في السجل الناصع لتاريخ ابناء الجنوب ( ثوار الاستقلال الاول ) كثير من المواقف البطولية و المحطات التي لا تنتسئ ( ولاباتنتسي يا يوم عشرين * من الخاطر ويامن عاش خبَر) برغم السياسة المتبعة للاحتلال اليمني ومحاولته المستميتة في طمس كل ما يرمز للجنوب اكان في العصر الحديث او العصر القديم ومن ذلك تاريخ ثورة 14 اكتوبر المجيدة التي حققت الاستقلال الناجز للجنوب 30 نوفمبر 1967م وتزييف الاحتلال للتاريخ في محاوله يائسة بربط نضال شعب الجنوب العربي بانقلاب مجموعة العسكر في يوم 26 سبتمبر 1962م على النظام الملكي (للمملكة اليمنية الهاشمية المتوكليه ) ومن الصدف العجيبة انني عندما هممت الكتابة بمناسبة هذه الذكرى الغالية على ابناء شعب الجنوب العربي عامه وابنا مدنية كريتر الباسلة خاصه وبذات ابناء معسكر 20 الذين اسسوا مركز اعلامي باسم (المركز الاعلامي 20 يونيو) تخليداً لهذا الذكرى ومن المفارقات العجيبة قراءات خبر في احد المواقع الصحفية مفاده ان مجموعة مسلحه اعترضت واخطفت سيارة في احد شوارع صنعاء تحمل وثائق ارشيف قناة عدن من تسجيلات مرئيه وصوتيات خلال فترة تأسيس القناة في الخمسينيات حتى عام 1990م عام النكبة الجنوبية ،تم نقله الى صنعاء خلال حرب الاجتياح صيف 1994م ، حيث كانت السيارة متجه الى عدن بعد ان صدرت تعليمات باستعادة الارشيف المنهوب ، ولكن مراكز النفوذ في عاصمة الاحتلال ترتجف حتى من الارشيف الجنوبي ... ومن مننا لم يتذكر قناة عدن لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عند ما تهل علينا مناسبتنا الوطنية والاناشيد التي انتجها مبدعون الجنوب منها : - ولاباتنتسي يا يوم عشرين * من الخاطر ويامن من عاش خبَر سمعنا اخبار ان الشعب ذا الحين * قد استولى على الموقف وسيطر للمبدع الفنان المرحوم محمد سعد عبدالله والأنشودة ة الثورية الاخرى التي سجلت هذا الحدث بأجمل صوره للمبدع الفنان المرحوم: محمد مرشد ناجي قايد الجيش البريطاني مسيكين ارتبش * يوم عشرين الاقر ضيع صوابه يوم جاه العلم بالهاتف الى بيته قبش * زاق عقله والعرق ببلل ثيابه شل بابوره ولما داخل الجولة احتوش * ما قدر يوصل الى خيمة صحابه كيف بايوصل وصوت المدفع الرشاش رش * من جبل شمسان يصليهم عذابه كم هي حاجة ابناءنا من الجليل الجديد للاطلاع على مأثر الاباء والاجداد ..... وفيما شرح بإيجاز لما جرى يوم انتفاضة 20 يونيو 67م الباسلة حسب المصادر التاريخية .. وما احوجنا لتجسيد هذا البيت من الانشوده (كيف بايوصل وصوت المدفع الرشاش رش * من جبل شمسان يصليهم عذابه) والى مدينة كريتر يوم 20يونيو عام 1967م تزايدت حدة المواجهات بين ثوار الجبهتين « القومية والتحرير « من طرف ، وقوات الاحتلال البريطاني من طرف اخر ، وقد أخفقت كل وسائل الإحتلال وإجراءاته القمعية في كبح جماح إرادة ثوار الجنوب في مستعمرة عدن والمحميات الشرقية والغربية . للجنوب العربي وقد كان من بين تلك الإجراءات : مضاعفة أعداد القوات البريطانية في عدن ، وتوحيد أجهزة مخابراتها بعد أن نجح ثور الجنوب في إضعاف فاعلية تلك الأجهزة من خلال استهداف ضباط وعملاء المخابرات . كما عملت سلطات الإحتلال على تقسيم عدن إلى أربعة محاور عسكرية هي : المنطقة الغربية التواهي والقلوعة المنطقة الوسطى المعلا المنطقة الشرقية كريتر وخور مكسر المنطقة الشمالية -الشيخ عثمان والمنصورة ، وتم توزيع القوات البريطانية في عدن وفقا لذلك التقسيم . وقد كان لبعض الإجراءات أثرا عكسيا على الإحتلال الذي تولت قواته مهمات الأمن الداخلي بدلا من « البوليس المدني الاتحادي كما عمل الإعلان البريطاني في « ورقة الدفاع البيضاء « في 22 فبراير 1966م بانها ستنسحب من الجنوب عام 1968م على رفع حماس الثوار وارتفاع وتيرة العمليات العسكرية والفدائية ضد قوات الاحتلال، وفي التاسع عشر من يونيو 67 انفجرت الأوضاع في معسكر « فقم « بالبريقة بعد محاولة عدد من الضباط والجنود الاستيلاء على المعسكر لكن القوات البريطانية نجحت في السيطرة على الموقف نظراً لكون المنطقة عسكرية ولأتوجد بها احياء سكنية او حاضنه شعبية تساند الجنود والضباط . وفي اليوم التالي « 20 يونيو 1967» اندلعت الانتفاضة الباسلة في معظم معسكرات الامن والجيش وشملت كل من : معسكر صلاح الدين في البريقة ، معسكر ليك لاين الشهيد عبد القوي مدينة الاتحاد مدينة الشعب معسكر شامبيون معسكر النصر معسكر البوليس المسلح 20 يونيو في كريتر ، وقد كان المعسكر الأخير هو الساحة المركزية لتلك الانتفاضة . ومنذ اللحظات الأولى للانتفاضة ، التحق عدد من الفدائيين المتواجدين في كريتر بالجنود في المعسكر واشتركوا معهم في صد محاولات القوات البريطانية واستعادة السيطرة على الموقف ، وكان على رأس هؤلاء البطل عبدالنبي مدرم الذي استشهد في معركة كريتر . وقام الشهيد فيصل عبد اللطيف الشعبي بدور أساسي في تلك المعركة ، حيث التقى يوم العشرين من يونيو بقيادات عسكرية من الجيش الاتحادي في منزل المناضل سالم محمد باهرمز أحد ضباط معسكر البوليس المسلح وقد كان منزله بالقرب من المعسكر وفي الاجتماع تم الاتفاق على الصمود والعمل بشتّى الطرق والسبل للحفاظ على المدينة والسيطرة عليها أطول فترة ممكنة. وعلى الجانب الآخر ، تولت المناضلة نجوى مكاوي وآخرون مهمة حشد الدعم الشعبي لمساندة المقاتلين وإمدادهم بالمياه والأغذية طوال فترة الحصار الذي فرضته قوات الإحتلال على كريتر بعد سيطرة الثوار عليها لمدة 18يوما قبل أن تتمكن القوات البريطانية من إعادة احتلالها في الشهر التالي يوليو67. بعد أن دفعت تلك القوات تكلفة باهظة ..هذه اطلالة سريعة على احدى بطولة ابناء شعب الجنوب في مرحلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني. موقع قناة عدن لايف