(جرافيك) اعتبر رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري أن الأخطار القادمة من فوضى العراق إلى الأردن لا تتعلق بأخطار عسكرية بل أمنية، ترتبط بوجود عناصر أردنية داخل المملكة تميل إلى تفهم ما تقوم به الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» بالمنطقة. وقال ل «البيان» إنه لا يمكن إنكار ما يجري على الحدود الأردنية العراقية اليوم أو تجاهله مهما كان الموضوع مضخماً أو مصغراً، مشيراً إلى أن الدولة الأردنية تعرف المنطقة جيداً. ووفق المصري، فإن «الخشية ليس في أن يأتي داعش بدبابة أو فرقة عسكرية، فهذا الأمر يمكن التعامل معه بسهولة، لكني اعتقد وما يجب ان يجعل الأردن قلقاً هو ان خطر داعش على المملكة ليس من الخارج بل من الداخل». وقال «من هنا يجب أن نفكر ونعمل حسابنا حول كيفية الدفاع عن الأردن من داخلنا». وتابع «داعش» يعتمد في قوته على الساحة الداخلية، فهناك نظرة تأييدية لبعض ما يقوم به التنظيم من بما فيه ذلك الوقوف إلى جانبه في خطابه القائل إنه يمثّل السنّة. وقال المصري إن الساحة العراقية مرشحة لمزيد من التصعيد، معرباً عن أسفه من أن يقود هذا التصعيد في النهاية إلى تقسيم العراق الذي بات أصبح أمراً بيّناً، مشيراً إلى أن دولة الأكراد باتت مكتملة بسيطرتهم على كركوك، وبالتالي حققوا أهم شرط لإنشاء الدولة الكردية المستقلة. وقال إن ذلك يتقاطع مع الأهداف الإيرانية والأميركية والإسرائيلية الرامية إلى تقسيم العراق. معلومات متضاربة بدوره توقف الخبير العسكري الأردني اللواء المتقاعد د. فايز الدويري في تصريح ل «البيان» عند المعلومات المتضاربة حيال ما يجري على الحدود مع العراق، محملاً المسؤولية للإعلام الذي بدأ منذ أحداث الموصل يبعث برسائل متناقضة حول ما يجري في العراق. وأضاف «أميل الى ان مسلحي العشائر هم من سيطر على منطقة المعبر العراقي مع الأردن، لأن هناك حديثاً من الجهات التي سيطرت على معبر طريبيل بضمان وسلامة العاملين في المعبر، إضافة الى شهادات سائقي الشاحنات الأردنية الذين أجمعوا على وجود نقاط لمسلحي العشائر على طول المسافة الممتدة من الرطبة الى طريبيل». وحول أخطار ما يجري عراقياً على الأردن قال «سواء كان المسؤول عن ذلك داعش أو العشائر العراقية فإن صانع القرار لم يتخذ بعد قراراً واضحاً بشأن العراق خاصة وأن الجهات الرسمية لم تعلن صراحة عن خسارتها لمعبر طريبيل». ونوه بأنه في حال أعلن العراق عن سيطرة المسلحين على المعبر فإنه يمكن أن يتخذ إجراءات بوقف العمل في المعبر مؤقتاً، ولكن ليس بصورة دائمة لأن ذلك سيضر بالاقتصاد الأردني، واصفاً ما يأتي به الإعلام من الحدود العراقية بأنه ضبابي. نفي وكانت معلومات تناقلتها وسائل إعلام عدة تحدثت عن قيام سلاح الجو الأردني بقصف عربات تابعة ل «داعش»، كانت تحاول اجتياز الحدود العراقية باتجاه الأردن، لكن مصادر حدودية نفت ذلك. وعلى حد تعبير المصادر فإن «الإجراءات العسكرية على الحدود غير مسبوقة ولا يستطيع أحد الاقتراب»، في حين تواصل القوات المسلحة الإعلان عن حالة التأهب القصوى على الحدود مع العراق تحسباً لأي طارئ. 200 جندي يأتي هذا التطور في سياق إعلان مصدر حكومي أن أكثر من 200 عراقي دخلوا إلى الجانب الأردني متخفين بلباس مدني لكن تم التعرف على هوياتهم. ووفق المصادر، فإن العراقيين الذين دخلوا الأراضي الأردنية مساء الأحد أغلبهم من الجيش العراقي وبلباس مدني. خسائر اقتصادية وفي سياق ذي صلة كشفت نقابة أصحاب السيارات الشاحنة عن أن خسائر قطاع النقل وصل إلى 200 مليون دينار إثر الأزمة السورية والأحداث الأخيرة في العراق. وتتواصل خسائر قطاع الشحن الأردني منذ ثلاث سنوات جراء الأزمة السورية التي كان يعمل على خط دمشق - عمان 17 ألف شاحنة تابعة للنقابة بشكل يومي. البيان الاماراتية