القاهرة - "الخليج": وقعت أمس أربعة انفجارات بمحطات مترو الأنفاق، الذي يستخدمه يوميا نحو مليوني مصري في تنقلاتهم، مما يعد تطوراً في العمليات الإرهابية، بتوجيه بوصلتها إلى استهداف عامة المصريين مباشرة، وجرت التفجيرات بمحطات تابعة للخطين الأول (حلوان المرج)، والثاني (شبرا الخيمة المنيب)، حيث وقعت في شبرا الخيمة، وكوبري القبة، وغمرة، وعزبة النخل، وعثر على قنبلة بمحطة حلمية الزيتون، تم إبطال مفعولها، وبذلك تركزت التفجيرات بالخط الأول، وأدت إلى تعطل بسيط في حركة المترو تمت بعدها السيطرة على الأمور، لتعود الحركة إلى طبيعتها في جميع المحطات، كما شهد ميدان المحكمة بمصر الجديدة انفجارا خامسا، وقالت وزارة الصحة إن 8 أشخاص أصيبوا في هذه التفجيرات، وحالتهم مستقرة . وقالت وزارة الداخلية في بيان لها صباح أمس إن انفجار محطة شبرا الخيمة نجم عن عبوة بدائية الصنع، أسفرت عن إصابة شخص يرجح من الفحص المبدئي أنها كانت بداخل حقيبة يحملها . وأضافت الوزارة أن عبوة ثانية انفجرت في محطة غمرة، كانت موضوعة بأحد صناديق القمامة بالمحطة، وأن الانفجار نجم عن محدث صوت، بينما كانت العبوة خالية من أية مواد متفجرة . وقال مصدر أمني إنه يشتبه في أن يكون أحد المصابين في حادث شبرا هو حامل الحقيبة التي انفجرت بها القنبلة، مضيفا انه تم تحديد ملامح الشخص الذي زرع عبوة محطة غمرة، كما سيتم التعرف إلى الجناة الباقين من واقع تفريغ كاميرات المراقبة . وتحفظت أجهزة الأمن على المشتبه فيه في انفجار شبرا الخيمة، ويدعى السيد سالم سيد إبراهيم (37 سنة، سائق)، وكشف المصدر أن هذا الشخص ربما كان يستهدف تفجير القنبلة داخل إحدى عربات الركاب، لكن تدخلت العناية الإلهية، وانفجرت به قبل قدوم المترو إلى المحطة . وعلى الفور أمر المستشار هشام بركات النائب العام رجال النيابة بمباشرة التحقيق في الانفجارات، بحسب النطاق الجغرافي، وطالب بسرعة تحريات المباحث والأمن الوطني للوقوف على ملابسات الانفجارات . وانتقل المستشار حسن داود رئيس نيابة المرج إلى محطة مترو عزبة النخل لإجراء معاينة لمكان الحادث وتبين من التحقيقات أن أحد الركاب أصيب بإصابات سطحية، ووجود آثار انفجارات داخل صندوق قمامة داخل المحطة . وكشفت معاينة نيابة غرب القاهرة، برئاسة المستشار أحمد لبيب أن محطة غمرة حدثت بها تلفيات بسيطة ناجمة عن تطاير وتحطم صندوق القمامة، الذي زرعت فيه القنبلة، إلى جانب تكسر أرضيات المنطقة المحيطة به . وقال عدد من الخبراء الأمنيين والمحللين المتخصصين في شؤون الإرهاب إن التفجيرات تستهدف معاقبة الشعب المصري على دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد شعور الإخوان بخسران كل شيء، وانه لم يعد بمقدورهم إعادة عقارب الساعة إلى الوراء . واعتبر الخبير الأمني اللواء فؤاد علام تفجيرات المترو تغيرا نوعيا في إرهاب جماعة الإخوان وحلفائها منذ عزل مرسي، فيما اعتبر الخبير الأمني العميد خالد عكاشة ان التفجيرات رسالة من جانب الجماعة للخارج بأن الأوضاع الأمنية داخل مصر غير آمنة، وأن الجماعة وحلفاءها لا تزال تشكل قوة ضغط داخلي، وذلك بهدف تخويف الراغبين في الخارج في المشاركة بمؤتمر المانحين، الذي دعت إليه السعودية . ورأى محمد نور الدين، الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق، ان التفجيرات تأتى ردا على زيارة جون كيري وزير الخارجية الأمريكي لمصر، والاعتراف الأمريكي بثورة 30 يونيو، بينما توقع سامح عيد، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن يكون المتورطين في التفجيرات مجموعات شبابية تابعة لتنظيم الإخوان، أصيبت بحالة يأس وإحباط بعد فشل تحالف دعم الإخوان في التعامل مع ملف "عزل مرسي"، بشكل جعلهم في حالة عداء مع الشعب المصري . واعتبر الداعية الإسلامي محمد الأباصيري، أن الهدف من هذه التفجيرات هو منع تدفق الاستثمارات وإجهاض محاولات إنعاش الاقتصاد، فيما قال رئيس حزب التجمع، السيد عبد العال، إن التفجيرات تأتي في إطار مخطط جماعة الإخوان لإفشال الرئيس المنتخب، وإحداث حالة هلع بين المواطنين . الخليج الامارتية