يهل علينا شهر رمضان المبارك، وقد استعد المسلمون بشراء المزيد من الأطعمة والأغذية التي تفوق احتياجاتهم خلال الشهر الفضيل، وكذلك ترقب الأعمال الفنية والدرامية والبرامج الترفيهية التي تضّيع الوقت، وهو عكس المقصود من الشهر الفضيل الذي يجب استغلاله في العبادة وكسب المزيد من الثواب المضاعف، ويقول الدكتور عبدالله النجار أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الشارع الحكيم عندما شرع الصيام في شهر رمضان كان يهدف إلى إحداث توازن بين الجسد والروح، على اعتبار أن الإنسان يولي اهتمامه طوال السنة لجسده من طعام وشراب وترفيه، وغير ذلك من الأمور الدنيوية. حسام محمد (القاهرة) أوضح الدكتور عبدالله النجار أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أنه من أهم أولويات الصيام هي إعطاء الأهمية لتغذية الروح وتزكيتها، لا أن نستغل هذا الشهر لابتكار أصناف الأطعمة وتضييع الوقت في متابعة الفضائيات، فالهدف من الصيام هو عكس ذلك تماماً والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول في الحديث الصحيح: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه». الشهر العظيم وقال: أجمع الفقهاء على أنه لا يوجد شهر عظيم الخيرات، كثير البركات، فيه فضائل عديدة وفوائد جمّة مثل رمضان، وعلى المسلم أن يغتنم تلك الفضائل ويقتنصها وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - في فضل شهر رمضان: «إذا كانت أول ليلة من رمضان فُتحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب، وغُلقت أبواب جهنم فلم يُفتح منها باب وصُفدت الشياطين، وينادي منادٍ يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة»، فينبغي على المسلم أن يستقبل هذا الشهر العظيم بالفرح والسرور والشكر لله تعالى الذي وفقه لبلوغ شهر رمضان وجعله من الأحياء الصائمين القائمين الذين يتنافسون فيه بصالح الأعمال، وعلينا الحذر ممّا حرمه الله عليه كي لا ينقص أجر الصوم ويحرص على العبادة، وعلى كل مسلم أن يبرّ والديه وأن يصل رحمه، وأن يتعاهد إخوانه الفقراء والمحتاجين والمنكسرين والمعوزين والأرامل والأيتام، وأن يُحسن إلى جيرانه، ويتعاهدهم بالزيارة والنصح والتوجيه والإرشاد، فهو في شهر الجِنان والبعد عن النيران، شهر الإقبال على الحسنات والطاعات والبعد عن السيئات والمعاصي. ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان فيقول: «جاءكم شهر رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حُرم فيه رحمة الله». ... المزيد الاتحاد الاماراتية