إلى أن عدد أفراد القوات الحكومية حول سامراء يتجاوز 50 ألفاً. وفي الأسبوع الحالي تباطأ تقدم المتشددين في المنطقة الواقعة الى الشمال من بغداد ويسكنها سنة وشيعة. قصف بالخطأ وقتلت امرأة وأصيب أربعة أشخاص آخرون بينهم طفل بجروح عندما استهدفت مروحية عسكرية عراقية منازل في ناحية الضلوعية الواقعة على بعد 90 كيلومتراً شمال بغداد. وقال شاهد عيان في اتصال مع «فرانس برس» عبر الهاتف: «استفقنا عند الضربة الأولى، وظننا ان مسلحي داعش دخلوا الضلوعية مجددا والطيران يقوم بقصفهم». وأضاف: «تبين ان الطيار أخطأ واستهدف دورية للشرطة ظنا منه أنها تابعة لمسلحين، ثم بدأ يقصف منازل حيث استهدف نحو أربعة منها». وفي قضاء تلعفر (380 كلم شمال بغداد) تواصلت الاشتباكات بحسب شهود عيان، حيث تحاول القوات الحكومية منع المسلحين من السيطرة على القضاء الاستراتيجي الواقع قرب الحدود التركية والسورية والذي تسكنه غالبية من التركمان الشيعة. وأكدت مصادر عسكرية ل«فرانس برس» تواجد مسلحين في منطقة تضم بقايا أبنية تابعة لمنشأة لصناعة أسلحة كيميائية كان يطلق عليها «منشأة المثنى» إبان النظام السابق في العراق. كما يتواجد مسلحون في منطقة النباعي التي تقع على بعد حوالي 15 كيلومتراً غرب الدجيل (60 شمال بغداد)، وفقا لمصادر عسكرية. فتوى السيستاني في موازاة ذلك، دعا المرجع العراقي علي السيستاني العراقيين من كل الطوائف مجددا الى مقاتلة «داعش». وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل السيستاني خلال خطبة الجمعة في كربلاء ان هذه «الجماعة التكفيرية بلاء عظيم ابتليت بها منطقتنا»، مضيفا: «إن لم تتم مواجهتها وطردها من العراق فسيندم الجميع على ذلك غدا». ودعا السيستاني الى تشكيل حكومة جديدة في العراق تحظى بقبول وطني و«تتدارك الأخطاء السابقة»، بعد أقل من شهرين من الانتخابات التشريعية. أزمة إنسانية أكد مسؤولون من وكالات الأممالمتحدة الإنسانية التي تعمل فرقها على الأرض في العراق في جنيف أن الأزمة التي يشهدها العراق والنزوح الكبير للعراقيين إلى إقليم كردستان العراق بعد استيلاء المسلحين على الموصل تسبب في تفاقم أزمة نقص الوقود والأدوية بالإقليم، بالإضافة الى الارتفاع الكبير والذي تضاعف ثلاث مرات في أسعار المواد الغذائية وبخاصة في أربيل. جنيف- وام البيان الاماراتية