غزة 'القدس العربي' من أشرف الهور: تعتب السلطة الفلسطينية بشكل غير معلن على الدول العربية التي أقرت توفير أموال 'شبكة الأمان' المقدرة ب 100 مليون دولار شهريا لصالح الخزينة، تمكنها من تجاوز أزمتها المالية التي فرضتها إسرائيل، وذلك لعدم وصول أي مبلغ مالي بعد مرور فترة الأسبوعين التي طلبتها تلك الدول لإيصال أموال الدعم. ولم يخف مسؤول في القيادة الفلسطينية خلال حديثه ل'القدس العربي' صدمة القيادة في هذا الوقت بالذات الذي كانت تأمل فيه بوصول أموال شبكة الأمان العربية، لتوفير راتب موظفيها للشهر الجاري، خاصة بعد أن اقترضت أموالا من البنوك العاملة في المناطق الفلسطينية، على أمل وصول التحويلات المالية إلى خزينة السلطة الاثنين الماضي. ويقول هذا المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه أنه ولغاية اللحظة لم تتضح بعد ما إذا كانت هذه التحويلات المالية ستصل في القريب العاجل إلى الخزينة الفلسطينية، مما سيزيد من حجم الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها السلطة، بعد أن امتنعت إسرائيل عن تحويل عوائد الضرائب التي تجنيها من البضائع الفلسطينية التي تمر بموانئها حسب اتفاق أوسلو. وتقدر هذه الأموال بنحو 100 مليون دولار شهريا، وتساهم بشكل كبير إضافة إلى أموال المانحين، من تمكن السلطة من دفع فاتورة رواتب موظفيها، وتنفيذ العديد من المشاريع. وحجبت إسرائيل أموال الضرائب عن الفلسطينيين، وحولت جزءا كبيرا منها إلى شركة الكهرباء كديون على الفلسطينيين، كعقاب على حصول الفلسطينيين على صفة 'دولة غير عضو' في الأممالمتحدة نهاية الشهر الماضي. وقبل هذا التاريخ كانت الخزينة الفلسطينية تعاني من أزمة كبيرة بسبب توقف المانحين الغربيين عن دفع ما عليهم من التزامات تجاه السلطة. ويقول المسؤول الفلسطيني ل 'القدس العربي' ان وقف الدول الغربية دفع ما عليها من التزامات سببه 'الضغوط الأمريكية المباشرة'، لكته قال أيضا ان القيادة 'لا تعرف سبب امتناع العرب عن تحويل أموال شبكة الأمان'. وكانت لجنة مبادرة السلام العربية المكونة من 13 دولة عربية والتي عقد وزراء خارجيتها قمة في العاصمة القطرية الدوحة يوم التاسع من الشهر الجاري، أكدت على أنها ستبدأ بإرسال أموال شبكة الأمان خلال 15 يوما، وتلك الشبكة جرى إقرارها في قمة بغداد الأخيرة، وتنص على تحويل العرب مبلغ ال 100 مليون دولار، إذا أوقفت إسرائيل أموال الضرائب لابتزاز الفلسطينيين. ويقول المسؤول الفلسطيني ان القيادة غير متفائلة كثيرا بأن تحمل زيارة عدد من وزراء الخارجية العرب ضمن وفد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي إلى رام الله السبت المقبل أي نتائج جديدة. وبحسب المعلومات سيقدم الدكتور العربي للرئيس عباس خلال الزيارة شرحا لآخر التطورات الخاصة بأموال شبكة الأمان.