وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء إلى الجزائر، في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه في مايو الماضي. وأفادت الرئاسة المصرية في بيان لها اليوم أنه من المقرر أن يستعرض الرئيس المصري مع نظيره الجزائري مختلف جوانب العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية بهدف تعزيزها وتنميتها، فضلاً عن تبادل وجهات النظر إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأضاف البيان أنه من المقرر أيضاً أن يتوجه الرئيس السيسي عقب إتمام الزيارة إلى عاصمة غينيا الاستوائية مالابو للمشاركة في أعمال الدورة العادية ال 23 لقمة الاتحاد الإفريقي. وقال السيسي إن زيارته للجزائر تهدف إلى "إطلاق تفاهم حقيقي ورؤية موحدة للمصالح المشتركة بين مصر والجزائر والمنطقة" .. واصفا الإرهاب ب "مشكلة تحتاج إلى تنسيق المواقف والعمل لمجابهتها سوياً". وأشار الرئيس المصري في تصريحات للصحافة بعد وصوله إلى المطار، إلى وجود "علاقات وموضوعات استراتيجية مشتركة" بين مصر والجزائر، وكذا قضايا كثيرة تحتاج من الجزائر ومصر العمل سويا.. مضيفا أن الزيارة تأتي للتأكيد على ذلك والشروع في العمل عليها خلال الأيام المقبلة. وأضاف "هناك موضوعات أخرى كثيرة سنتطرق إليها مع المسؤولين في الجزائر، منها الوضع في ليبيا التي هي دولة جارة لكل من مصر والجزائر". ووجه السيسي "التحية والتقدير" للجزائر شعباً ودولة وقيادة .. مشيراً إلى أنه يريد من خلال زيارة اليوم، تقديم التهنئة شخصياً للرئيس بوتفليقة والشعب الجزائري على الاستحقاق الرئاسي ليوم 17 أبريل الماضي. من جانبها، قالت الرئاسة الجزائرية إن السيسي سيقوم "بزيارة عمل قصيرة" يلتقي خلالها نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة . وأضاف بيان الرئاسة، أن السيسي سيبحث خلال هذه الزيارة مع بوتفليقة بالخصوص "قضايا تتصل بالوضع في العالم العربي وأفريقيا". وكانت الجزائر التي لم تطلها اضطرابات وثورات الربيع العربي، قد دعت إلى "انتقال سلمي" في مصر بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في بداية يوليو من العام الماضي. وأعلن وزير خارجية الجزائر رمضان العمامرة، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للجزائر المقررة اليوم الأربعاء، تأتي في وقتها المناسب وتحمل أكثر من دلالة وترمز لهذه العلاقة الوطيدة. وقال “إننا فى الجزائر نرحب بفخامة الرئيس السيسي ونتطلع إلى محادثات في غاية الأهمية وذات بعد إستراتيجي بين الرئيس السيسي والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة”. واشار العمامرة الى إنه ووزير الخارجية المصري، التقيا على هامش اجتماع وزراء الخارجية الأفارقة فى مالابو يوم أمس، ويتطلعان كذلك إلى توجيه إستراتيجي من الرئيسين وسوف يتبلور ذلك في تنسيق أكبر للعمل المصري الجزائري المشترك في مختلف المحافل الدولية . واضاف انهما يتطلعان ايضاً لدفع العلاقات الثنائية لمستوى أعلى من الفائدة المشتركة والمودة والإخوة والاحترام. وحول الوضع المتدهور فى ليبيا وأهمية قمة السيسي بوتفليقة لمواجهة التحدى فى ليبيا، قال الوزير العمامرة "إننا ننسق مع الأخوة المصريين فيما يتعلق بليبيا والأوضاع على الساحة العربية ككل، وفيما يخص سوريا والعراق ولنا تحاليل متطابقة ولدينا القدرة على العمل المشترك مع أشقائنا الآخرين من أجل تغيير وضعنا". ولفت الى ان البلدين على وشك تقديم إسهام كبير في مجال العمل العربي المشترك وكذلك الإفريقي المشترك. ورحب الوزير الجزائري بعودة مصر لمكانها الطبيعي بالاتحاد الإفريقي وهي الدولة التي قدمت كثيراً للقارة الإفريقية منذ أيام المد التحرري وبناء منظمة الوحدة الإفريقية ثم بناء الاتحاد الإفريقي. وقال سفير مصر بالجزائر عز الدين فهمي، إن زيارة الرئيس السيسي اليوم للجزائر في توقيت حيوي ومهم، خصوصاً في ظل وجود التداعيات المتصاعدة في المنطقة. وأضاف الوزير عز الدين فهمي في مداخلة تليفزيونية، أنه ستتم مناقشة عدة موضوعات من ضمنها الأوضاع في المنطقة العربية، خصوصاً الوضع السوري والعراقي والليبي، بجانب مناقشة ملفات التنمية الإفريقية، والعلاقات المصرية الجزائرية وملفات الطاقة والتعاون بين الدولتين. واشار إلى أهمية العلاقات الإفريقية ودور الجزائر في دعم مصر بعد 30 يونيو، وتوجيهات الرئيس الجزائري بوتفليقة لعودة مصر، وممارسة نشاطها وعضويتها الكاملة في الاتحاد الإفريقي. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد غادر الجزائر بعد الزيارة الخاطفة التي استمرت ساعات محدودة .. متوجهاً إلى عاصمة غينيا الاستوائية مالابو للمشاركة في أعمال الدورة العادية ال 23 لقمة الاتحاد الإفريقي.
