قالت مصادر مطلعة في صنعاء لصحيفة "الامناء" العدنية الصادرة اليوم إن عددا من تكتلات القوى التقليدية تسعى لتسوية بديلة عن مخرجات مؤتمر الحوار، إثر استشعارها خطورة مخرجات الحوار على مصالحهم، خصوصا ما يتعلق بإقامة الدولة المدنية. وأفادت المصادر ل"الامناء" بأن الرئيس السابق علي عبدالله صالح واللواء علي محسن الاحمر وتكتل الحوثيين وحزب الإصلاح والسلفيين والقوى القبلية، الذين عجزوا سابقا عن افشال الحوار بسبب التوافق والضغط الدولي، يسعون الآن لفرض تسوية سياسية بديلة عن مخرجات الحوار عبر تفجير الوضع العسكري، بهدف الإجهاز على وثيقة مخرجات الحوار. وأشارت المصادر الى ان هذه القوى تعتمد على خيارات القوة، او الحرب او الانقلاب لإفشال مخرجات الحوار، وأن الازمة الاخيرة المتعلقة بجامع "الصالح" في صنعاء جزء من هذا المخطط. في غضون ذلك؛ أدت اللقاءات الاخيرة التي عقدها الرئيس (هادي) مع العديد من قيادات الحراك الجنوبي إلى استياء الكثير من القوى التقليدية في صنعاء، وصلت حد اتهام الرئيس (هادي) بأنه يحمل نزعات انفصالية. وكان الرئيس (هادي) قد استقبل أمس في صنعاء عدداً من قيادات الحراك السلمي الجنوبي، يتقدمهم العميد ناصر النوبة، أبرز المؤسسين للحراك الجنوبي، وكان لافتا اشادة الرئيس (هادي) بنضال الحراك الجنوبي منذ عام 2007، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الحكومية (سبأ)، في حين القى العميد ناصر النوبة كلمة نقلها التلفزيون الحكومي، أكد فيها الوقوف الى جانب مخرجات مؤتمر الحوار، وهو ما يعد تحولا في خطاب القائد الحراكي الذي كان يقول الى وقت قريب إنه ضد مخرجات الحوار. وسبق لرئيس الوزراء الأسبق حيدر العطاس قوله في تصريح صحفي امس إنه مع مخرجات مؤتمر الحوار، وان ما حصل عليه الجنوب من هذه المخرجات لم يحصل عليه منذ عشرين سنة. وأثار هذا التقارب بين الرئيس هادي، وقيادات الحراك الجنوبي حفيظة قوى الشمال، حيث تقول مصادر مطلعة بأن الرئيس السابق (صالح) عمل كل ما بوسعه لتعطيل أي تقارب بين الدولة، وفصائل الحراك الجنوبي. أما إعلام الحوثيين فلم تصدر عنه بيانات رسمية، سوى بعض التسريبات، في حين نقلت مواقع تابعة للحوثيين تصريحا كتبه رئيس المجلس السياسي للحوثيين (صالح هبرة)، على صفحته بال "فيسبوك" اتهم فيه الرئيس (هادي) بالسعي الى تدمير الجيش، والزج به في معارك لا شأن له بها ونقل التكفيريين (القاعدة) الى الشمال، وتعزيز دورهم، كما اتهم هبرة وزير الدفاع بالتنسيق مع الامريكان لإدارة وضع ما بعد الانفصال، في اشارة - على ما يبدو - الى الدورة التي أقامها المعهد الديمقراطي الامريكي لقيادات الحراك الجنوبي في العاصمة الأردنية (عمان)، والتي تركزت حول تجارب حركات الاستقلال مؤخراً. وسبق أن اتهمت قوى سياسية في صنعاء الحراك الجنوبي بالوقوف وراء التعطيل، الا ان المجتمع الدولي والرئيس هادي نجحوا في إقناع معظم قيادات فصائل الحراك بتأييد مخرجات الحوار. وفي تعليقه على هذه التطورات؛ قال المفكر اليمني عبدالباري طاهر: إن البلد بحاجة الى حلحلة ازمتها القائمة، وبحاجة الى خطوات عملية لتوحيد الجيش وصياغة الأمن صياغة اخرى لما كان عليه أيام (صالح)، ولا بديل لمخرجات الحوار التي توافق عليها الجميع. ولفت طاهر في تصريح ل "الأمناء" الى أن الحراك الجنوبي مهم لحلحلة القضية الجنوبية؛ كونها أساس المشكلة اليمنية ككل.. مشيرا الى ان الجنوب بحاجة الى قيادات ناضجة ومدركة لما يحصل في البلد، بعيدا عن سياسة "لا يعنينا" التي ترددها بعض قيادات الحراك، قائلا: إن حتى ما حصل في الصومال يهمنا، ويعنينا في اليمن.. منوها بأن معالجة قضايا الناس كفيلة بحل هذه النزاعات. تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية : أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال. أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء. أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم. أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية. لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية. ل "الأمناء نت" الحق في استخدام التعليقات المنشورة على الموقع و في الطبعة الورقية ". الامناء نت