دعا الاتحاد الإفريقي في قمته في مالابو، أمس، إلى التعبئة في مواجهة تقدم الجماعات الجهادية في قلب القارة، وقد حذّر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من الإرهاب العابر للحدود، داعياً إلى التصدي له بحسم، فيما أكد أن ثورة 30 يونيو المصرية جنّبت البلاد حرباً أهلية. وأعرب رؤساء الدول والوزراء الإفريقيين صراحة منذ الأعمال التمهيدية للقمة التي تنتهي، اليوم، عن مخاوفهم المتزايدة إزاء انتشار المجموعات الجهادية التي تتبنى عقيدة مستوحاة من تنظيم القاعدة وتقدمها في إفريقيا. وتعقد المنظمة الإفريقية قمتها ال23 هذه بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء الأسباني ماريانو راخوي. السيسي يحذّر ووسط تصفيق حاد في الجلسة العامة بمناسبة عودة مصر إلى المنظمة الإفريقية بعد تعليق عضويتها إثر ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد مرسي، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن إفريقيا تواجه خطراً متزايداً يتمثل في التهديدات الأمنية العابرة للحدود مثل الإرهاب. وأضاف: نؤكد إدانتنا لكافة أشكال الإرهاب، مشددين على أنه لا مجال لتبريره أو التسامح معه، مؤكداً على ضرورة التصدي للإرهاب بحسم. وتابع: أن الإرهاب أصبح أداة لتمزيق الدول وتدمير الشعوب وتشويه الدين، معتبراً أن «هذا الخطر المشترك يملي علينا تعزيز التعاون فيما بيننا لمواجهته بحسم، حفاظاً على أمن وسلامة مواطنينا، وجهود التنمية الاقتصادية في دولنا». التنمية كما حذر السيسي من التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية «وفي مقدمة هذه التحديات التنمية باعتبارها الاحتياج الأكثر إلحاحاً لشعوبنا وأحد المتطلبات الرئيسية لتحقيق أمنها واستقرارها». وأعرب عن الأمل في تحقيق «تطلعات الشعب الليبي نحو الحرية والديمقراطية ويحافظ على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها». ودعا الرئيس المصري إلى «العمل على تسوية النزاعات التي طالت العديد من دول قارتنا وتسببت في عرقلة برامج التنمية بها ونتج عنها مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين والضحايا»، داعياً إلى «تكثيف جهودنا وحشد الامكانيات الذاتية لتفعيل مبدأ الحلول الافريقية للمشاكل الافريقية». وأكد أن مصر لم تنسَ يوماً واقعها الأفريقي، ولكنه أعرب عن تألم الشعب المصري من تعليق أنشطة مصر في الاتحاد خلال العام الماضي. وقال إن «شعب بلادي تألم حين اتخذ الاتحاد الأفريقي موقفاً مغايراً لإرادته». وأضاف أن ثورة الشعب المصري في 25 يناير و30 يونيو كانت من أجل أهداف مشتركة لشعوبنا. وجدد التأكيد على أن ما حدث في 30 يونيو «كان ثورة شعبية مكتملة الأركان انحازت فيها القوات المسلحة لإرادة الشعب»، وشدد على أنها «جنّبت مصر حرباً أهلية». وتعهد بأن تواصل مصر جهودها بالتعاون مع دول المنطقة لإنهاء نزاعات القارة وإعادة الإعمار والتنمية فيها. وبمشاركته في هذه القمة رسخ السيسي، الذي لقي تصفيقاً حاراً من المشاركين في القمة لدى صعوده إلى المنبر لإلقاء كلمته، عودة مصر إلى القارة بعد تجميد عضويتها اثر عزل مرسي في يوليو 2013. استراتيجية إفريقية من جهته، شدد الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز امام المجلس على «خطورة التهديدات الجديدة المتمثلة في الارهاب واللصوصية وكل انشطة التهريب غير الشرعية»، مشدداً على ضرورة اعتماد استراتيجية شاملة للاتحاد. وتقضي هذه الاستراتيجية بحسب ولد عبدالعزيز بتعبئة موارد مالية متناسبة من قبل الدول وبتنسيق افضل للآليات الاقليمية. بدوره، قال الرئيس التشادي ادريس ديبي ايتنو إن «افريقيا تواجه مؤخرا عدوا من نوع جديد مخيفا اكثر ولا وجه له، واعني الارهاب المستشري حاليا في نيجيرياوالصومال والذي كاد يفكك مالي». ولفت ديبي إلى ضرورة أن «تضمن (الدول) بنفسها أمنها الفردي والجماعي» ولا تعتمد على الغربيين بشكل كامل. وكما في كل قمة، تعقد على هامش الاجتماعات لقاءات ثنائية بين رؤساء دول بعضها تشهد فتوراً في علاقاتها، سعياً لتسوية خلافات فيما يلعب رؤساء آخرون دور وساطة. وقد تعقد اجتماعات مماثلة بشأن النزاع المتواصل حول منطقة البحيرات الكبرى والذي تسبب مؤخرا بمعارك جديدة بين الجيشين الكونغولي والرواندي. كما ستشكل قمة مالابو فرصة للدول الإفريقية الفرنكوفونية للبحث في المرشح الذي ستقدمه إفريقيا لرئاسة المنظمة الدولية للفرنكوفونية خلفاً لأمينها العام السنغالي عبدو ضيوف الذي تنتهي ولايته في نوفمبر. وبالرغم من التدخلات العسكرية الغربية ولاسيما في مالي وتعزيز الفرنسيين والأميركيين والبريطانيين وسائل المراقبة والضرب في إفريقيا، فإن المتشددين سواء من حركة الشباب أو قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي او انصار الشريعة او بوكو حرام او غيرها يضاعفون الهجمات الدامية. وتقف الحكومات الافريقية في ليبيا وكينيا ونيجيريا وسواها فضلاً عن الصومال الغارقة في الفوضى، في خط المواجهة الأول، وتبدو عاجزة تماماً في مواجهة تزايد الهجمات. البيان الاماراتية