دعت أكبر مرجعية شيعية في العراق إلى حمل السلاح، في ظل استيلاء مسلحين بقيادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على مزيد من المدن والمناطق شمالي العراق، ومنها مدينة الموصل. وجاءت الدعوة إلى حمل السلاح التي أعلنها آية الله العظمى علي السيستاني في خطبة الجمعة التي ألقاها نيابة عنه ممثله الخاص، الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، في ظل توسيع المسلحين قبضتهم على مناطق في الشمال والشرق، مهددين بالزحف جنوباً. وأوضح الكربلائي قائلاً "المواطنون القادرون على حمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين وحماية البلد وشعبهم والأماكن المقدسة ينبغي أن يتطوعوا وينضموا إلى قوات الأمن لتحقيق هذا الهدف المقدس". وقالت قناة العراقية شبه الرسمية، في خبر عاجل لها، إن المرجعية الدينية العليا- في إشارة إلى المرجعية الشيعية- قد أعلنت "الجهاد الكفائي". كما أظهرت القناة عدداً من رجال الدين السنة في مدينة البصرة جنوبي العراق في مؤتمر صحفي دعوا فيه إلى التطوع لمقاتلة المسلحين شمالي العراق. إعدامات جماعية وقالت الأممالمتحدة إن المسلحين نفذوا إعدامات جماعية في حق مئات المدنيين في الموصل. وأوقفت قوات الحكومة العراقية المدنيين عند نقاط التفتيش ومنعتهم من مغادرة الموصل بعدما سيطر مقاتلو الدولة الإسلامية على المدينة. وفي الوقت ذاته، أقام تنظيم الدولة الإسلامية نقاط تفتيش خاصة به، في محاولة لمطاردة المواطنين المتعاونين مع الحكومة العراقية. وتعهدت الولاياتالمتحدةوإيران، بمساعدة الحكومة العراقية، على محاربة المسلحين بقيادة تنظيم الدولة الإسلامية. وهدد المسلحون بالزحف على بغداد ومناطق في جنوبها تسكنها أغلبية شيعية، بما فيها مدينتا كربلاء والنجف اللتان لهما مكانة خاصة عند الشيعة. الموقف الإيراني واتصل الرئيس الإيراني، حسن روحاني، برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الخميس، وتعهد بأن إيران "لن تسمح لأنصار الإرهاب بزعزعة الأمن والاستقرار في العراق من خلال تصدير الإرهاب إلى العراق". ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر لم تسمِّها قولها إن إيران نشرت كتيبتين من فيلق القدس التابع للحرس الثوري لمساعدة الحكومة العراقية في حربها ضد المسلحين. وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قال في وقت سابق إنه "لا يستبعد أي خيار، لأن لنا مصلحة في ضمان عدم حصول هؤلاء الجهاديين على موطئ قدم في العراق أو سوريا". وفي تطور آخر، أوقف فرع الدولة الإسلامية في سوريا العمليات العسكرية مؤقتاً في معظم أجزاء البلد حتى يتسنى له نقل الأسلحة التي استولى عليها فرع "داعش" في العراق من القوات العراقية إلى سوريا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض. اشتباكات في ديالى ونقلت وسائل إعلام محلية عن قائد بالجيش قوله إن قواته استعادت السيطرة على ناحيتي جلولاء والمقدادية في محافظة ديالى من قبضة المسلحين، لكن ما تزال الاشتباكات دائرة في مناطق أخرى. وكان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، قد أكد على حسابه الخاص على موقع تويتر سيطرته على السعدية وجلولاء، متحدثاً عن اشتباكات يخوضها في المقدادية. وأوضح ضابط برتبة عقيد في الشرطة العراقية وآخر برتبة مقدم في الجيش لوكالة "فرانس برس"، أن الجيش حاول أمس منع المسلحين من دخول القضاء، الواقع على بعد 30 كيلومتراً من بعقوبة، و65 كيلومتراً شمال شرقي بغداد. وأضافت المصادر أن قوات الجيش تقوم في الوقت ذاته بقصف مواقع للمسلحين في ناحيتي جلولاء والسعدية، المتنازع عليهما بين بغداد وإقليم كردستان، بعدما دخلهما المسلَّحون ليلة الخميس. وفي الوقت ذاته، قال شهود عيان في بعقوبة إن القوات الأمنية والعسكرية أجرت عملية انتشار كثيف في أنحاء متفرقة من المدينة التي تسكنها غالبية من السنة، تحسُّباً لاحتمال وصول المسلحين إليها. إلى ذلك، أفاد الفريق محمد العسكري، المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية، ل"سكاي نيوز عربية" بأنه تقرر فتح خمسة معسكرات لإيواء الجنود المنسحبين من الجيش من محافظات الموصل وكركوك. وأضاف العسكري أن المعسكرات تتوزع جغرافياً في مناطق الخازر وسنجار في الموصل، وقاعدة بلد وقاعدة سبايكر في صلاح الدين، وفي قيادة عمليات دجلة في محافظة ديالى. أجواء توتر تخيّم على بغداد وبدخولهم إلى محافظة ديالى، الواقعة على الحدود مع إيران والمحاذية لبغداد أيضاً، يضيف المسلحون محوراً ثالثاً في مسار زحفهم نحو العاصمة بغداد، حيث باتوا يتقدمون من محافظة صلاح الدين شمالي بغداد، فيما تستمر سيطرتهم على مدينة الفلوجة غربي العاصمة. وتسود العاصمة العراقية، منذ بدء الهجوم المباغت للمسلحين يوم الثلاثاء، أجواء من التوتر والترقب، وسط حالة من الصدمة والذهول جراء الانهيار السريع للقوات الحكومية في نينوى وصلاح الدين.