فعلت هيثر هندرسون كل ما بوسعها من أجل تربية طفليها وتعليمهما الأدب والانضباط. جربت جميع الحيل، المألوفة منها والمبتكرة، لكنها فشلت. لديها ولدان، البكر عمره 6 سنوات والأصغر عمره 4 سنوات. حاولت تقديم شروح هادئة حول كل سلوك تشجع ابنيها عليه أو تنهاهما عنه. أوضحت لكل منهما بشكل جلي أن ضرب الأخ لأخيه وتعنيفه هو سلوك خطأ. لكنهما لا يزالان مع ذلك يتشاجران ويضربان بعضهما ويصرخان. فما كان منها إلا أن لجأت إلى اختصاصي نفساني في تدريب الآباء على إدارة الأبناء من أجل تزويدها بالتقنيات الأكثر فعالية التي يجدر استخدامها مع الأطفال الأكثر شغباً والأكثر استعصاءً على السيطرة علها تستعيد زمام أمورها وتسترجع دورها كأم تُحسن التربية. يقول خبراء تربويون أميركيون إن نهْج بعض الأساليب التربوية مثل تلك التي يُصطلح عليها «تدريب الآباء على إدارة الأبناء» و«العلاج القائم على تعزيز التفاعل بين الأبوين والابن» تلقى دعماً وتأييداً من قبل مئات الدراسات البحثية الفعالة أكثر مع الأطفال الذين يصعب التعامل معهم، بمن فيهم أولئك الذين يعانون من اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه واضطراب العناد الشارد. وعلى الرغم من كون بعض هذه الأساليب تجد طريقها إلى الكتب التربوية الإرشادية المنتشرة، فإن التكتيكات العملية التي يُنصح باتباعها مع الأبناء المتمردين تظل غير معروفة لعامة الناس. تحديد ثم مديح بدلاً من التركيز على الشيء الخطأ الذي يقوم به الطفل، يجب على الأبوين أن يقررا أولاً السلوكات التي يرغبان من أبنائهما القيام بها، كترتيب أغراض الغرفة، والاستعداد للذهاب إلى المدرسة عبر حافلة المدرسة في الموعد المطلوب دون تأخر، واللعب الخالي من العنف مع الإخوة. ثم يقومان بمدح هذه السلوكات عندما يروا أن الأبناء يقومون بها. ويقول تيموثي فيردوين، أستاذ مساعد في العلاج النفسي للأطفال والمراهقين بمركز دراسات الأطفال التابع لمركز لانجون الطبي في جامعة نيويورك، «ابدأ بالثناء على السلوك الذي تحبه عندما يقوم به ابنك وستجد أنه سيعمد مع الوقت على إتيانه باستمرار وتكرار من أجل نيل رضاك والحصول على ما يرغب به من مكافآت». قد تبدو هذه المقاربة بسيطة، لكنها قد تكون صعبة عند تطبيقها في الواقع اليومي المعيش. فأدمغة غالبية الناس تميل بشكل عام إلى التحيز والسلبية للأسف، كما يقول ألان كازدين، أستاذ علم النفس والطب النفسي للأطفال في جامعة ييل ومدير مركز ييل للأبوة. فنحن نولي انتباهاً أكبر عندما يسيء أبناؤنا التصرف، ولا نلقي لهم بالاً عندما يتصرفون كملائكة، وهذه طريقة متحيزة وغير بناءة لشخصية الطفل. ويوصي الدكتور كازدين بأن يحرص الأب أو الأم أو كليهما على الثناء على السلوكات الحسنة للابن ما لا يقل عن ثلاث إلى أربع مرات في كل فترة لعب أو ترويح عن النفس. وبالنسبة للطفل الصغير، يجب أن يكون الثناء متبوعاً بإطراء عاطفي ملموس كأخذ الطفل بالأحضان أو تقبيله أو معانقته. العقوبة والخوف ... المزيد