أحمد بركات أدت موجة من الأمطار الغزيرة هطلت خلال اليومين الماضيين في بغداد ومحافظات أخرى إلى سقوط عدد من الضحايا بينهم أطفال، وتشريد مئات الأشخاص نتيجة انهيار منازلهم فضلا عن إلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات الخاصة والعامة. ففي بغداد، التي كان معدل سقوط الأمطار فيها قياسيا، تعرضت شوارع عديدة إلى الغرق وغمرت المياه الكثير من المنازل. وقد اشتكى مواطنون من عجز الأجهزة المعنية عن التعامل مع ما وصفه بعضهم بالمأساة. تضرر السكان من السيول والفيضانات وأدلى عدد من أهالي ناحية جصان الذين تشردوا بسبب الفيضانات والسيول بتصريحات ل"راديو سوا"، حيث قال حيدر وهو من إحدى القرى القريبة من الناحية إن منزله الطيني تعرض لانهيار شبه كامل، وهو الآن ينتظر جفاف أرض المنزل قبل إعادة تشييده. وتحدث جاسم، وهو من نفس القرية عن الأضرار التي لحقت بمنزله ومنزل أخيه، وقال إن الأدوات والأجهزة المنزلية تعرضت لتلف كبير، وأشار إلى أن جاره الذي لم يذكر اسمه فقد دواجنه التي كان يعتمد عليها كمصدر رزق لأسرته. أما المواطن مؤيد، فقال إن سيارته قد غمرتها المياه وهو الآن يحاول رصد العطلات الميكانيكية فيها لكي يحدد مصيرها وما إذا كانت قد تعرضت لتلف كامل. وأشار مواطنون في المناطق التي تعرضت للغرق إلى صعوبة التنقل بسبب إغلاق الشوارع الرئيسية في أكثر المدن التي شهدت هطول الأمطار. وفي الكوت، تحولت الشوارع والساحات العامة إلى بحيرات بسبب عدم قدرة شبكات المجاري على استيعاب مياه الأمطار التي استمرت في التساقط أكثر من 20 ساعة، الأمر الذي دفع بمجلس المحافظة إلى إعلان اليوم الأربعاء عطلة رسمية. وفي ديالى، حمّل رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة مثنى التميمي وزارة البلديات والشركات التي حصلت على عقود صيانة وإنشاء منظومة المجاري في المحافظة مسؤولية انهيار المنازل. وانتقد عدم إيلاء مشاريع المجاري الأولوية، والتركيز على مشاريع قد لا تهم المواطن أو تمس حياته وأمنه واستقراره مباشرة. x جانب من السيول والفيضانات التي تشهدها بغداد مطالب باستقالة مدير المجاري في ديالى وطالب بعض الأهالي في ديالى بإقالة مدير المجاري في المحافظة، بعدما شهدت مناطق عدة فيضانات وسيول تسببت في عرقلة حركة المرور، ولكن التميمي انتقد تلك الدعوات، وأشار إلى أن ما حصل لم يكن سببه إهمال إداري، بل الكمية القياسية من الأمطار التي سقطت، على حد قوله. من جهته، قال الوكيل الإداري لأمانة بغداد نعيم عبعوب إن الأمطار التي سقطت أمس بلغت نفس كمية الأمطار التي سقطت العام الماضي على مدى ستة أشهر، التي قدرها بأكثر من 60 مليون متر مكعب على مدينة بغداد وحدها. وحول عجز دوائر الأمانة في معالجة المشاكل الناجمة عن غزارة الأمطار، قال عبعوب في تصريح ل"راديو سوا" إن لدى الأمانة سبعة مشاريع في جانب الكرخ، وخمسة أخرى في جانب الرصافة من العاصمة بدأت منذ عام 2008، وأشار إلى وجود خلافات قانونية حول بعض الأراضي المحتاجة إلى التأهيل. وأوضح عبعوب أن المشاريع المتعلقة بالبنى التحتية غالبا ما تحتاج إلى عدة أعوام لإنجازها، وأشار إلى أن جانب الرصافة من العاصمة تعرض لضرر أكبر مقارنة بالكرخ، بسبب كثافة السكان، وكون شبكة مجاري الكرخ أحدث من نظيرتها في الرصافة. وذكر عبعب أن الشوارع الرئيسة التي تعرضت لاختناقات مرورية أو تلك التي تم إغلاقها بشكل كامل تتمثل في :النضال والسعدون وأبو نواس والملك غازي، بالإضافة إلى شوارع أخرى جرى إغلاقها إلى ارتباك السير في العاصمة. وكان مجلس النواب قد أرجأ جلسته الاعتيادية الأربعاء إلى الثامن من الشهر المقبل بسبب صعوبة وصول موظفي المجلس بعد إغلاق معظم شوارع العاصمة، وقال نواب في تصريحات صحفية إن هيئة الرئاسة أبلغتهم بقرار التأجيل.